يظن البعض أن الصداع مجرد عرض بسيط للإرهاق أو التوتر، لكن في بعض الحالات قد يكون الصداع إشارة مبكرة لسكتة دماغية صغيرة تعرف طبيًا باسم النوبة الإقفارية العابرة (TIA)، ويحذر الأطباء من تجاهل هذه العلامة، مؤكدين أن التعامل السريع معها يمكن أن ينقذ حياة المريض من مضاعفات خطيرة أو تلف دائم في الدماغ، وفقا لموقع تايمز ناو.
ما هي النوبة الإقفارية العابرة (TIA)؟
النوبة الإقفارية العابرة هي حالة ينقطع فيها تدفق الدم إلى جزء من الدماغ مؤقتًا، مما يؤدي إلى أعراض مشابهة للسكتة الدماغية تستمر لبضع دقائق أو ساعات ثم تختفي.
ورغم زوال الأعراض، إلا أن هذه الحالة تعتبر تحذيرًا قويًا من خطر حدوث سكتة دماغية كبرى خلال أيام أو أسابيع، إذا لم يتم التدخل الطبي في الوقت المناسب.
متى يكون الصداع علامة خطيرة على السكتة الدماغية؟
يؤكد الدكتور سمير كال، استشاري جراحة الأعصاب والعمود الفقري بمستشفى فورتيس هيرانانداني بالهند، أن الصداع المفاجئ والشديد جدًا، الذي يوصف بأنه "أسوأ صداع في حياتك"، يجب اعتباره حالة طبية طارئة.
ويضيف أن هذا النوع من الصداع، المعروف باسم "صداع الرعد" (Thunderclap headache)، قد يشير إلى سكتة دماغية نزفية أو تمزق في أحد الأوعية الدموية داخل الدماغ، خاصةً إذا صاحبه دوار، تشوش، تقيؤ، أو مشاكل في الرؤية.
الصداع النصفي وخطر السكتة الدماغية
يوضح الدكتور كال أن الصداع النصفي المصحوب بهالة (تغيرات بصرية أو حسية قبل الصداع) يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية بنسبة طفيفة، خصوصًا لدى النساء أو من يعانين من اضطرابات هرمونية أو يتناولن موانع حمل هرمونية.
كيف ترتبط النوبة الإقفارية العابرة بالصداع؟
بحسب الدكتور صادق باثان، استشاري الأعصاب بمستشفى سهيادري التخصصي، فإن التهاب الأوعية الدموية أو تضيقها قد يسبب صداعًا خفيفًا في البداية يتفاقم تدريجيًا على مدار يوم أو يومين.
وقد يستمر هذا الصداع حتى 48 ساعة، ويكون علامة على أن أحد شرايين الدماغ يعاني من انسداد جزئي أو مؤقت، ما يستدعي فحصًا عاجلًا بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لتحديد السبب.
ويحذر الدكتور باثان من تجاهل الصداع المفاجئ أو المستمر، مشيرًا إلى أن اثنين من كل ستة أشخاص يصابون بنوبة إقفارية عابرة قد يتعرضون لاحقًا لسكتة دماغية حادة خلال فترة قصيرة جدًا.
أبرز أعراض السكتة الدماغية الصغيرة
ينصح الأطباء بمراقبة الأعراض التالية التي قد ترافق الصداع وتشير إلى نوبة إقفارية عابرة:
ضعف أو تنميل في الوجه أو اليد أو القدم من جهة واحدة.
اضطراب في الرؤية أو ازدواجها.
صعوبة في التحدث أو الفهم.
فقدان التوازن أو الدوخة المفاجئة.
صداع قوي غير مبرر.
في حال ظهور أي من هذه العلامات، يجب الاتصال بالإسعاف فورًا وعدم الانتظار حتى تختفي الأعراض.
أسباب النوبة الإقفارية العابرة (TIA)
تحدث النوبة عادة نتيجة انسداد مؤقت في أحد شرايين الدماغ بسبب جلطة صغيرة. ومن أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة:
داء السكري
ارتفاع الكوليسترول
التدخين
السمنة وقلة النشاط البدني
اضطرابات نظم القلب مثل الرجفان الأذيني
كيف يمكن الوقاية من السكتة الدماغية الصغيرة؟
الوقاية تبدأ من نمط الحياة الصحي. ينصح الأطباء بـ:
قياس ضغط الدم بانتظام ومتابعة مستوى السكر والكوليسترول.
الإقلاع عن التدخين فورًا.
تناول طعام متوازن غني بالخضروات والفواكه وقليل الدهون المشبعة.
ممارسة النشاط البدني يوميًا لمدة لا تقل عن 30 دقيقة.
النوم الكافي وتقليل التوتر العصبي.