فيسبوك
واتساب
وسط أجواء إيمانية وروحانية تفيض بالطمأنينة، واصلت بعثة الحج المصرية أعمالها الميدانية في الأراضي المقدسة، مستقبلة أفواج الحجاج المصريين القادمين من مختلف مطارات الجمهورية، ضمن خطة تفويج منظمة تبدأ من المدينة المنورة وتنتهي بمكة المكرمة.
وكان الحجاج المصريون قد قضوا عدة أيام في المدينة المنورة، زاروا خلالها الروضة الشريفة وعددًا من المزارات الإسلامية المهمة، في تجربة روحية مميزة عززتها إجراءات تنظيمية دقيقة وسلسة.
وبعد انتهاء برنامج المدينة، بدأت عملية التفويج إلى مكة، حيث أدى الحجاج مناسك العمرة فور وصولهم، وسط تيسيرات لوجستية وانسيابية في الحركة، عكست التنسيق الكامل بين البعثة المصرية والسلطات السعودية.
اللواء أشرف عبد المعطي، مساعد وزير الداخلية والرئيس التنفيذي لبعثة الحج، أكد أن الأوضاع تسير بشكل طبيعي في الأراضي المقدسة، بفضل التعاون الكبير من الجانب السعودي الذي يقدّم كل الدعم لتسهيل أداء المصريين لمناسكهم. وأضاف أن ضباط بعثة الحج يرافقون الحجاج في جميع تحركاتهم على مدار الساعة، لتوفير الدعم اللازم والتدخل الفوري عند الحاجة، مشيرًا إلى أن غرفة العمليات التابعة للبعثة تعمل بشكل لحظي لمتابعة أحوال الحجيج والاستجابة السريعة لأي متطلبات.
وفي السياق ذاته، أوضح الشيخ شريف إبراهيم، رئيس البعثة الدينية، أن النشاط الإرشادي والدعوي متواصل مع الحجاج في مقار إقامتهم، حيث يعقد علماء الدين ندوات توعوية لشرح مناسك الحج خطوة بخطوة، خاصة مع اقتراب يوم عرفة.
وقال في تصريحات لجريدة اليوم السابع إن العلماء يتلقون استفسارات الحجاج ويجيبون عنها بسلاسة وبأسلوب مبسط، يراعي تفاوت المستوى الثقافي والديني لدى الحجاج.
كما نوه إلى مشاركة واعظات من دار الإفتاء المصرية في تقديم الإرشادات الخاصة للسيدات وشرح مناسك الحج لهن بطريقة مباشرة وفعالة.
أما من الناحية الطبية، فقد أكد الدكتور محمد مصطفى، رئيس البعثة الطبية، أن جميع الحجاج المصريين في حالة صحية جيدة، ولا توجد حالات طارئة أو إصابات مقلقة. وأشار إلى أن العيادات الطبية المنتشرة في الفنادق تستقبل الحجاج بشكل يومي للفحص الدوري، وصرف الأدوية المطلوبة مجانًا. كما تنظم البعثة ندوات صحية وتوعوية تهدف إلى توجيه الحجاج للوقاية من الإجهاد الحراري، وضرورة شرب كميات كافية من المياه، وتفادي التعرض المباشر لأشعة الشمس، خصوصًا في أوقات الذروة.
وتُعَد هذه الجهود جزءًا من منظومة متكاملة وضعتها بعثة الحج المصرية لهذا الموسم، حيث يبدأ الاهتمام بالحاج منذ لحظة مغادرته لأرض الوطن. فبمجرد وصول الحجاج إلى مطار المدينة المنورة، يتم استقبالهم استقبالًا حافلًا، يتضمن الترحيب بهم وتقديم الهدايا التذكارية في الفنادق، إلى جانب تسكينهم إلكترونيًا دون عناء، بما يضمن راحة وسرعة إنهاء الإجراءات.
وفي إطار الحرص على راحة الحجيج، خصصت البعثة أتوبيسات مكيفة لنقل الحجاج بين مكة والمدينة، وكذلك داخل المدن المقدسة.
كما تم تشكيل فرق دعم ومساندة للتعامل مع الحالات الإنسانية الخاصة، مثل كبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة. ولم تغفل البعثة عن أهمية العنصر النسائي، حيث استعانت بالشرطة النسائية لمرافقة السيدات الحاجات وتقديم العون لهن عند أداء المناسك أو التنقل داخل الفنادق والحرم.
وتعكس هذه المنظومة المتكاملة الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة المصرية من خلال وزارة الداخلية ووزارة الأوقاف ووزارة الصحة، لتقديم تجربة حج آمنة وكريمة للحجاج المصريين. وتستند هذه الجهود إلى خطة شاملة تشمل الجوانب الدينية والطبية والتنظيمية والإنسانية، بتنسيق دقيق بين كافة عناصر البعثة الرسمية.
ومن الجدير بالذكر أن غرفة العمليات المركزية في المدينة المنورة تواصل عملها على مدار الساعة، حيث ترصد تحركات الحجاج وتتلقى الشكاوى والاستفسارات وتوجه الفرق الميدانية بما يضمن سرعة الاستجابة. كما تصدر الغرفة نشرات دورية توعوية تُوزع على الحجاج تتضمن إرشادات السلامة والنظافة الشخصية ومواعيد الزيارات المنظمة للمزارات الدينية.
ولم تغفل البعثة عن البُعد التثقيفي، حيث وفّرت مكتبات مصغرة ومواد مطبوعة وأجهزة عرض داخل الفنادق، تتضمن شرحًا مبسطًا للمناسك ومعلومات صحية ضرورية، فضلاً عن محاضرات قصيرة تُعقد بعد الصلوات للرد على الأسئلة الشائعة.
ويأتي هذا التنسيق الكامل ليؤكد على التزام بعثة الحج المصرية بأن تكون هذه الرحلة المباركة تجربة مريحة وسلسة تليق بكرامة الحاج المصري، وتعبّر عن صورة مشرفة للدولة المصرية في الخارج.
وبين جهود التنظيم ورعاية الإنسان، تتجلى ملامح بعثة لا ترى في الحاج مجرد رقم في كشف، بل ضيفًا على الله، يستحق كل عناية وتكريم في رحلته الإيمانية.
