متحف الغردقة يخلد روح البطولة في ذكرى نصر أكتوبر المجيد برأس الملك تحتمس الثالث.. إحياء سيرة بطولات المحارب المصرى القديم صاحب الـ17 معركة وانتصارات لا تُنسى.. وأعظم القادة العسكريين في التاريخ الإنساني.. صور

تزامناً مع الاحتفالات بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر المجيدة، يواصل متحف الغردقة دوره في تخليد رموز العزة والفخر من تاريخ مصر العريق، ومن أبرزهم الملك تحتمس الثالث، الذي يُعد بحق أحد أعظم القادة العسكريين في التاريخ الإنساني، ورمزًا للعبقرية الحربية المصرية منذ آلاف السنين.

يضم المتحف اكثر من قطعة من أهم القطع الأثرية النادرة، للملك تحتمس الثالث منها رأس الملك المصنوعة من الجرانيت الأحمر، والتي عثر عليها داخل معبد الكرنك، وتعود إلى الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة، و يظهر فيها الملك مرتديًا التاج الأحمر لمصر السفلى، الذي كان يُدمج مع التاج الأبيض لمصر العليا رمزًا لوحدة البلاد، بينما يزين التاج الصل الملكي على هيئة الكوبرا، رمز الحماية الإلهية للملوك المصريين.

ويعتبر تحتمس الثالث، الملقب بـ«من خبر رع»، هو سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، وأعظم ملوكها قاطبة، حتى لقّبه المؤرخون بـ«نابليون مصر القديمة» نظرًا لبراعته العسكرية الفائقة، وقدرته على تحويل مصر إلى إمبراطورية مترامية الأطراف امتدت سيطرتها حتى نهر الفرات شمالًا والنوبة جنوبًا، واستمرت هذه القوة حتى عهد الملك رمسيس الحادي عشر عام 1070 قبل الميلاد.

وكان تحتمس الثالث يتمتع بشخصية استثنائية تجمع بين الذكاء الاستراتيجي والصلابة القيادية، فقد تدرب منذ صغره في ساحات المعارك بالأقصر، مما أكسبه خبرات عسكرية هائلة، و أعاد تنظيم الجيش المصري، فجعله نظاميًا متطورًا، وقسّمه لأول مرة في التاريخ إلى قلب وجناحين، وهو النظام الذي تُدرّس خططه في أكاديميات عسكرية حول العالم حتى اليوم.

ولم يقتصر تفوقه على البر، بل أنشأ أسطولًا بحريًا قويًا فرض السيطرة المصرية على جزر البحر المتوسط وسواحل فينيقيا، بما يشمل لبنان وفلسطين حاليًا، ومن أشهر مقولات هذا القائد الفذ لوزيره الشهير «رع»: “لا يرضى الرب بالتحيز، كن يقظًا فمنصب الوزير عماد الأرض كلها، أستمع للشاكي من الجنوب أو من الدلتا، تصرف بالعدل فالمحاباة يمقتها الرب، كن عادلًا مع من تعرف ومن لا تعرف.” وهي كلمات تعكس روح العدالة التي قامت عليها حضارة المصريين القدماء، والتي تتجلى اليوم في ذكرى نصر أكتوبر، حين اجتمعت القيادة والشعب على هدف واحد هو استعادة الكرامة.

وكان ضمن القطعة الأثرية التى تم اكتشافها في الأقصر، تعود للأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة، وقد نُحتت من الحجر الجيري الملون، ويظهر الملك مرتدياً التاج الأبيض واللحية المستعارة، تتقدم جبهته حية الكوبرا “الأوريوس”، وعلى صدره قلادة عريضة مزخرفة بخطوط صفراء وزرقاء، إضافة إلى نقبة أنيقة بحزام وذيل ثور.

ويُذكر أن متحف الغردقة افتُتح في 29 فبراير 2020 على يد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كأول متحف تشاركي بين وزارة السياحة والآثار والقطاع الخاص، على مساحة 22 ألفًا و500 متر، منها 1800 متر مخصصة للعرض على طابقين. يضم المتحف نحو 1400 قطعة أثرية من مختلف العصور، بينها ثلاث قطع ملكية نادرة للملك تحتمس الثالث، الذي يُجسد بروحه وبطولاته روح نصر أكتوبر الخالدة — نصرٌ صنعه الأجداد وخلّده الأبناء.

متحف الغردقة يخلد روح البطولة عبر رأس الملك تحتمس الثالث (1)

متحف الغردقة يخلد روح البطولة عبر رأس الملك تحتمس الثالث (2)