ترامب فى الشرق الأوسط.. دونالد يرفع شعار "الاقتصاد أولا" في زيارة الثلاثي الخليجي.. اتفاق أمنى ونووي على طاولة الرياض.. الذكاء الاصطناعي أولوية الإمارات.. سوريا ضمن الملف القطري.. ونتنياهو خارج الصورة "مؤقتا"

الإثنين، 12 مايو 2025 08:30 م
ترامب فى الشرق الأوسط.. دونالد يرفع شعار "الاقتصاد أولا" في زيارة الثلاثي الخليجي.. اتفاق أمنى ونووي على طاولة الرياض.. الذكاء الاصطناعي أولوية الإمارات.. سوريا ضمن الملف القطري.. ونتنياهو خارج الصورة "مؤقتا" دونالد ترامب - الرئيس الأمريكى

كتبت: نهال أبو السعود

يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رحلة الى دول الخليج واضعا هدف واضح له وهو العودة الى واشنطن بصفقات وتعهدات استثمارية لا تقل قيمتها عن تريليون دولار، حيث قال مسئولين أمريكيين إن زيارة ترامب إلى الثلاثي الخليجي -السعودية وقطر والامارات- تدور حول الاتفاقات الاقتصادية فى المقام الأول.

وفقا لموقع اكسيوس، أتخذت الأجندة الجيوسياسية دور ثانوي على أجندة ترامب، فبينما تحدث الرئيس الأمريكي مرارا خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه بالمنصب أن استئناف اتفاقات ابراهام هدفه الأول في الشرق الأوسط، إلا أنه وفريقه يدركون أن هذا الاتفاق بعيد المنال حاليا بسبب الحرب الدائرة في غزة وتعنت سياسات نتنياهو.

يأتي هذا التوجه في ظل رياح اقتصادية معاكسة، حيث أثرت رسوم ترامب الجمركية التي فرضها على الواردات بشكل كبير على التجارة العالمية والثقة بالاقتصاد الأمريكي خاصة بعد انخفاض الناتج الاقتصادي للولايات المتحدة في الأشهر الثلاثة الأولي من هذا العام وهو الانخفاض الأول منذ ثلاث سنوات.

ترامب والسعودية


وتعهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة مباشرة بعد تولي ترامب منصبه، وصرح ترامب في مارس امام الصحفيين في المكتب البيضاوي: "في المرة الأخيرة، ضخوا 450 مليار دولار لكن هذه المرة ازدادوا ثراء. جميعنا أصبحنا أكبر سنًا. لذلك قلت: سآتي إذا دفعتم تريليون دولار للشركات الأمريكية على مدى أربع سنوات"، ووافقوا على ذلك.

وفقا لشبكة سي ان ان، ستشمل الصفقات المتوقعة في السعودية مبيعات عسكرية لا تقل عن 100 مليار دولار، بالإضافة إلى صفقات ضخمة في مجال الطاقة والمعادن.

قال علي الشهابي، الكاتب والمعلق على الشؤون السياسية والاقتصادية في السعودية، إن "الأمن ثم الأمن ثم الأمن" هو ما تسعى إليه الرياض ودول الخليج الأخرى من زيارة ترامب، وأضاف لشبكة سي ان ان: "تتطلع دول الخليج إلى ضمان التزام الولايات المتحدة الأمني باستقرار الخليج. لدى ترامب أولويات عديدة، ومن المعروف أنه يفقد اهتمامه بسرعة.. وهم يريدون إبقاءه منخرطًا".

وتسعى الرياض أيضا إلى تعاون الولايات المتحدة لتطوير برنامج نووي مدني، لكن هذا التعاون تعطل بسبب إصرارها على تخصيب اليورانيوم محليًا، ما أثار مخاوف في الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن انتشار الأسلحة النووية.

ترامب والإمارات والذكاء الاصطناعي


ترى الإمارات أن الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي محور استراتيجيتها لتعميق علاقاتها مع واشنطن وتأمين عوائد استثمارية، ولديها المال الكافي لدعم ذلك، وتعهدت باستثمارات أمريكية تقدر بتريليونات الدولارات.

في مارس، أعلنت الإمارات عن خطة استثمارية بقيمة 1.4 تريليون دولار على مدى 10 سنوات، تركز على الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والتصنيع والطاقة ويبلغ إجمالي استثماراتها الأمريكية الحالية تريليون دولار، وفقًا لسفارتها في واشنطن.

وفقا لتقرير، لكن لن يكون من السهل على أبوظبي تحقيق هدفها المتمثل في أن تصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031 دون امتلاكها لرقائق أمريكية دقيقة متطورة.

فخلال الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس السابق جو بايدن، شددت الولايات المتحدة القيود على صادرات الذكاء الاصطناعي لإبعاد التكنولوجيا المتقدمة عن أيدي خصوم أجانب وكان من المقرر أن تدخل هذه القيود حيز التنفيذ في 15 مايو. وكانت الإمارات إحدى الدول التي تواجه قيودًا، وقد تتوقع رفعها خلال زيارة ترامب، وهو ما حدث في اعلان يوم الخميس، حيث قالت واشنطن أن ترامب سيلغي مجموعة من القيود التي فرضتها إدارة بايدن.

الدبلوماسية القطرية


قطر الدولة الخليجية العربية الأكثر رسمية من حيث العلاقات الأمنية مع امريكا فهي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، والتي تصفها وزارة الخارجية الأمريكية بأنها "لا غنى عنها" للعمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.

وبحكم موقعها، كان لقطر دور الوساطة في عدد من النزاعات من حرب أفغانستان الى غزة، ويقول الخبراء إن هذا الامر يرجع الى محاولات الدوحة للحفاظ على مكانة في نظر واشنطن، كما تحافظ الدوحة على علاقات وثيقة مع الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، الذي يسعى جاهدًا لرفع العقوبات الغربية المفروضة على بلاده منذ سنوات.

وصرح مسؤول مطلع لشبكة CNN يوم الخميس بأنه من المتوقع أن تكون سوريا قضية رئيسية ستطرحها قطر مع ترامب خلال زيارته. وأضاف أن الدوحة تضغط على إدارة ترامب لرفع العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر، مضيفًا أن قطر حذرة من تقديم أي دعم لسوريا دون موافقة واشنطن.

نتنياهو يحرج ترامب


ووفقا لرويترز، تسببت حرب غزة في حرمان ترامب من هدف لطالما غب به وهو استئناف اتفاقيات ابراهام والتطبيع الإسرائيلي، وراء الكواليس، يضغط المسؤولون الأمريكيون سرًا على إسرائيل للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار في غزة وهو أحد الشروط المسبقة للسعودية لأي استئناف.

صرح مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لجمهور في السفارة الإسرائيلية بواشنطن هذا الأسبوع أنه يتوقع قريبًا إحراز تقدم في توسيع اتفاقيات إبراهيم، مع ذلك، قال مصدران إن معارضة نتنياهو لوقف دائم للحرب أو إقامة دولة فلسطينية تجعل إحراز تقدم في محادثات مماثلة مع الرياض أمراً مستبعداً.

وقال دينيس روس، المفاوض الأمريكي السابق، إن ولي العهد السعودي يحتاج إلى انتهاء حرب غزة وإيجاد مسار موثوق لإقامة دولة فلسطينية "قبل أن يعاود الانخراط في قضية التطبيع".

وأضاف مصدران لرويترز أن ترامب المحبط من تأثير أزمة غزة المطولة على جهود التطبيع، قد يستغل زيارته للكشف عن إطار عمل أمريكي لإنهاء الحرب التي استمرت 18 شهراً، وأضافا أن الخطة قد تؤدي إلى إنشاء حكومة انتقالية وترتيبات أمنية جديدة لغزة بعد الحرب، مما قد يعيد تشكيل الدبلوماسية الإقليمية ويفتح الأبواب المغلقة الآن.

ومن اللافت للنظر أن ترامب لم يعلن عن زيارة لإسرائيل ضمن جولته في المنطقة وامتنع مؤخرًا عن الحديث عن خطته "ريفييرا غزة" التي أثارت غضب العالم العربي باقتراحها إعادة توطين جميع سكان غزة وملكية الولايات المتحدة للقطاع.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة