قد يلاحظ البعض ظهور كتلة صغيرة خلف الأذن دون ألم واضح، وغالبًا ما تثير القلق فور اكتشافها، وعلى الرغم من أن كثيرًا من هذه الكتل تكون حميدة وبسيطة، فإن بعضها قد يشير إلى مشكلات تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة. يعتمد تفسير الحالة على طبيعة الكتلة، ومدى ثباتها، وما إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل الألم أو الحمى أو تغيّر حجمها مع الوقت.
وفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde المعتمد طبيًا، تتراوح أسباب الكتل خلف الأذن بين التهابات بسيطة في الجلد أو الغدد اللمفاوية، وأحيانًا اضطرابات أعمق تستدعي فحصًا سريريًا من الطبيب المختص لتحديد طبيعتها بدقة قبل أي تدخل.
تضخم الغدد اللمفاوية
الغدد اللمفاوية من أولى الدفاعات المناعية في الجسم، وقد تنتفخ عند مواجهة عدوى في الحلق أو الأذن أو فروة الرأس. هذا التضخم يُعد استجابة طبيعية لمحاربة الالتهاب، وغالبًا ما يختفي تدريجيًا بعد تعافي الجسم من العدوى. لكن في حال استمرار التضخم لأكثر من أسبوعين أو ترافقه بفقدان وزن أو حرارة مستمرة، فهنا يلزم تقييم طبي للتأكد من عدم وجود اضطراب مزمن أو ورم في منطقة الرأس أو الرقبة.
الأكياس الدهنية والدهون المتجمعة
تُعد الأكياس الدهنية من أكثر الأسباب شيوعًا للكتل خلف الأذن. وهي جيوب صغيرة تتكوّن تحت الجلد نتيجة انسداد قنوات الغدد الدهنية. عادة ما تكون ناعمة الملمس وغير مؤلمة، لكنها قد تلتهب وتتحول إلى كتلة مؤلمة حمراء في حال العدوى البكتيرية. في تلك الحالة قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا أو يقرر إزالتها جراحيًا في إجراء بسيط وسريع.
العدوى الجلدية وحبّ الشباب
في بعض الحالات، تكون الكتلة الناتجة عن بثرة كبيرة أو التهاب جلدي موضعي سببه انسداد المسام أو تلوث بكتيري بسيط. تظهر هذه الحالات خصوصًا لدى المراهقين أو من يعانون من البشرة الدهنية. العناية بالنظافة الشخصية وتجنّب العبث بالبثور يساعدان على الشفاء دون مضاعفات.
الالتهابات العميقة في عظام الأذن
من الحالات النادرة ولكنها مهمة هي التهاب العظم الخشائي، وهو عظم يقع خلف الأذن مباشرة. يحدث عادةً كمضاعفة لالتهاب الأذن الوسطى غير المعالج. ويصاحبه ألم نابض، وتورم واضح، وأحيانًا إفرازات من الأذن وضعف في السمع. هذه الحالة تستوجب تدخلاً طبيًا عاجلاً لتجنّب انتشار العدوى.
الأورام الشحمية والجدرة الجلدية
الأورام الشحمية هي تجمعات من الخلايا الدهنية تحت الجلد، تنمو ببطء ولا تسبب ألمًا. أما الجدرة فهي تضخّم في نسيج الندبة بعد الجروح أو ثقب الأذن. كلاهما غير سرطاني، لكن يمكن إزالتهما جراحيًا لأسباب جمالية أو عند التهيّج المتكرر. يلجأ الأطباء أحيانًا للعلاج بالتجميد أو الليزر في حالات الجدرة الصغيرة.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
ينصح الخبراء بعدم إهمال أي كتلة تستمر لفترة طويلة أو تكبر بسرعة أو يصاحبها ألم أو إفرازات. كما ينبغي مراجعة الطبيب فورًا إذا ظهرت صعوبة في تحريك الرأس أو بلع الطعام أو في حال وجود تورمات متعددة في مناطق أخرى من الجسم. التشخيص المبكر يضمن تحديد السبب الحقيقي وتجنّب المضاعفات.