حكاية تمثال محمد على باشا فى ميدان المنشية.. نحته الفنان "هنرى جاكمار" بتكليف من الخديوى إسماعيل وتم عرضه فى باريس ثم نقله إلى الإسكندرية.. وخبير: نسخة مصغرة موجودة بمتحف الفنون الجميلة.. صور

عندما تذهب إلى منطقة المنشية بالإسكندرية تجد ميدانا كبيرا يوجد فيه تمثال محمد على باشا، وهو أشهر ميادين الإسكندرية الذي شهد عددا كبيرا من الأحداث التاريخية الهامة، منها محاولة اغتيال الرئيس الراحل عبد الناصر وخطابه الشهير الذى ألقاه فى الميدان؛ وبمشاهدة التمثال تجد محمد على باشا أعلى حصانه وينظر نظرة فيها شموخ وشجاعة المقاتلين.

صناعة أشهر تمثال

بدأت الحكاية عندما قرر الخديوى إسماعيل صناعة تمثال لمحمد على باشا وكلف النحات الفرنسى "هنري ألفريد ماري چاكمار"، وهو نحات فرنسي شهير ولد في باريس 1824 وتوفى بها عام 1896، وفي 1865 قرر الخديوي إسماعيل نصب تمثال لجده محمد علي باشا في أحد الميادين المصرية كان مقرراً في البداية أن يوضع التمثال في مدينة الإسماعيلية لكن انتهى الأمر إلى وضعه بميدان القناصل بالإسكندرية.

وكَلّف الخديوي المثال الفرنسي ألفريد جاكمار بصنع التمثال انتهى جاكمار من عمله عام 1872، وعرض التمثال لمدة شهر في شارع الشانزليزيه في باريس، ثم نُقل إلى الإسكندرية لينصب على قاعدة من تصميم المعماري الشهير أمبرواز بودري، في احتفال رسمي في 19 ديسمبر 1872.

تنفيذ تمثال محمد على باشا

وقال محمد سعيد خبير أثرى بالإسكندرية إن نبأ صناعة تمثال لمحمد على باشا ووضعه فى أحد الميادين لاقى الأمر معارضة شديدة من رجال الدين باعتباره كفراً، وقد كانت هذه أول مرة في التاريخ الإسلامي يتم فيها وضع تمثال لشخص في بلد مسلم لكن الخديوي لم يعبأ بالمشايخ وتم الأمر.

وأضاف إنه كان من المقرر في البداية أن توضع الأسود الأربعة بكوبري قصر النيل حول تمثال محمد علي بالمنشية، لكن الأمر انتهى بهم في مكانهم الحالي، وكان الكوبري قد افتتح رسميا عام 1872 وكان الخديوي إسماعيل قد كلف المسيو جاكمار بصناعة الأسود. التي صنعت في باريس ووصلت إلى الإسكندرية عام 1875. يذكر أن العامة أطلقوا على الخديوي إسماعيل اسم "أبو السباع" بسبب هذه التماثيل.

وأوضح أن هناك نسخة متواجدة حاليا فى متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية وهى نسخة مصغرة من التمثال مصنوعة من البرونز، وهي مُصغّر للتمثال الموجود حالياً في ميدان القناصل بالمنشية.

أحداث شهيرة بالميدان

يذكر أن الميدان شهد عدد من الأحداث التاريخية منها حادث اغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وسط الجماهير الغفيرة النيدان المنشية، يوم 26 يوليو 1956 تأميم شركة قناة السويس بعد قرار البنك الدولي بسحب تمويل بناء السد العالى وهو القرار المصيرى الذى كُتب فى التاريخ.

وأضاف أنه قد شهد الميدان حادث ضرب الإسكندرية عام 1882 ووقوع اشتباكات بين المصريين والجاليات الأجنبية فى عهد الخديوى توفيق كما شهد حريق مبنى البورصة عام 1979 وهو كان تحفة معمارية على طراز لاتيني قديم، وعليه ساعة ضخمة، وكان في مواجهته مبنى يسمى المبنى الملكي تم هدمه وتغير اسمه منذ ثورة 52 أكثر من مرة، فكان اسمه الأصلي "البورصة"، ثم أطلق على  مبنى "الاتحاد الاشتراكي"، ثم "التحرير"، إلى أن تهدم عقب حريق هائل اندلع داخله عام 1979 كما كان شاهداعلى ثورة الجياع فى السبعينات.

جانب من التمثال

ميدان محمد على باشا

 

تفاصيل التمثال