جدل واسع بعد خلو شعر العامية من مرشحين لجوائز الدولة التشجيعية

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية حالة كبيرة من الجدل، وذلك عقب إعلان وزارة الثقافة عن فتح باب التقدم لجائزة الدولة التشجيعية في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والعلوم الاقتصادية والقانونية لعام 2026، حيث جاء الإعلان خالياً من فرع الشعر العامي الذي تم استثناؤه من فروع الجائزة لهذا العام، وهو ما أثار موجة من التساؤلات والاعتراضات.

ورأى العديد من الشعراء والمثقفين أن استثناء الشعر العامي من جوائز الدولة لهذا العام يُعد نوعاً من التقليل من قيمته الأدبية والفنية، رغم كونه واحداً من أشكال الإبداع الأصيلة التي طالما عبّرت عن وجدان الشعب المصري، وصاغت هويته الثقافية لعقود طويلة، وأكد المعترضون أن العامية جزء أساسي من مكونات الهوية المصرية التي يتحدث بها الناس، ويكتبون ويبدعون بها، وهي لغة متداولة بين مختلف الشعوب العربية.

لكن ما جرى وفقًا للائحة الجائزة، لا يُعد إلغاءً كاملاً للفرع، وإنما استثناء مؤقت، إذ يحق للجان المجلس الأعلى للثقافة أن تغيّر فروع الجائزة وفقاً للحالة الثقافية العامة كل عام، وبالتالي فإن استبعاد فرع ديوان الشعر العامي من جوائز 2026 لا يعني إنهاءه نهائياً، بل من الممكن أن يعود بشكل طبيعي في الأعوام القادمة.

وبالرجوع إلى البند التاسع من لائحة جائزة الدولة التشجيعية المنشور على الموقع الرسمي للمجلس الأعلى للثقافة، يتضح أن لجان تحديد الفروع تنعقد كل خمس سنوات لتضع خطة المجلس الخماسية للفروع والموضوعات التي تطرح للتنافس، بحيث يتمكن المبدعون من التحضير وإنتاج الأعمال المناسبة، بما يساهم في التغلب على مشكلة حجب الجائزة.

وفي هذا السياق، صرّح الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، مؤكداً أن مجالات جوائز الدولة التشجيعية ثابتة سنوياً ولا يتم تغييرها، وهي: الفنون، الآداب، العلوم الاجتماعية، والعلوم الاقتصادية والقانونية، وأن التغيير يقتصر فقط على الفروع الفرعية داخل كل مجال، والتي يتم تحديدها وفق خطة مدتها ثلاث سنوات. وأشار العزازي إلى أن فروع هذا العام تم اعتمادها بناءً على قرارات اللجنة العليا المشكلة عام 2023 بقرار من وزيرة الثقافة السابقة، حيث ضمّت اللجنة عدداً من كبار الأدباء والنقاد والمترجمين، إلى جانب مقرري لجان الدراسات الأدبية واللغوية والنقدية، ولجان السرد القصصي والروائي والشعر والترجمة.

بذلك، يتضح أن استثناء فرع الشعر العامي من جائزة الدولة التشجيعية لعام 2026 لا يُعد إلغاءً نهائياً، بل قراراً تنظيمياً ضمن آلية متجددة للفروع، إلا أن الجدل الثقافي الذي أثاره القرار يعكس مكانة شعر العامية وأهميته كرافد رئيسي من روافد الهوية الأدبية المصرية.