إيران تواجه أسوأ موجات الجفاف منذ 6 عقود.. أزمة مياه تهدد بتشريد 10 ملايين نسمة فى العاصمة.. قطع المياه فى طهران ليلا لخفض الاستهلاك.. 15 محافظة بلا أمطار ونفاد المخزون فى 19 سدا.. ووزارة الطاقة تبحث عن بدائل

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025 01:00 ص
إيران تواجه أسوأ موجات الجفاف منذ 6 عقود.. أزمة مياه تهدد بتشريد 10 ملايين نسمة فى العاصمة.. قطع المياه فى طهران ليلا لخفض الاستهلاك.. 15 محافظة بلا أمطار ونفاد المخزون فى 19 سدا.. ووزارة الطاقة تبحث عن بدائل الجفاف يهدد طهران

إيمان حنا

قطرة المياه تعنى الحياة تنطبق العبارة على ما تشهده إيران مؤخرا؛ تواجه أسوأ موجات الجفاف فى تاريخها منذ 6 عقود، بعد نفاد مخزون المياه فى 19 سدًا فى مختلف أنحاء البلاد، حيث أصبحت لا تحتوى سوى على أقل من 5% من طاقتها التخزينية، كما توقف سقوط الأمطار عن 15 محافظة إيرانية.

وقد تضاعف عدد السدود الجافة فى إيران خلال أسبوعين فقط؛ حيث كان عددها 8 سدود فى أواخر أكتوبر الماضى قبل أن يرتفع الرقم بشكل حاد إلى 19 سدًا مع بداية شهر نوفمبر الجارى، مما يزيد المخاوف لدى الإيرانيين.

وأمام هذه الأزمة، تضع الحكومة الإيرانية عدة سيناريوهات من بينها خفض استهلاك المياه، حيث أعلنت إيران أنها تخطط لخفض استهلاك المياه بشكل دورى فى طهران، فى ظل مواجهة البلاد لإحدى أسوأ موجات الجفاف منذ عقود. وأوضح وزير الطاقة الإيرانى عباس على آبادي: "سيُمنع هذا الهدر، حتى لو تسبب فى بعض الإزعاج".

 

"مشهد".. ضمن المشهد

تشمل السدود الجافة عددًا من المنشآت الحيوية المنتشرة عبر أحواض البلاد المختلفة من أبرزها: "سدود فريمان، وكريت، ودوستى، وبار، وطرق فى الهضبة الوسطى والشرقية، وسدود بارزو، ووشمكير، ودانشمند، ولار، وألاك فى الشمال، وسدود رودبال، وتنكاب، واستقلال فى الجنوب، وسدود عباس آباد ليكه، وسد قورى شاى فى حوض أرس، وسدود آى دوغموش، وسفیدرود، وسد سنكه سياه".

كانت "مشهد" أكثر المدن تأثرا بالأزمة وهى من أكبر مدن إيران وتقع فى منطقة قاحلة تبعد نحو 900 كيلومتر عن العاصمة طهران؛ وفى هذا الخصوص قال المسؤول عن مؤسسة المياه فى المدينة حسين إسماعيليان، أن مخزون المياه فى السدود الأربعة المغذية للمدينة تراجع إلى نحو 40 مليون متر مكعب فقط، مقارنة بـ189 مليونًا فى نفس الفترة من العام الماضى.

 

تفريغ العاصمة من سكانها 

وظهرت طهران العصمة كإحدى أكبر المدن التى تطالها الأزمة ؛ خاصًة أن بها 10 ملايين نسمة يعانن شُح المياه؛ مما ينذر بإخلاء العاصمة؛ مما دفع الرئيس الإيرانى للقول بإن احتمال إخلاء طهران لا يزال قائما فى ظل أزمة المياه، مضيفا أن إيران تقف على حافة أزمة متعددة الأبعاد، تشمل الانهيار الاقتصادى والجفاف والاضطرابات الاجتماعية"، مشيرا إلى أن سكان العاصمة وبنيتها التحتية المرهقة يجعلون المدينة معرضة بشدة لمخاطر الجفاف المتفاقم.

وفى سياق متصل، قال المدير العام لشركة مياه طهران، بهزاد بارسا، أن أحد السدود الخمسة المغذية للعاصمة جف تمامًا، فيما انخفض منسوب المياه فى سد "أمير كبير" إلى 14 مليون متر مكعب فقط، بعدما كانت سعته العام الماضى 86 مليونًا.

 

جذور الأزمة..
 

تعود أزمة طهران إلى مشكلة مائية متجذرة، حيث أدت سنوات من الجفاف واستنزاف الموارد المائية إلى هشاشة مائية كبيرة، حيث تجف الأنهار والخزانات، وتُستنزف المياه الجوفية بسرعة لتلبية احتياجات الزراعة والنمو الحضرى.

تعد طهران مثالا واضحا على هذا الخطر، إذ تعتمد على 5 سدود رئيسية، من بينها سد أمير كبير، بينما تراجعت مستويات الأمطار هذا العام بنسبة نحو 40 بالمئة دون المعدل الموسمى.

أعلنت هيئة مياه طهران فى 20 يوليو الماضى، أن خزانات المدينة وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ قرن.

وقتها قال بزشكيان: إذا لم تمطر، سنضطر لبدء تقنين إمدادات المياه فى طهران الشهر المقبل. وإذا استمر الجفاف، ستنفد المياه وسنضطر لإخلاء المدينة.

ووصف الوضع بأنه "مقلق"، مؤكدا الحاجة الملحة لإدارة أفضل للموارد المائية والطاقة، كما أشار الرئيس الإيرانى إلى أن الأزمة ناجمة عن سوء إدارة داخلية وتداعيات العقوبات الدولية، مضيفا: أن الأسعار المرتفعة والتضخم خطأ كل من البرلمان والحكومة، وهناك جهود جارية، لكن الموارد المالية المحدودة تعيق إتمام المشاريع.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب