يستعد بيت الشعر العربى ، بإدارة الشاعر سامح محجوب، على مدار يومى 17 و18 مايو، لتقديم (ملتقى بيت الشعر العربى الأول.. للنص الجديد)، ويدعو فيه 50 شاعرًا تحت سن الأربعين من جميع ربوع مصر للمشاركة فى الملتقى، ويقوم "اليوم السابع" بنشر قصائد الشعراء تباعًا..

"مَدِيْحٌ إِلَىٰ حَوَّاءَ" لـ محمد فتحي حرب
تُرَاقُ جُفُوْنٌ؟! أَمْ تُرَاقُ جِفَانُهَا؟!
أَمِ الْفِتْنَةُ الْغَرَّاءُ يُغْرِي افْتِتَانُهَا؟!
أَنَا وَابْنَةُ الْأَيَّامِ فِي الْمُنْتَهَىٰ مَعًا
صَدِيْقَانِ -مُنْذُ الْبَدْءِ-: شَانِي وَشَانُهَا
مَدِيْنٌ إِلَىٰ "حَوَّاءَ" مِنْ مَاءِ "آدَمٍ"
إِلَىٰ صَخْرَةِ الْإِنْسَانِ يَدْنُو اقْتِرَانُهَا
عَلَىٰ صَخْرَةٍ فِي الْمَاءِ تُقْطَفُ مَوْجَةٌ
-إِذَا قَالَتِ الصَّحْرَاءُ-: آنَ أَوَانُهَا
إِذَا سَدَّدَ الرَّامِي إِلَيْهَا سِهَامَهُ
تَلَقَّاهُ كَالطِّفْلِ الْوَلِيْدِ سِنَانُهَا
لَهَا لُؤْلُؤٌ فِي الرُّوْحِ أَيُّ زُمُرُّدٍ
-إِذَا نَظَرَ الرَّائِي- يُضِيْءُ جُمَانُهَا؟!
تُرَاعِي تَرَاتِيْلَ الْحَنِيْنِ بِخَافِقِي
كَمِئْذَنَةٍ فِي الْقَلْبِ يَعْلُو أَذَانُهَا
أَرَقُّ مِنَ الْمَاءِ الْمُصَفَّىٰ حَنِيْنُهَا
وَأَرقَىٰ مِنَ الشِّعْرِ الْمُقَفَّىٰ حَنَانُهَا
هِيَ الرُّوْحُ وَالرَّيْحَانُ وَالْهَاءُ وَالْهَوَىٰ
تَرُوْحُ رِيَاحٌ أَوْ يَهُوْنُ هَوَانُهَا
مُقِيْمَانِ فِي الْعَلْيَاءِ: وَجْهٌ وَوِجْهَةٌ
مَكَانَتُهَا أَعْلَىٰ الْعُلَا وَمَكَانُهَا
تُسَابِقُ أَرْضَ الْعَادِيَاتِ خُيُوْلُهَا
وَيَسْبِقُ أَيَّامَ الصَّهِيْلِ زَمَانُهَا
حَرُوْنٌ كَأَنَّ الْأَرْضَ تَشْهَقُ تَحْتَهَا
وَيَصْهَلُ مِنْ فَوْقِ السَّمَاءِ حِصَانُهَا
وَحَيْثُ هُوَ الْإِنْسَانُ تَصْبُوْ صَبَابَةٌ
وَحَيْثُ هِيَ الدُّنْيَا تُجَنُّ جِنَانُهَا
رَبِيْبَةُ أَيَّامٍ وَرَبَّةُ مَنْزِلٍ
لَهَا خَانَةٌ فِي الشَّمْسِ وَالظِّلُّ خَانُهَا
سَلِيْلَةُ جِذْرٍ يَنْتَمِي لِسُلَالَةٍ
يُعَبِّرُ عَن مَّاءِ التُّرَابِ امْتِنَانُهَا
تُجَايِلُهَا الْأَجْيَالُ أُمٌّ وَأُمَّةٌ
تُوَحِّدُ إِحْدَىٰ الْحُسْنَيَيْنِ حِسَانُهَا
بِإِيْمَانِهَا الضَّوْئِيِّ تُؤْمِنُ أَشْمُسٌ
وَيُشْرِقُ إِنْسَانٌ وَيُظْلِمُ جَانُهَا
-يَقِيْنًا- بِهَذَا الْمَاءِ: تَنْبُعُ صَخْرَةٌ
وَتَنْبُتُ أَشْجَارٌ وَيُوْرِقُ زَانُهَا
سَتَمْنَحُهَا الْأَيَّامُ أَسْمَىٰ أَمَانَةٍ
وَتَعْطِي يَمِيْنُ الْأَرْضِ وَهْيَ يَمَانُهَا
إِذَا وُزِنَتْ بِالْأَرْضِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ
يَمِيْلُ بِأَعْلَىٰ الْكِفَّتَيْنِ اتِّزَانُهَا
حَصَانٌ وَلِلْعُشَّاقِ أَحْصِنَةُ الْهَوَىٰ
وَمَعْشُوْقَةٌ أَعْلَىٰ الْحُصُوْنِ رَزَانُهَا
وَنَحْنُ مُلُوْكُ الْعِشْقِ وَهْيَ مَلِيْكَةٌ
وَهُنَّ أَمِيْرَاتُ الْحَرِيْرِ قِيَانُهَا
كَسَبْعٍ عِجَافٍ فِي صَهِيْلِي وَغُرْبَتِي
تُحَمْحِمُ عَنْ خَيْلِ الْمَنَافِي سِمَانُهَا
لَقَدْ وَعَدَ "الرَّحْمٰنُ" زَمْزَمَ "هَاجَرٍ"
بِأَنْ تَحْفَظَ الْمَاءَ الْمَهِيْنَ حِضَانُهَا
فَلَمْ يَقْتَرِنْ بِالصَّخْرِ إِلَّا مِزَاجُهُ
وَلَمْ يَمْتَزِجْ بِالْمَاءِ إِلَّا قِرَانُها
هُنَا ظِلُّهَا الْعَالِي مَدِيْحُ شُجَيْرَةٍ
إِلَىٰ شَجَرِ الصَّحْرَاءِ يَخْرُجُ بَانُهَا
إِذَا انْطَفَأَتْ فِي الْأَرْضِ خَمْسُ أَصَابِعٍ
يُضِيْءُ إِلَىٰ شَمْسِ الْأَعَالِي بَنَانُهَا
كَأَنَّ "الْبَلَاغِيِّيْنَ" لَمْ يَكْتُبُوْا فَمًا
إِذَا قَرَأَ الشِّعْرَ الْكَلِيْمَ لِسَانُهَا
تُصَحِّرُهَا الصَّحْرَاءُ تَنْبُعُ أَنْهُرٌ
كَأَنَّ عَذَارَىٰ لَا يُرَامُ خِتَانُهَا
عَلَىٰ شَجَرِ الدُّنْيَا أَضَاءَتْ يَمَامَةٌ
قَدِ اجْتَازَ أَسْرَابَ الشُّمُوْسِ رِهَانُهَا
محمد فتحي حرب
حاصل على ليسانس اللغة العربية والعلوم الإسلامية
كلية دار العلوم جامعة الفيوم
الجوائز:
جائزة بيت الشعر بالأقصر للنشر عن ديوانه "كنسر على الأيام" 2021.
-المركز الأول في مسابقة "مدن القصائد" "مدينة: مُرَّاكش" منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) 2024م في إطار الاحتفاء بعواصم الثقافة ضمن برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي.