مارادونا يتصدر الصحف الأرجنتينية مع اقتراب ذكرى رحيله الخامسة.. غموض يحيط تعليق محاكمة القتلة.. قاضية متهمة بفضيحة وموجة استقالات.. ومحكمة تصادر أصول محامى دييجو وشقيقتيه وتعيد الأملاك للورثة الشرعيين

منذ رحيل أسطورة كرة القدم العالمية  دييجو مارادونا  فى نوفمبر 2020، لم تهدأ فصول التحقيقات القضائية في الأرجنتين حول ظروف وفاته، حيث تتهم عائلته فريقه الطبي بالإهمال الجسيم، وبعد مرور نحو خمس سنوات على انطلاق القضية، ما زالت تطوراتها تثير الجدل وتكشف عن أزمات عميقة في المنظومة القضائية الأرجنتينية.

وتصدر مارادونا الصحف الأرجنتينية بسبب تعليق محاكمة وفاته حتى الآن، وقالت صحيفة إنفوباى الأرجنتينية إلى أنه في مايو 2025، واجهت المحاكمة صدمة كبيرة بعدما أعلنت محكمة أرجنتينية إبطال جلسات المحاكمة الجارية ضد سبعة من أفراد الطاقم الطبي المتهمين بالتسبب في وفاة مارادونا نتيجة "قتل بالإهمال"،  وجاء القرار بعد استقالة القاضية "خولييتا ماكينتاش" من هيئة المحكمة، على خلفية مشاركتها المثيرة للجدل في إنتاج وثائقي بعنوان "Justicia Divina"  (العدالة الإلهية)، تناول ملابسات القضية دون إذن رسمي أو إخطار باقي أعضاء الهيئة القضائية.

وفتحت استقالة ماكينتاش الباب أمام موجة من الاتهامات المتبادلة، فالدفاع عن القاضية أكد أنها كانت ضحية لـ "تجسس غير قانوني" وأن هاتفها تعرض للاختراق لزرع تسجيلات مزعومة في ملف القضية. في المقابل، رأى الادعاء أن ما قامت به القاضية شكّل إخلالاً فادحاً بقواعد الحياد القضائي، ما دفع إلى إعلان "بطلان المحاكمة" وضرورة إعادة النظر في القضية من البداية.

ولم تتوقف القضية عند هذا الحد، إذ حاول محامو الدفاع لاحقاً استبعاد قاضيين من الهيئة الجديدة التي كُلّفت بمتابعة المحاكمة، بدعوى وجود "شبهة انحياز"، لكن المحكمة رفضت الطلب واعتبرته محاولة لعرقلة مسار العدالة. وهو ما أكد أن الطريق إلى استئناف المحاكمة ما زال مليئاً بالعقبات القانونية والإجرائية، حسبما قالت صحيفة باخينا 12 .

ويواجه المتهمون في القضية اتهامات خطيرة تصل عقوبتها إلى السجن ما بين 8 و 25 عاما ، وتشمل أطباء وممرضين وأخصائيين نفسيين كانوا مكلفين بمتابعة مارادونا في فترة تعافيه بعد عملية جراحية دقيقة في الدماغ، وكانت تقارير الطب الشرعي قد أشارت منذ البداية إلى أن الأسطورة الأرجنتينية تُرك في حالة صحية "هشة وخطرة" دون مراقبة طبية كافية.

وتواصل عائلة مارادونا الضغط من أجل الوصول إلى "العدالة الكاملة"، حيث يصر محاموها على أن وفاة اللاعب لم تكن "قدراً محتوماً"، بل نتيجة سلسلة من الأخطاء الطبية والإدارية الجسيمة، ابنتاه دالما وجيانينا مارادونا كانتا الأكثر صراحة في اتهام الطاقم الطبي بالتقصير، معتبرتين أن والدهم "كان يمكن أن يعيش لولا الإهمال".

أما في الشارع الأرجنتيني، فما زالت القضية تحتل مساحة واسعة من الجدل العام، إذ يرى كثيرون أن تكرار فضائح مثل تسريب الوثائقي والتجاذبات السياسية داخل القضاء، يهدد بتحويل الملف من قضية جنائية إلى صراع نفوذ يبتعد عن جوهر التحقيق.

وفى السياف ذاته، أصدرت محكمة استئناف في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس قراراً يقضي بمصادرة أصول محامي مارادونا وشقيقتيه، بعد اتهامهم بالتلاعب الاحتيالي في إدارة ممتلكاته، وأمرت بنقل جميع الأملاك فوراً إلى الورثة الشرعيين.

وبدأت القضية بدعوى رفعها أبناء مارادونا ضد محاميه السابق ماتياس مورلا وعدد من المتعاونين معه، متهمين إياهم بالاحتيال في إدارة العلامة التجارية للنجم الراحل،  واتهمت المحكمة مورلا باستخدام شركة لإدارة الحقوق التجارية كواجهة شكلية، مؤكدة أن مارادونا ظل يتحكم فعلياً في أصوله حتى وفاته عام 2020.

وشملت التحقيقات أيضا شقيقتى مارادونا ، ريتا وكلوديا، إلى جانب كاتب عدل بصفتهم متورطين في عمليات الاحتيال، لتصل قيمة الأصول المصادرة من جميع المتهمين إلى نحو 1.34 مليون دولار.

وكانت ابنتا النجم الراحل، دالما وجيانينا، قد بادرتا في عام 2021 بتقديم الاتهامات ضد مورلا، قبل أن ينضم إليهما ثلاثة من إخوتهم لاحقاً في المعركة القضائية، للمطالبة بحقوقهم في إرث والدهم .