تواجه إيران وضعًا متأزمًا ؛ فى الوقت الذى تواجه عقوبات أممية بإيعاز من الترويكا الأوربية، حيث تواجه اتهامات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم التعاون مع مفتشى الوكالة بالشكل المطلوب، ومن جهة ثانية تواجه ضغوطا لاستئناف التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية، ليس حول البرنامج النووى فقط بل تريد واشنطن التطرق للبرنامج الصاروخى أيضًا وهو ما رفضته طهران.
وقال وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى، إن بلاده لن تدخل فى أى مفاوضات تتعلق بالملفات الصاروخية أو الإقليمية، مؤكدًا أن أى حوار مستقبلى مع الولايات المتحدة أو الأطراف الغربية سيقتصر على القضايا النووية، وشدد عراقجى على أن العودة إلى المفاوضات مع الغرب، أن حصلت، ستكون مقتصرة على الملف النووي فقط، مستبعدًا أى تفاوض خارج هذا الإطار.
وأوضح عراقجى عقب اجتماع للحكومة الإيرانية، أن الجانب الأمريكى حاول مرارًا إدراج الملفات الصاروخية والإقليمية ضمن مسار التفاوض، لكن الموقف الإيرانى ظل ثابتًا فى رفض أى نقاش خارج الإطار النووى الذى حُدد فى الاتفاق الأصلي.
العلاقة بين طهران ووكالة الطاقة الذرية
على صعيد متصل؛ دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسى إيران إلى أن تحسن بشكل جدى تعاونها مع مفتشى الأمم المتحدة لتجنب زيادة التوتر مع الغرب؛ ففى حين تحاول الوكالة التعامل مع العلاقات «المتوترة» مع إيران بتفهُّم، فإن طهران لا تزال بحاجة إلى الامتثال.
وأضاف جروسى أن الوكالة جرت أكثر من 10 عمليات تفتيش فى إيران منذ حربها مع إسرائيل فى يونيو، إلا أنه لم يُسمح لها بالوصول إلى منشآت نووية مثل فوردو ونطنز وأصفهان، التى قصفتها الولايات المتحدة.
فيما أعربت بكين على لسان وزير خارجيتها وانغ يى، خلال اتصال هاتفى مع نظيره الإيرانى عراقجى عم أملها بأن يتمكن مختلف الأطراف من الحفاظ على الاتصالات بشأن القضية النووية الإيرانية واستئناف الحوار والتفاوض.
وأكد الوزير الصينى دعم الصين حق إيران فى استخدام الطاقة النووية سلميًا.
المفاوضات مع واشنطن
تواجه المفاوضات بين طهران وواشنطن عدة عثرات فى الوقت الذى تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى زيادة الضغط على إيران.
وعقد البلدان خمس جولات من المحادثات النووية قبل الحرب التى استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل فى يونيوالتى انضمت إليها واشنطن بضرب مواقع نووية إيرانية رئيسية.
وواجهت المحادثات بين الجانبين عقبات كبرى مثل عمليات تخصيب اليورانيوم على الأراضى الإيرانية التى تريد القوى الغربية خفضها إلى الصفر لتقليل أى خطر للتسلح، وهو ما ترفضه طهران.
من جانبه أوضح الرئيس الإيرانى فى عدة مرات بأن مطالب أمريكا غير ممكنة وتفشل أو طريق للتفاوض ؛ ومن جانبه قال المرشد الإيرانى على خامنئى، أن التعاون بين طهران وواشنطن غير ممكن ما دامت الولايات المتحدة تدعم إسرائيل وتحتفظ بقواعد عسكرية بالشرق الأوسط وتتدخل فى شؤون المنطقة.
أصاف خامنئى "يقول الأمريكيون أحيانا إنهم يرغبون فى التعاون مع إيران. لكن التعاون مع إيران غير ممكن طالما استمرت الولايات المتحدة فى دعم إسرائيل والتدخل فى شؤون المنطقة».
من جانبها أعربت واشنطن عن استعدادها لعقد اتفاق مع إيران عندما تكون طهران مستعدة لذلك، قائلا «يد الصداقة والتعاون مع إيران ممدودة».
هل تسعى طهران للقنبلة النووية؟
تتهم أمريكا والغرب طهران بمساعيها الحثيثة لامتلاك قنبلة نووية وفى ردها على هذه الاتهامات، أكد الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان، أن بلاده لا تسعى لامتلاك أى أسلحة نووية، مشددًا على أن استخدام القوة أو التهديد ضد طهران لن يحل المشكلة بل يزيد من حدة الخلافات.
وعلى الصعيد نفسه قالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجرانى، أن إيران"لم ولن يكن لديها برنامج نووى عسكري. إيران لن تسعى أبدا لامتلاك قنبلة نووية". وفق وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية.
أضافت مهاجراني: "لن نتجه أبدا نحو بناء قنبلة نووية لثلاثة أسباب أساسية: أولا تتعارض أسسنا الثقافية والتاريخية مع هذا المسار، ثانيا إيماننا الراسخ واستنادا إلى فتوى صريحة، يحرم إنتاج واستخدام الأسلحة النووية، ثالثا يقوم الأساس الأخلاقى للأمة الإيرانية على الإنسانية والأخلاق".
وأوضحت المتحدثة أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسى فى تصريحاته الأخيرة، قال أن "إيران لم تمتلك ولا تمتلك برنامجا نوويا عسكريا".