ـ تدشين المستشفى الميداني المتنقل لأول مرة في المشاعر المقدسة بطاقة استيعابية 50 سريراً
ـ "الداخلية" السعودية: تُمنع الهتافات بكافة أشكالها في المشاعر المقدسة
ـ "الصحة" تحذر من التعرض المباشر لأشعة الشمس
ـ رذاذ الماء ومظلات بمساحة 1,200 متر مربع مزودة بـ129 مروحة رذاذ لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة
ـ توفير 10 آلاف نقطة وصول لخدمة الواي فاي في المشاعر المقدسة
ـ طائرات مزودة بأحدث الأجهزة والتقنيات تراقب حركة الحجيج
يتوجه حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر "منى" مع بزوغ شمس أول أيام عيد الأضحى المبارك، بعد قضاء ليلهم في "المزدلفة"؛ حيث يستكملون مناسك الحج، وهو اليوم الذى يطلق عليه "الحج الأكبر"، ويؤدى الحجيج خلاله الجزء الأكبر من أعمال الحج؛ ففيه رمي جمرة العقبة، وذبح الهدي، وحلق الرأس، وطواف الإفاضة.
وتتوافد جموع الحجاج ـ اليوم الجمعة ـ إلى منطقة الجمرات بمشعر منى، لرمى جمرة العقبة أو الجمرة الكبرى، كما يستعد صحن المطاف لاستقبال حجاج بيت الله الحرام؛ حيث يؤدون طواف الإفاضة بعد الانتهاء من أعمال النحر، وفى هذا الصدد تم رفع الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف إلى 107 آلاف طائف في الساعة.
فيما يستعد الحجيج عقب انتهاء "يوم النحر" لأداء مناسك أول أيام التشريق السبت والتي تستمر حتى الاثنين الموافق الـ13 من ذي الحجة.
ولـ" يوم النحر" فضل كبير؛ لما شُرع فيه من مناسك وعبادات، ولما يحفل به من طاعات، ومن فضل يوم النحر أنه يطلق عليه "يوم الحج الأكبر"، فهو المراد في قول الله تعالى: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾ [التوبة: 3].
وسمي بذلك؛ لكثرة أعمال الحج فيه؛ جاء في "حاشية الجمل على شرح المنهج" (2/ 470، ط. دار الفكر): [وَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي يَوْمِ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ هُوَ أَيْ يَوْمُ النَّحْرِ؛ لِأَنَّ مُعْظَمَ أَعْمَالِ النُّسُكِ يَقَعُ فِيهِ] اهـ.
وتشهد المشاعر المقدسة ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة ؛ ما دفع وزارة الصحة لتوجيه تحذيرات متكررة لحجاج بيت الله الحرام من التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات النهار في ظل درجات الحرارة العالية في موسم الحج ، داعية إلى استخدام المظلات أثناء التنقل بين المشاعر المقدسة، لتعزيز الوقاية من الإجهاد الحراري، وذلك ضمن جهود المنظومة الصحية للحفاظ على صحة وسلامة ضيوف الرحمن بما يمكّنهم من أداء المناسك بصحة وطمأنينة.
كما تكثف المنظومة الصحية جهودها في تعزيز خدمات الرعاية الصحية بالمشاعر المقدسة، مع استمرار انتشار الفرق الطبية المتخصصة لتقديم الرعاية الصحية الفورية، إلى جانب تكثيف الرسائل التوعوية بين الحجاج، بما يعزز من جودة الخدمات الصحية ويضمن لهم موسم حج آمن وصحي.
ومن جهة أخرى ، شددت وزارة "الداخلية" السعودية على منع الهتافات بكافة أشكالها في المشاعر المقدسة.

أول أيام التشريق ..
يستعد ضيوف الرحمن لأول أيام التشريق غدا السبت والتى تستمر حتى 13 من ذى الحجة، حيث يرمون الجمرات الثلاث، مبتدئين بالصغرى، فالوسطى ثم بالكبرى، وهي جمرة العقبة، وذلك بعد رمي جمرة العقبة في مشعر منى، وسط انسيابية في التنقل وفق خطة التفويج المعدة لذلك، مع توافر جميع الخدمات الأمنية والصحية والإسعافية والدفاع المدني إلى جانب رجال الأمن القائمين على تنظيم حركة الحجيج في ساحات جسر الجمرات وعلى مداخله ومخارجه.
وتم تزويد مشروع منشأة الجمرات بالمظلات العلوية، ومراوح التكييف المصاحب للرذاذ لتقليل درجة الحرارة، وإعداد السلالم المتحركة ومباني الخدمات وتخطيط المسارات الجديدة، ونشر كاميرات المتابعة لتعزيز آليات التحكم في تدفقات حركة الحجيج إلى جانب اللوحات والمنشآت الإرشادية والتوعوية والخدمات الإعلامية في إطار المرحلة الرابعة والأخيرة من مشروع المنشأة الحديثة للجمرات والأعمال المتعلقة بها.

تجهيز منشأة الجمرات
وضمن الاستعدادات لاستقبال الحجاج لرمى الجمرات، وضعت أمانة العاصمة المقدسة خطة ميدانية لإعداد منشأة الجمرات، أحد أكثر المواقع ازدحامًا خلال أيام التشريق، من خلال تخصيص 700 عامل لنظافة المنشأة وأكثر من 24 آلية تعمل على مدار الساعة لضمان سلامة المكان ونظافته.
ويُعد مركز خدمات منشأة الجمرات من أهم المراكز البلدية، نظرًا لما يشهده من كثافة بشرية متواصلة خلال أيام رمي الجمرات، خاصة يوم الأضحى وما تلاه من أيام التشريق.
ومن جانبه، أوضح المهندس صافي حسن الياسي، رئيس مركز خدمات الجمرات، أن المركز يُشرف على تنفيذ أعمال النظافة والإصحاح البيئي بشكل مستمر، إلى جانب التأكد من خلو الممرات على جسر الجمرات من أي عوائق قد تعيق حركة الحجاج.
وأكد أن الجهود البلدية تهدف إلى توفير بيئة صحية وآمنة لحجاج بيت الله الحرام.

ركن الحج الأعظم..
وفى مشهد يزلزل الأفئدة ، وقف حجاج بيت الله الحرام ـ أمس الخميس ـ على جبل عرفة لأداء "الركن الأعظم" من الحج، وسط أجواء روحانية عامرة بالأمن والأمان، وفرتها منظومةٍ من الخدمات المتكاملة التي تقدمها الجهات المعنية في بلاد الحرمين الشريفين؛ خدمة لضيوف الرحمن.
وقد افترش الحجاج سفوح عرفات ورفعوا أكفهم بالتضرع إلى الله، متوجهين إليه بالدعاء في وقفة عظيمة يتجلى فيها الصفاء الروحي والسكينة.
وواكبت قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم.
وبجاهزية تامة لمختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج وفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة؛ ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه.
وأدى حجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة؛ اقتداءً بسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام القائل: (خذوا عني مناسككم).
ومع غروب شمس يوم عرفة بدأ الحجيج نفرتهم إلى مزدلفة، وصلوا فيها المغرب والعشاء، ومكثوا فيها حتى فجر اليوم الجمعة الموافق العاشر من شهر ذي الحجة؛ تأسيًا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث بات فيها وصلى الفجر.

خدمات الحجاج..
حرصت السعودية ممثلة في الوزارات المعنية على توفير كافة الخدمات للحجاج، وفى هذا السياق تم توفير أكثر من 10 آلاف نقطة وصول لخدمة الواي فاي في كافة المشاعر المقدسة.
وعلى صعيد تأمين حركة الحجاج ، وضعت وزارة الدفاع خطة تشارك فيها القوات الجوية الملكية السعودية بفاعلية من خلال منظومة طيران متقدمة تدعم المهام الأمنية واللوجستية والإنسانية في المشاعر المقدسة، بالتنسيق مع مختلف القطاعات العسكرية والأمنية والمدنية، بما يحقق أعلى معايير السلامة والانسيابية في المشاعر المقدسة.
ومن جانبه أكد قائد مجموعة القوات الجوية لمهمة الحج العميد الطيار الركن سلمان بن علي القحطاني، أن مشاركة القوات الجوية لهذا العام اشتملت على طائرات حديثة ومتطورة مزودة بأحدث الأجهزة والتقنيات، وتعمل على مراقبة الأجواء الجوية، ومتابعة الحركة المرورية داخل المشاعر المقدسة، بالتنسيق مع الأمن العام، لضمان تدفق الحشود بسلاسة من المشاعر وإليها.
وأوضح العميد القحطاني أن المشاركة تأتي ضمن خطة الوزارة، التي تنفذ بالتنسيق مع الجهات الأمنية والمدنية، وتستهدف ضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن، ودعم مختلف الجهات الميدانية، عبر تنفيذ المهام الجوية المتخصصة، ومنها: الإخلاء الطبي الجوي، ونقل الفرق والمعدات، والمراقبة والاستطلاع الجوي، وتأمين خطوط الإمداد.
وأضاف أن القوات الجوية تسهم في تأمين المنافذ الجوية ومتابعتها باستخدام أنظمة مراقبة متقدمة يديرها كوادر فنية متخصصة، للكشف عن المواد الخطرة.
وبالنسبة للتجهيزات الصحية ، فقد تم تدشين المستشفى الميداني المتنقل، لأول مرة في المشاعر المقدسة خلال حج هذا العام، و يتكون من 29 عربة و26 مقطورة، ويضم 50 سريرًا، مُجهزًا بكافة التخصصات والخدمات الطبية.
مواجهة الحرارة المرتفعة
وعلى صعيد متصل، وضعت خطة لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة في المشاعر المقدسة، حيث تُستخدم أنظمة رش المياه والمظلات الواقية التي ساهمت في تلطيف الأجواء في ساحات جبل الرحمة، مع بدء توافد الحجاج صباح يوم عرفة، وسط ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة.
كما نُفذت مشروعات نوعية في منطقة جبل الرحمة لتخفيف أثر "الإجهاد الحراري"؛ شملت تركيب مظلات بمساحة (1,200) متر مربع، مزودة بـ(129) مروحة رذاذ، تعمل على تلطيف الأجواء وتقليل درجة الحرارة في المنطقة المحيطة بالجبل، مما يعكس حجم الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في سبيل راحة ضيوف الرحمن، والحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
وتُعد هذه الوسائل جزءًا من المنظومة الميدانية المتكاملة التي تسعى إلى راحة ضيوف الرحمن، ومساعدتهم على أداء ركن الحج الأعظم في أجواء أكثر اعتدالًا، حيث انتشرت فرق الدعم الميداني لتوفير خدمات التبريد والمظلات، خصوصًا لفئات كبار السن وأصحاب الحالات الصحية.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن جهود مكثفة تنفذها الجهات المختصة لتوفير بيئة صحية وآمنة للحجاج، تعكس ما توليه المملكة من عناية ورعاية بضيوف بيت الله الحرام.
ويشهد جبل عرفات طقسا شديد الحرارة، حيث تصل تصل درجة الحرارة اليوم إلى 42 درجة، وحذرت وزارة الصحة السعودية حجاج بيت الله الحرام من التعرض المباشر لأشعة الشمس، خصوصًا في أوقات الذروة بين الساعة 10 صباحًا و4 مساءً، حفاظًا على صحتهم وسلامتهم خلال أدائهم مناسك الحج.
وأكدت الوزارة ضمن حملتها التوعوية "حج بصحة" على أهمية استخدام المظلة بشكل دائم أثناء التنقل، لتقليل خطر الإصابة بضربات الشمس أو الإجهاد الحراري، خاصة في الأجواء الحارة التي تشهدها المشاعر المقدسة.
وشددت الوزارة على ضرورة شرب كميات كافية من المياه على مدار اليوم حتى دون الشعور بالعطش، لضمان ترطيب الجسم والوقاية من الجفاف.
كما حذرت من المشي أو لمس الأسطح المكشوفة والساخنة، لا سيما في الأوقات التي تبلغ فيها درجات الحرارة ذروتها، حرصًا على سلامة الجلد وتفادي الحروق أو الإنهاك الحراري.
وأكدت وزارة الصحة أن سلامة الحجاج أولوية قصوى، وأنها تواصل تقديم الإرشادات والتوعية الصحية عبر فرقها الميدانية والمنصات الرقمية، داعية الحجاج إلى الاتصال برقم 937 في حال الحاجة إلى أي استشارة أو خدمة طبية عاجلة.