اكتشف علماء آثار من جامعة فروتسواف يعملون في جنوب بيرو مقبرةً تضم رفات 24 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، وتشير الجروح التي أصيب بها المتوفون إلى أنهم لقوا حتفهم نتيجة غزو وقع قبل نحو عشرة قرون، وفقا لما نشره موقع المجلة العلمية scienceinpoland.
وخلال موسم التنقيب الذي انتهى مؤخرًا اكتشف علماء الآثار من بين أشياء أخرى، مقبرةً تضم رفات 24 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، ملفوفين في أكفان، ومدفونين مع العديد من الهدايا، وقد أكد التحليل الأنثروبولوجي للعظام أن الوفاة لم تكن طبيعية، ويتجلى ذلك في الإصابات العديدة في الجماجم والصدر، والتي كانت السبب المباشر لوفاة جميع الأفراد.
وقد عثر على مقبرة لأشخاص قُتلوا خلال غارة، كل جمجمة عُثر عليها في هذا المكان تُظهر أضرارًا جسيمة، ناتجة عن ضربة إما بهراوة برأس نحاسي على شكل نجمة، أو بهراوة برأس حجري كروي، كما يصفها العلماء.
ويعتقد الباحثون أن عمليات القتل ارتكبتها جماعة هاجمت المخيم، ومع ذلك يُرجَّح أن الغزاة خسروا المواجهة، وقام أفراد المجتمع الذي ينتمي إليه الضحايا بدفن أحبائهم بعد انتصار المعركة.
ويدعم هذا الاستنتاج حقيقة أن المتوفين كانوا يدفنون بتكريم، ويتم لف جثثهم في أكفان مصنوعة من الصوف أو القطن وتزويدهم بالسلع الجنائزية، ثم تتم إحاطة حفر الدفن التي توضع فيها الجثث بجدار حجري، كما أفاد الباحث جوزيف سيزيكولسكي.
وعُثر في القبور على أدوات من العظام والحجر، وزخارف، ومنسوجات، وشظايا خزفية، يُرجَّح أنها مرتبطة بحضارة تشوكيبامبا (أروني). يقع مركزها في حوض ماجيس، جنوب أتيكو.
ويفترض الباحثون أن الأحداث الموصوفة ربما وقعت خلال فترة التغيرات السياسية السريعة والهجرات التي حدثت منذ القرن الحادي عشر الميلادي.