أكد الدكتور بلال شعيب، الخبير الاقتصادي، أن الاقتصاد الأمريكي يمر بحالة من "الخلل الهيكلي العميق"، مشيرًا إلى أن العجز في الميزان التجارى الأمريكي يبلغ نحو 1.2 تريليون دولار، في ظل واردات تصل إلى 4.3 تريليون مقابل صادرات لا تتجاوز 3.1 تريليون.
وأوضح شعيب، خلال مداخلة على قناة إكسترا نيوز، أن الرسوم الجمركية التي فُرضت خلال ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عَصفت بمبادئ حرية التجارة العالمية التي لطالما تبنتها الولايات المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، مضيفًا أن تلك السياسات لم تسهم في حماية الصناعة الأمريكية، بل زادت من حالة عدم اليقين العالمي.
وقال إن "الولايات المتحدة بحاجة إلى تطوير صناعتها وليس مجرد فرض رسوم"، لافتًا إلى أن المواطنين الأمريكيين يفضلون السيارات الصينية بسبب مزاياها وسعرها مقارنة بالمنتجات المحلية.
وأشار شعيب إلى أن العجز في الميزانية العامة الأمريكية وصل إلى 1.4 تريليون دولار، نتيجة الحوافز الضريبية التي صبّت في مصلحة رجال الأعمال وليس المواطن العادي، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية لجأت إلى الرسوم الجمركية كحل بديل، إلا أن هذه "الخلطة الاقتصادية فشلت" في تحقيق توازن.
وصف شعيب المرحلة الحالية بـ"العبث الاقتصادي"، مبينًا أن التصعيد الأمريكي بدأ باستهداف المكسيك والصين وكندا، ثم تطور إلى فرض رسوم نوعية على الحديد والصلب، وانتهى حينها بفرض رسوم متفاوتة على دول عدة، ما أدى إلى إرباك المشهد الاقتصادي العالمي.
وحذر من أن التوترات بين واشنطن وبكين تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، خاصة أن البلدين يساهمان معًا في 45% من القطاع الصناعي العالمي، وهو ما يزيد من معدلات التضخم وتعطل النمو في الاقتصادات الناشئة.
واختتم شعيب بالإشارة إلى أن الديون العالمية وصلت إلى 316 تريليون دولار، منها أكثر من 38 تريليون دولار مستحقة على الولايات المتحدة وحدها، ما يزيد من هشاشة النظام الاقتصادي العالمي.