يشهد جنوب السودان ظروف جوية قاسية تهدد حياة مئات الآلاف معظمهم من النازحين واللاجئين الفارين من الصراع والذى يؤوون إلى ملاجئ غير مجهزة حيث ضربت الفيضانات الشديدة جنوب السودان ودمرت مساحات شاسعه من الأراضى وسط ظروف انسانيه سيئه بالفعل.
من جانبها حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن جنوب السودان انجرف إلى دورة جديدة من الفيضانات الشديدة مما يترك المجتمعات الهشة معرضة لأزمة مزدوجة من الفيضانات والصراع حيث غمرت المياه المتصاعدة مساحات شاسعة فى ولايات جونقلى وأعالى النيل والوحدة، مما أدى إلى نزوح 100 ألف شخص، اضطر الكثير منهم بالفعل إلى الفرار من ديارهم بسبب تجدد الصراع منذ فبراير 2025، فيما تعانى العديد من هذه المناطق بالفعل من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائى، ولا تزال تعانى من عواقب الفيضانات المدمرة فى عام 2022.
ووفق تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إذا استمرت الفيضانات، أن ينزح ما يصل إلى 400 ألف شخص بحلول نهاية العام، وهو ما يتجاوز مستويات النزوح الناجمة عن الفيضانات التى شهدناها فى عام 2024. ومن المتوقع أن تبلغ التأثيرات ذروتها بين سبتمبر وأكتوبر، مما يهدد بعزل مجتمعات بأكملها، وتفاقم الجوع، وزيادة مخاطر الحماية، وخاصة بالنسبة للنساء والفتيات.
وقال التقرير الأممى، إنه المياه غمرت المنازل والمدارس والمرافق الصحية، إلى جانب الأراضى الزراعية والمراعى، مما أدى إلى نفوق الماشية. كما غمرت المياه المأمونة والمراحيض، مما أدى إلى تدهور حالة الصرف الصحى وزيادة المخاطر الصحية. ويزيد ركود المياه، إلى جانب سوء الصرف الصحى ومحدودية الوصول إلى مياه الشرب المأمونة، من خطر تفشى المزيد من الأمراض، بالإضافة إلى تفشى وباء الكوليرا الحالى، الذى أصاب أكثر من 12 ألف نازح داخلى و3,100 لاجئ حتى نهاية أغسطس.
ووفق الأمم المتحدة تظل جنوب السودان واحدة من أكبر أزمات النزوح فى أفريقيا، حيث يوجد ما يقرب من 2.4 مليون لاجئ من جنوب السودان فى البلدان المجاورة، وحوالى 2 مليون نازح داخليًا داخل البلاد، التى تستضيف أيضًا أكثر من 589 ألف لاجئ.
ومن جانبه قال برنامج الأغذية العالمى فى تقرير له، إنه يواجه أكثر من مليون شخص فى أعالى النيل مجاعة حادة، بما فى ذلك أكثر من 32 ألف شخص يعانون بالفعل من مستوى الكارثة من الجوع وهو أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائى، مضيفا أنه تضاعف هذا الرقم ثلاث مرات منذ اندلاع النزاع المسلح فى مارس، مما أدى إلى نزوح جماعى.