يقول المؤرخون: إن عفيف الدين التلمسانى كان بارعا فى تقديم شروح لعدد من نصوص الصوفية الرمزية والكشف عن أسرارها كمواقف النفرى وتائية ابن الفارض وغيرها.
فى قلب التصوف العالمى، ولا نقول الإسلامى فقط، اسم لا يشق له غبار، هو مولانا جلال الدين الرومى، الذى يقول «الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه.. أما ذاك الذى يحب بروحه وقلبه، فلا ثمة انفصال أبدًا».
مرة أخرى نعود إلى أفريقيا لنتوقف مع الصوفى المجاهد عثمان بن فودى، الذى دعا القبائل الأفريقية إلى محاربة البدع والوثنية، فخرجوا معه حتى استطاع أن يؤسس أقوى مملكة إسلامية فى أفريقيا وقتها.
دخل بعض أصحاب ابن الصباغ القوصى عليه فى مرضه، وسألوه عن حاله، فقال «قيل لى: ابتليناك بالفقر فلم تشك، وأفضنا عليك النعم فلم تشغلك عنا، وما بقى إلا مقام الابتلاء لتكون حجة على أهل البلاء».
سئل أبو الحسن الشاذلى، رضى الله عنه، عن المحبة فقال «المحبة أخذة من الله لقلب عبده من كل شىء سواه، فترى النفس مائلة لطاعته، والعقل متحصناً بمعرفته، والروح مأخوذة فى حضرته، والسر مغموراً فى مشاهدته، والعبد يستزيد فيزاد»
تقول كتب السير إن «أحمد البدوى» كان فى العراق عندما جاءه الهاتف فى المنام يأمره بالذهاب إلى مصر، والإقامة فى «طنطا» فعزم فورًا على الرحيل وكان متاعه من الدنيا عباءةً حمراء يلبسها اقتداءً برسول الله.
عندما دخل التتار بغداد فى سنة 565 ارتكبوا الكثير من الآثام التى حكت عنها كتب التاريخ، وكان ضمن ما اقترفوه قتلهم الصوفى الشاعر الصرصرى، بعدما دعاه قائدهم لملاقاته، فرفض فدخلوا عليه.
يحكى أن الإمام ابن عربى رأى وهو فى حالة اليقظة أنه أمام العرش الإلهى المحمول على أعمدة من لهب متفجر، ورأى طائراً بديع الصنع يحلق حول العرش
«وَلَما صَفَا قَلْبى وَطَاَبتْ سَرِيرَتِى/ وَنَادَمَنِى صَحْوى بِفَتْحِ الْبَصِيرة/ شَهِدْتُ بِأَنَّ الله مَوْلَى الْوِلاَيَة/ وَقَدْ مَنَّ بِالتَّصْرِيفِ فِى كُلِّ حَالَةِ».
وكان قلبى خالياً قبل حبكم/ وكان بذكر الخلق يلهو ويمزحُ يقول القدماء إن شعر «سمنون المحب» يدور كله عن الصد والهوى والجفا والصبر والرجا والوجد والعتاب والشوق والوصال والبين والبكاء والعذاب والصبابة.
«لكَ الحمدُ حمداً نستلذُّ به ذكراً/ وإن كنتُ لا أحصى ثناءً ولا شكرا/ لكَ الحمدُ حمداً طيباً يملأ السما/ وأقطارها والأرضَ والبرَّ والبحرا»
«أَبداً تَحنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ/ وَوِصالُكُم رَيحانُها وَالراحُ/ وَقُلوبُ أَهلِ وِدادكم تَشتاقُكُم/ وَإِلى لَذيذ لقائكم تَرتاحُ/وَا رَحمةً للعاشِقينَ تَكلّفوا/ سرّ المَحبّةِ وَالهَوى فَضّاحُ»
لبّيكَ لبّيكَ يا سرّى ونجوائى/لبّيك لبّيك يا قصدى ومعنائى