تُعد حصوات الكلى من أكثر مشكلات المسالك البولية شيوعًا وألمًا، ومن المعروف أن بعض العادات الغذائية قد تزيد من خطر الإصابة بها، ورغم أن تناول السوائل كان دائمًا العامل الرئيسي في الوقاية، إلا أن علم التغذية قد حول تركيزه إلى توازن المعادن، وخاصة البوتاسيوم، وقد أدت الأنظمة الغذائية المعاصرة، التي عادةً ما تكون غنية بالصوديوم وفقيرة بالخضراوات والفواكه الطازجة، إلى تغيير التركيب الكيميائي للبول بطريقة تُهيئ الظروف لتكوّن الحصى، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
تؤثر الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم تأثيراً بالغاً على كيفية تعامل الكلى مع الكالسيوم والسترات والأحماض، إذ تُعد هذه المواد العوامل الرئيسية التي تحدد تكوّن البلورات أو ذوبانها، ومع ازدياد انتشار حصوات الكلى بين الشباب وكبار السن، يُعد فهم الدور الوقائي للبوتاسيوم خطوة هامة نحو تطوير أساليب وقائية عملية تعتمد على الغذاء، وتتوافق في الوقت نفسه مع الصحة العامة للكلى والتمثيل الغذائي.
لماذا يعد البوتاسيوم مهمًا للوقاية من حصوات الكلى؟
يؤثر البوتاسيوم بشكل رئيسي على تكوين حصوات الكلى من خلال تأثيره على محتوى السترات في البول وإفراز الكالسيوم، فوجود البوتاسيوم في النظام الغذائي يُسهل إفراز السترات، التي ترتبط بالكالسيوم في البول وتقلل من قدرته على التبلور، وفي الوقت نفسه، يُساهم البوتاسيوم في معادلة الحموضة الناتجة عن النظام الغذائي، وبالتالي يُحافظ على السترات التي كانت ستنخفض لولا ذلك بسبب حموضة البول.
وتشير الأبحاث المنشورة في المجلة الكورية لجراحة المسالك البولية إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبوتاسيوم من المرجح أن تقلل من خطر الإصابة بحصى الكلى، وذلك للأسباب المذكورة، فعندما يقل البوتاسيوم في النظام الغذائي، يرتفع مستوى الكالسيوم في البول، وينخفض مستوى السترات، مما يخلق بيئة مواتية لتكوّن حصوات الكلى.
كيف يؤثر البوتاسيوم على تكوين الحصوات داخل الكلى؟
- يزيد من نسبة السترات في البول، وهو مثبط طبيعي لتكوين حصوات الكالسيوم.
- يقلل من فقدان الكالسيوم في البول، مما يحد من المواد المكونة للبلورات.
- يساعد في الحفاظ على درجة حموضة البول المناسبة التي تمنع تراكم المعادن.
- يعوض آثار تناول كميات كبيرة من الصوديوم على إفراز الكالسيوم.
- يدعم التوازن الحمضي القاعدي العام داخل الكليتين.
فيما يلى.. مصادر غذائية غنية بالبوتاسيوم تدعم الوقاية من حصوات الكلى:
ينبغي الحصول على البوتاسيوم الغذائي بشكل أساسي من الأطعمة غير المصنعة التي لا توفر البوتاسيوم فحسب، بل توفر أيضًا الماء والألياف ومواد ذات تأثير قلوي، وتُعد الفواكه والخضراوات من أهم مصادر البوتاسيوم في النظام الغذائي، ولها أيضًا تأثير إيجابي ملحوظ على تركيبة البول إلى جانب البوتاسيوم، حيث تساعد هذه المنتجات على تخفيف تركيز البول، وتقليل حموضة البول، وزيادة كمية السترات المتاحة دون زيادة المركبات المسئولة عن تكوّن الحصى، وذلك عند تناولها بالطريقة الصحيحة، ويُعد تناولها بانتظام خطوة نحو تغيير طويل الأمد في تركيبة البول، وليس مجرد تأثيرات قصيرة الأمد.
الأطعمة اليومية الغنية بالبوتاسيوم التي تقلل من خطر الإصابة بحصى الكلى
- الموز، الذي يوفر البوتاسيوم دون الكثير من الأوكسالات.
- البرتقال وعصيره ، اللذان يوفران البوتاسيوم والسترات الطبيعية.
- الأفوكادو، مصدر للبوتاسيوم بالإضافة إلى الدهون الصحية.
- البطاطا الحلوة، التي توفر البوتاسيوم مع محتوى منخفض من الصوديوم.
- السبانخ مصدر للبوتاسيوم، ولكن تجدر الإشارة هنا إلى ضرورة تناول كمية قليلة منها لاحتوائها على الأوكسالات.
- الطماطم، التي تضيف البوتاسيوم بالإضافة إلى محتواها من الماء.
- العدس، الذي يوفر البوتاسيوم بالإضافة إلى البروتين النباتي.
- الفاصوليا البيضاء، تساعد على زيادة تناول البوتاسيوم وتحسين توازن المعادن.
- يعتبر البطيخ، مثل الشمام والبطيخ العسلي، مرطبًا وغنيًا بالبوتاسيوم.
تأثير نقص البوتاسيوم على صحة الكلى والمسالك البولية
يؤثر نقص البوتاسيوم سلبًا على وظائف الكلى، ويؤدي إلى تكوّن حصى الكلى، ويؤدي هذا النقص إلى سحب الكالسيوم من العظام، وزيادة إفرازه في البول، وانخفاض مستوى السترات في الجسم، وعلى المدى الطويل، لا تزيد هذه التغيرات من خطر الإصابة بالحصوات فحسب، بل تُقلل أيضًا من كثافة العظام وتُضر بصحة القلب والأوعية الدموية، علاوة على ذلك، غالبًا ما يكون النظام الغذائي منخفض البوتاسيوم غنيًا بالأطعمة المصنعة، لذلك تتفاقم المشكلة بسبب الإفراط في تناول الصوديوم وقلة السوائل.
كيفية إدراج الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم في الوجبات اليومية
توفر الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، عند تناولها بانتظام ضمن الوجبات اليومية، كمية كافية من البوتاسيوم للجسم، ولن تكون هناك حاجة إلى مكملات غذائية في معظم الحالات، وتوفر المصادر الغذائية الطبيعية طريقة أكثر توازناً لتناول المعادن، كما لا يوجد خطر من تناول جرعة زائدة من البوتاسيوم كمكمل غذائي، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الكلى، وبنفس القدر من الأهمية، من الضروري أيضًا التحكم في تناول الصوديوم، لأن فقدان الكالسيوم الناتج عن الصوديوم قد يعيق امتصاص البوتاسيوم، ويُعد الترطيب الكافي ضروريًا لإحداث تغييرات في كيمياء البول بفعل البوتاسيوم.