شهد قطاع غزة والضفة الغربية، تصعيداً إسرائيلياً واسعاً في اليوم الـ48 منذ بدء وقف إطلاق النار، حيث واصل الجيش الإسرائيلي خروقاته المكثفة للاتفاق عبر غارات جوية وقصف مدفعي وعمليات توغل ونسف مبان سكنية، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى في عدة مناطق، في وقت يسود الغموض مصير المرحلة الثانية من الاتفاق .
وسجلت محافظات قطاع غزة 16 خرقاً جديداً لاتفاق وقف إطلاق النار منذ فجر الخميس، شملت غارات جوية إسرائيلية وقصفاً مدفعياً وإطلاق نار من الطائرات المروحية، إضافة إلى عمليات نسف لمبانٍ سكنية.
وشن الجيش غارات عنيفة على حيّي التفاح والشجاعية شرق مدينة غزة، فيما تعرضت مناطق شرق مخيم البريج لقصف مدفعي، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في أجواء المنطقة.
وفي خان يونس، واصل الاحتلال القصف المدفعي وإطلاق النار من الطائرات المروحية خلف "الخط الأصفر"، كما فجّر مباني سكنية شرق المدينة. وامتدت الغارات إلى رفح على مرحلتين منذ الفجر وحتى ساعات الصباح.
وأسفرت هذه الهجمات عن استشهاد 6 فلسطينيين، بينهم اثنان داخل مناطق «الخط الأصفر» في مواقع متفرقة من القطاع.
الصحة تعلن ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلى
ووفق التقرير اليومي لوزارة الصحة في غزة، وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية 10 شهداء (شهيدان جديدان و8 انتشال)، إضافة إلى 6 شهداء أمس.
وأكدت الوزارة أن عدداً كبيراً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات ولا يمكن لطواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، ومنذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي، بلغ إجمالي الشهداء 347 شهيداً و889 مصاباً، بينما وصل عدد الجثامين المنتشلة منذ ذلك التاريخ إلى 596.
عمليات نسف إسرائيلية متواصلة وتعزيز للوجود داخل المناطق الصفراء
وواصلت قوات الاحتلال عمليات النسف في الزيتون والشجاعية وشرق خان يونس ومدينة رفح، تزامناً مع تعزيز وجودها داخل ما تسمى «المناطق الصفراء» التي تشمل رفح بالكامل وأجزاء من خان يونس وغزة ومناطق شرق وشمال القطاع، حيث تصاعدت وتيرة العدوان.
إسرائيل تبدأ خطوات ميدانية لإقامة «المدينة الخضراء» شرق رفح
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن بدء الجيش الإسرائيلي أعمالاً ميدانية لإقامة ما يعرف بـ«المدينة الخضراء» شرق رفح، وفق خطة مدعومة أمريكياً وتعد جزءاً من المرحلة المقبلة في خطة الرئيس دونالد ترامب لوقف الحرب.
وأفادت قناة "كان 11" بأن إسرائيل تستعد لإدخال آليات ثقيلة رفح بدءاً من الأسبوع المقبل لتنفيذ عملية إخلاء واسعة للركام وتهيئة الأرض لإقامة منطقة إنسانية جديدة «خالية من عناصر حماس»، بحسب وصفها.
وكشف التقرير أن الجيش أبلغ ميليشيات مسلحة تعمل بتنسيق معه بالخطوات المرتقبة، وأن المرحلة التالية وفق المخطط الأميركي ستشهد عمل قوة عسكرية أجنبية في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل جزئياً.
وأشارت قناة "i24NEWS" إلى أن الجيش بدأ فعلياً أعمال تطوير لبناء مدينة جديدة للفلسطينيين شرق رفح تُعرف باسم رفح الخضراء، مع إزالة ركام ومخلفات متفجرة، فيما وقعت اشتباكات خلال عمليات التجهيز بعد خروج مقاومين من أحد الأنفاق.
عملية عسكرية واسعة في طوباس
في الضفة الغربية، أطلق جيش الاحتلال أمس عملية عسكرية واسعة في محافظة طوباس، شملت فرض حظر التجول وعزل المحافظة عن محيطها وشن عمليات دهم واسعة وتخريب للممتلكات.
وأفادت مصادر محلية بأن القوات الإسرائيلية احتجزت عشرات المواطنين في طوباس ومخيم الفارعة وبلدات طمون وعقابا وتياسير، مع تخريب المنازل والاعتداء على خطوط المياه.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر أنها تعاملت مع 10 إصابات جراء الضرب المبرح، ونقلت 30 حالة مرضية بينها 20 حالة غسيل كلى، إضافة إلى حالة وفاة داخل منزل تم نقلها إلى المستشفى.
وقال محافظ طوباس، أحمد الأسعد، إن نحو 70 ألف مواطن باتوا محاصرين داخل منازلهم، مؤكداً أن العملية تهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض وفق مشروع "آلون" لضم ثلث الضفة.
وأغلقت القوات أجزاء واسعة من بلدة طمون، وجرفت طرقاً رئيسية، وقطعت خطوط المياه، وحولت منازل إلى ثكنات عسكرية.
وأعلن الجيش والشاباك وقوات حرس الحدود بدء العملية بهدف إحباط أي عمليات ومنع إعادة تشكيل خلايا مسلحة.
اعتداءات متصاعدة للمستوطنين في الخليل وبيت لحم ونابلس
فيما واصل المستوطنون اعتداءاتهم في عدة محافظات بالضفة، حيث أتلف مستوطنون محاصيل زراعية في بيت عينون شرق الخليل، ومنعوا المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وهددوهم بالتهجير.
كما حطم مستوطنون مركبة في منطقة المنيا جنوب شرقي بيت لحم، وهاجموا مزارعين في بيتا قرب جبل صبيح، وقطعوا عشرات أشجار الزيتون في جوريش جنوب نابلس.
وفي يطا جنوب الخليل، اعتدى مستوطنو "سوسيا" على أربعة مواطنين بالضرب المبرح، ما أسفر عن إصابتهم بجروح ورضوض.