الشامبو كما نعرفه اليوم عمره أقل من قرن، لكن غسل الشعر يعود لآلاف السنين. فماذا كان الناس يفعلون قبل الاستحمام بالرغوة؟، يمكن استخلاص دليل من كلمة "شامبو" نفسها، فهي مشتقة من الكلمة الهندية "شامبو" ، وتعني "التدليك، أو الضغط، أو العجن"، وهي دلالة على بعض ممارسات تنظيف الشعر القديمة، حتى لو كانت بالماء العادي، لاحقًا أصبح المصطلح يصف ما نعتبره الآن غسل الشعر، وإليكم نظرة على كيفية الحفاظ على لمعان الشعر قبل الشامبو الحديث.
المنظفات القديمة
منذ حوالي 4000 عام في وادي السند (باكستان وشمال غرب الهند حاليًا)، بدأت تظهر غسولات مُصممة خصيصًا للشعر، كان يُغلى ثمر الصابون - ثمرة شجرة السابيندوس - مع عنب الثعلب الهندي المجفف، المعروف أيضًا باسم الأملا، لصنع محلول منظف لطيف، كان الصابون ينتج رغوة ، بينما تساعد الأحماض الدهنية وفيتامين ج على تغذية الشعر.
وبعد قرون، كان لشعب ياو في جنوب الصين تقليد مماثل، حيث كانوا يغسلون شعرهم الطويل الشهير بماء الأرز، وهي عادة لا تزال مستمرة حتى اليوم، وفقا لما ذكره موقع هيستورى فاكت.
وكان الصابون البدائي المصنوع من الدهون الحيوانية ورماد النباتات شائعًا في بلاد ما بين النهرين ومصر واليونان وروما القديمة، مع أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الخلطات القوية تُستخدم للنظافة الشخصية أم لأغراض تنظيف أخرى كالغسيل. في الواقع، اعتاد الرومان على العناية بشعرهم ببساطة بتمشيطه ووضع الزيوت عليه.
لم يكن غسل الشعر عادة شائعة، بل كان طقسًا وصف بلوتارخ النساء وهن يغسلن شعرهن قبل تزيينه بالزهور في مهرجان نيموراليا تكريمًا للإلهة الرومانية ديانا.
في مصر، استخدمت نباتات الصابونين لغسل الشعر، تحتوي هذه النباتات على مركبات طبيعية تُعرف بالصابونين، تنتج رغوة خفيفة عند سحقها، وأضيفت الدهون الحيوانية لترطيب الشعر، وساعدت عصائر الحمضيات في التنظيف، وأضفت الزيوت العطرية رائحة زكية.
وعبر المحيط الأطلسي، استخدم العديد من السكان الأصليين في أمريكا الشمالية أيضًا نباتات تحتوي على الصابونين، مثل اليوكا، وكانت جذورها تقشر وتطحن حتى تصبح عجينة رغوية، ثم تخلط بالماء لغسل الشعر والبشرة .