دب الخلاف من جديد في إسرائيل بسبب استمرار الحرب على قطاع غزة الفلسطيني، فبين المؤيد والمعارض لاستمرار العمليات القتالية وتوسيعها يشتعل الخلاف، رغم الحصار المفروض على المدينة منذ السابع من شهر أكتوبر 2023، ومنع الماء والغذاء والدواء من الوصول للسكان، يصّر بنامين نتنياهو رئيس الحكومة، على القتال.
وقرر نتنياهو، توسيع العمليات على القطاع المحاصر، وقال في تصريحات إعلامية، إن "الهجوم الجديد على غزة سيكون مكثفا، ولن نتخلى عن الأراضي في غزة بعد أن نشن الغارات المكثفة، مضيفا: "بعد الحرب يجب التحقيق في كل شيء ومع الجميع، وقررنا تنفيذ عملية قوية في غزة للقضاء على حماس وهذا سيساعد في استعادة المختطفين".
وأضاف: "أنا مع تشكيل لجنة تحقيق حكومية في أحداث 7 أكتوبر لكن بعد انتهاء الحرب، ولا يمكن أن ينشغل ضباط الجيش وقادته بالبحث عن محامين للدفاع عنهم وهم في خضم الحرب، متابعا: "قواتنا لن تشن غارات ثم تتخلى عن الأراضي في غزة بل ستبقى فيها، وسيتم نقل سكان غزة من أجل حمايتهم خلال الهجوم".
لكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال إيال زمير، يرى أن توسيع العمليات العسكرية على القطاع، سيؤدي إلى فقدان "الرهائن" المحتجزين بيد الفصائل منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأفادت القناة 13 أن إيال زمير، حذر الوزراء في الأيام الأخيرة من أن إسرائيل "قد تفقد" الرهائن في غزة إذا شنت عملية واسعة النطاق في القطاع.
ونقلت الشبكة عن زمير قوله في اجتماع ”في خطة لمناورة واسعة النطاق، لن نصل بالضرورة إلى الرهائن. ضعوا في اعتباركم أننا قد نفقدهم"، كما نقلت الشبكة عن زمير قوله إن هدفي الحرب المتمثلين في هزيمة حماس وإنقاذ الرهائن "يشكلان مشكلة فيما يتصل ببعضهما البعض".
وقالت القناة 13 إن الوزراء لم يتأثروا بتصريحات زمير، وأن الجيش من المرجح أن يكثف عملياته في غزة قريبا.
وتجادل عائلات الرهائن في هذا الأمر، لكن القادة السياسيين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أصروا على أن الضغط العسكري سيساعد في التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن.
ورد منتدى عائلات المختطفين على التقرير قائلا: "إن تحذير رئيس الأركان يجب أن يبقي كل إسرائيلي مستيقظا طوال الليل. الغالبية العظمى من الشعب متحدة حول فهم أن النصر الإسرائيلي لا يمكن تحقيقه دون إعادة المختطفين إلى ديارهم. فقدان المختطفين يعني هزيمة إسرائيل. الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي يعتمدان على عودة جميع المختطفين، حتى آخرهم".
في السياق ذاته، نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "تل أبيب تحاول استغلال زيارة ترامب مع استدعاء الاحتياط للضغط على حماس، ولا توجد أي خطط لزيارة ترامب لإسرائيل لكنه قد يقرر ذلك فجأة.
وأكد المسئول الإسرائيلي، أن "واشنطن تنسق معنا بشأن توسيع عملية غزة، لافتا إلى أن "إذا وافقت حماس على شروطنا فسيطلق سراح بقية الأسرى وتنتهي الحرب".
من جانبه قال زعيم حزب معسكر الدولة الإسرائيلي بيني جانتس، إن "نتنياهو يتحدث اليوم عن مخطط جديد للنصر، لكن الإسرائيليين سئموا هذا الكلام، وإذا واصلنا تضييع الوقت فسنستيقظ ذات يوم لنكتشف أنه لم يعد هناك مختطفون أحياء في غزة، وحكومتنا منشغلة بتقسيم الشعب وليس بالانتصار في غزة".
أما زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، قال إن "الحرب التي تقرر خوضها هي حرب من أجل السلطة، والحكومة مستعدة لدفع أي ثمن من أجل البقاء في الحكم حتى لو على حساب حياة المختطفين أو الجنود".