قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه على الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي ترامب أثناء استضافته لرئيس أوكرانيا زيلينسكى فى فلوريدا أمس الاثنين، إن اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا بات قريباً للغاية، إلا ان هناك عقبات رئيسية لا تزال قائمة، فى مقدمتها استعداد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين توقيع إطار السلام الذى دفعت به كييف وكبار مفاوضى ترامب.
بوتين يخبر ترامب برغبته فى التوصل إلى اتفاق
وقال ترامب إن بوتين أخبره برغبته في التوصل إلى اتفاق، قائلاً: «إنه يريد أن يرى ذلك يتحقق، يريد أن يراه يتحقق». وأضاف الرئيس الأمريكي أنه قبل لقاء زيلينسكي، تحدث مع الزعيم الروسي لأكثر من ساعتين، وتابع: «أكد لي ذلك بشدة، وأنا أصدقه».
ومع ذلك، بدا ترامب عازمًا، يوم الأحد، على تجنب رفع سقف التوقعات بشأن اتفاق وشيك، وذلك أثناء إجابته على أسئلة حول موعد توقيع اتفاق السلام، وما إذا كان بإمكان الأوكرانيين الاعتماد على ضمانات أمنية من الغرب في حال حاولت روسيا مواصلة أو استئناف العملية العسكرية.
وقال ترامب عن اتفاق السلام: «من المحتمل ألا يحدث ذلك. في غضون أسابيع قليلة، سنعرف الحقيقة».
ومن جانبه، وصف زيلينسكي المحادثات بأنها «اجتماع مثمر» و«نقاش مثمر حول جميع المواضيع»، قائلاً إن الجانبين اتفقا على أهمية الضمانات الأمنية لأوكرانيا. وكان ترامب أكثر حذرًا، لكنه قال إن الدول الأوروبية ستتولى زمام المبادرة. أما فيما يتعلق بقضايا أخرى، فلم تكن هناك مؤشرات تُذكر على تحقيق انفراجة كبيرة.
الاتحاد الأوروبى يعلق
وكتبت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، على وسائل التواصل الاجتماعي، أن عددًا من القادة الأوروبيين أجروا اتصالًا هاتفيًا استمر ساعة مع ترامب وزيلينسكي لمناقشة مفاوضات السلام.
وقالت فون دير لاين: «لقد أحرزنا تقدمًا جيدًا، وهو ما رحبنا به». وأضافت: «أوروبا مستعدة لمواصلة العمل مع أوكرانيا وشركائنا الأمريكيين لترسيخ هذا التقدم». وتابعت: «من الأهمية بمكان في هذا المسعى الحصول على ضمانات أمنية قوية منذ البداية».
ونقلت «نيويورك تايمز» عن دانيال فريد، الدبلوماسي الأمريكي السابق ذو الخبرة في التعامل مع روسيا وأوروبا الوسطى والشرقية، أن التقدم المُحرز في الاتفاقيات المتعلقة بالضمانات الأمنية وإعادة إعمار أوكرانيا يُعد مؤشرًا إيجابيًا، لكنه شدد على أنه لن يُجدي نفعًا إذا قرر بوتين في نهاية المطاف عدم التنازل شبرًا واحدًا عن الأراضي المتنازع عليها.
وقال فريد، في مقابلة مع الصحيفة، إنه لا يوجد دليل على أن روسيا مستعدة حتى الآن للتعامل بجدية، لكنه يرى أنه كلما زاد استثمار الولايات المتحدة في هذا الإطار، والخطة المكونة من 20 بندًا، كلما صعُب على بوتين ممارسة لعبته المعتادة في المماطلة والتأخير، على حد قوله.