يستعد بيت الشعر العربى، بإدارة الشاعر سامح محجوب، على مدار يومى 17 و18 مايو لتقديم (ملتقى بيت الشعر العربى الأول.. للنص الجديد)، ويدعو فيه 50 شاعرًا، تحت سن الأربعين من جميع ربوع مصر، وذلك للمشاركة فى الملتقى، وسيقوم "اليوم السابع" بنشر قصائد الشعراء تباعًا.
بيت الشعر العربي
"شُرود" لـ حازم مصطفى
إلى أينَ فرَّت طفولةُ روحِكَ
أين الفتى المطمئنُّ ؟
وأين العيونُ التي أَسْكرَتْكَا
وأين المقاهي التي سهَّرَتكَا
وأين الزمانُ الذي لا يئنُّ ؟
لقد صِرتَ مثل عمودِ الإنارةِ
مِنْ حولِك الناسُ تنأَى وتدنُو
حياتُكَ.. قد أفْقدَتْكَ الحياةَ
ولم يبقَ إلا صدى ذكرياتٍ
وقلبٌ مُسِنُّ
تحِنُّ إليكَ الأراضي التي صافحَتْها خُطاكَ
فيا ليتَ بِنْتَ الأراضي تحِنُّ !
ويا ليتني كنتُ فأسًا يُحطِّمُ رأسَ الملَلْ
أو جنينًا يراوغُ هذا الزمانَ
ويسرقُ منه الأجَلْ
فكيفَ أواسيكِ يا أرضُ؟
أنتِ الجريحةُ مثلي..
مُضرَّجةٌ بالدموعِ ومفجوعةٌ بالهوى الآدميِّ
مُسَلْسَلَةٌ في سجونِ الحضاراتِ
يقتَطِعونَ ظِلالَكِ..
يستنزفونَكِ حتى تشيخي
وتبيضَّ أطيانُكِ المُزهرَةْ
أنا الآنَ مِثْلُكِ.. لا بسمةٌ في شفاهي
ولا في يدي مَقدِرَةْ !
أسائلُ نفْسِيَ:
ماذا إذا كنتُ أسطورةً..
في عيونِ السما أنْتَفِي
وأصنعُ عالَمِيَ الفذَّ..
أركضُ أسرعَ مِنْ أيِّ ضوءٍ
إلى أنْ تفيضَ بقلبي الفضاءاتُ،
أو أخْتَفِي !
أسائلُها:
أينَ يَكْمُنُ سِرُّ الأسَى والجُمودْ؟
وأين تكونُ الحياةُ بَراحًا
لِنجتازَ كلَّ الحدودْ؟
وكيفَ نعيشُ؟
وكيفَ نموتُ؟
وكيفَ تُكَسَّرُ أقفالُ هذا الوجودْ؟
أنا حَبَّةُ الرملِ داخلَ صَحْراءِ كَوْنٍ فسيحٍ
فليسَ لِيَ الآنَ إلا الشُّرودْ !
خُذينيَ يا ريحُ نحو أعالي الجبالِ
ونحوَ الكهوفِ
ونحوَ الفراغِ الوسيعْ
أنا لا ورائيَ حُلْمٌ
ولا في جيوبِيَ زهرُ الربيعْ
خُذيني _ ولا تتركيني_
إلى أنْ أضيعْ
حازم مصطفى
حازم مصطفى مصطفى
شاعرٌ مصريٌّ، فاز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية في شعر الفصحى بمهرجان إبداع الجامعات (الموسم الثالث عشر) عام 2025، وتم اختياره ضمن الفائزين بالمراكز العشرة الأولى (القائمة الطويلة) على مستوى الوطن العربي في جائزة صلاح الدين للشعراء الشباب التابعة لاتحاد الكتاب والأدباء في صلاح الدين بدولة العراق عام 2024.
وله ديوانٌ تحت الطبع بعنوان "غنَّيتُ لِكَيْ أتأكَّدَ مِنْ صوتي".