مع اقتراب الذكرى الخامسة لوفاة أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييجو مارادونا، تتصدر قضية وفاته العناوين مجددا فى الصحف العالمية، إثر تسريب محادثات بين القضاة فى المحكمة التى تنظر فى القضية، وأظهرت التسريبات الجديدة تواطؤ محتمل بين القاضية جولييتا ماكينتاك وزملائها فى المحكمة، مما يفتح الباب أمام مزيد من التعقيدات والشكوك حول نزاهة المحاكمة.
تسريبات محادثات القضاة تكشف فضيحة جديدة فى قضية مارادونا
ونشر صحيفتى كلارين الأرجنتينية ولاناسيون فى الأيام الأخيرة محادثات بين القضاة فى محكمة التحقيق التى تتولى محاكمة المتهمين فى وفاة مارادونا، مما يثير شكوكًا كبيرة حول نزاهة الإجراءات القضائية. وفقًا للتسريبات، جرت مناقشة سرية حول التصوير غير المصرح به فى الجلسة الأولى من المحاكمة التى كانت قد بدأت فى مارس 2025، حيث تبين أن القاضية جولييتا ماكينتاك، بالإضافة إلى القضاة ماكسيم سافارينو وفيرونيكا دى توماسو، قد تبادلوا الرسائل حول تسريب صور وفيديوهات من الجلسات دون إذن، وهو ما يهدد بمزيد من الاضطرابات فى سير المحاكمة.
فى إحدى الرسائل التى نشرتها الصحيفة الأرجنتينية، قالت دى توماسو، تحدثت مع كلاس وسألنى عن الكاميرا التى سمحت بها جولى، ناقشنا الموضوع، وعلينا مناقشته بشكل أوسع، كما ظهرت ماكينتاك فى رسائل أخرى تشدد على أنها لن تسمح بتصوير زملائها أو تسريب أى أدلة. هذه المحادثات تكشف عن قلق القضاة من تسريب الصور والمقاطع التى قد تؤثر سلبًا على سير القضية.
القاضية ماكينتاك وتورط محتمل فى القضية
وأصبحت القاضية ماكينتاك فى بؤرة الفضيحة بعد اكتشاف مشاركتها فى تصوير وثائقى بعنوان العدالة الإلهية، الذى يروى قضية وفاة مارادونا، وهو الفيلم الذى تم تصويره دون موافقة القضاء أو عائلة مارادونا. وقد أثار هذا الوثائقى الكثير من الجدل، خاصة وأنه تناول محاكمة قضية مارادونا فى غياب الأذونات الرسمية، مما أثار تساؤلات حول تحيز القاضية ومدى تأثير هذه الوثائق على العدالة.
وكان الوثائقى يحتوى على مشاهد من جلسات المحاكمة، وهو ما يعتبر مخالفًا للأعراف القضائية، حيث تم تصوير جلسات محاكمة قانونية دون إذن من السلطات أو موافقة المحكمة، وهو ما يهدد بنقل القضية إلى مجال التحقيق السياسى والتقنى، تواجه القاضية ماكينتاك الآن تحقيقًا من مجلس القضاء فى الأرجنتين بسبب هذه الفضيحة.
التأثيرات القانونية والتداعيات على المحاكمة
بناءً على هذه التسريبات، طالب الدفاع عن القاضية ماكينتاك بأن يتم إدراج هذه المحادثات فى القضية باعتبارها أدلة قد تؤثر بشكل كبير على سير المحاكمة، وقال محامو الدفاع عن القاضية إن الرسائل تؤكد تورط القضاة فى التصوير غير المصرح به، وأن هذا قد يلوث الإجراءات القانونية.
من جهة أخرى، القضاة ماكسيم سافارينو وفيرونيكا دى توماسو أنكروا تمامًا معرفتهم بالتسريب أو المشاركة فى تصوير الجلسات، سافارينو قال إنه لم يكن على علم بالأمر، بينما أصرت دى توماسو على أنها لم تشارك فى أى نوع من التسجيلات أو الوثائقيات، مشيرة إلى أنها كانت ضحية تشويه سمعتها.
استئناف الإجراءات القضائية فى قضية مارادونا
وفى تطور آخر، قدم محامو الأخصائية النفسية أغوستينا كوساتشوف والطبيبة نانسى فورلينى استئنافًا ضد قرار المحكمة الذى صدر فى 5 نوفمبر 2025، والذى قضى بتقسيم محاكمة وفاة مارادونا إلى جلسات منفصلة. الدفاعات فى استئنافهم اعترضوا على القرار، معتبرين أنه ينتهك الحقوق الدستورية ويخلق أضرارًا لا يمكن إصلاحها.
يُذكر أن محاكمة مارادونا تشهد تأجيلات متواصلة، حيث كانت المحكمة قد قررت تأجيل الجلسات بشكل منفصل بسبب التسريبات والفضائح التى ظهرت فى القضية. المحامون يعبرون عن قلقهم من أن تؤثر هذه التأجيلات على سير العدالة، مع تحميلهم المسؤولية للمحكمة التى وصفت الإجراءات بأنها تفتقر إلى الشفافية.
القاضى سافارينو يحذر من المزيد من التأجيلات
فى تصريحه الأخير، أبدى القاضى سافارينو استياءه من تسريب المحادثات وقال إنه مستعد للكشف عن جميع المعلومات المتعلقة بالمحاكمة أمام المحكمة. وأضاف أن هذه التسريبات قد تؤثر على مصداقية التحقيقات، وحذر من أن أى تأثيرات غير قانونية ستؤدى إلى نتائج كارثية.
تواصل قضية وفاة دييو مارادونا جذب الأنظار بعد خمس سنوات من وفاته، حيث أن التسريبات الأخيرة زادت من تعقيد القضية ودفعت بالقضية إلى بؤرة الجدل القانونى والسياسى فى الأرجنتين. مع تأجيل المحاكمة وتزايد التساؤلات حول نزاهة القضاء، يبدو أن القضية ستظل تثير الجدل لفترة طويلة، فى ظل هذه الفضائح المتلاحقة التى تهدد بمزيد من التشويه للعدالة.