كلمة بابا مشتقة من اليونانية "باباس" وتعني الأب، ويترأس البابا الكرسي الرسولي، الحكومة المركزية للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، التي تُعد أكبر طوائف المسيحية الثلاث الكبرى.
كان لقب "بابا" يُطلق على جميع أساقفة الكنيسة الغربية في البداية، لكن فى عام 1073 قصر البابا غريغوريوس السابع استخدامه على أسقف روما، مما أكد ممارسة موجودة بالفعل منذ القرن التاسع، ولا يزال اللقب يُستخدم أيضًا لبطريرك الإسكندرية، قائد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
بحسب أقدم قوائم خلفاء أساقفة روما، التى نقلها إيريناوس وهيجيسيبوس وشهد بها المؤرخ يوسابيوس، فقد تولى لينوس المنصب بناءً على تعيين من الرسولين بطرس وبولس، بعد تأسيسهما للكنيسة المسيحية في روما، بناءً على هذا، يُمكن اعتبار لينوس أول بابا، لكن منذ أواخر القرن الثانى أو أوائل القرن الثالث الميلادى، بدأ الاعتقاد بأن بطرس نفسه هو أول بابا.
إيريناوس يشير إلى أن لينوس هو نفس الشخص المذكور في العهد الجديد، حيث ورد اسمه في وداع الرسالة الثانية إلى تيموثاوس (2 تيموثاوس 4:21)، وكان برفقة بولس في روما قرب نهاية حياته.
بعيدًا عن الإشارة إلى روما في رسالة بطرس الأولى، لا توجد أدلة تاريخية واضحة على أن القديس بطرس كان أول أسقف لروما أو أنه استشهد هناك، رغم أن التقاليد تقول إنه صُلب رأسًا على عقب خلال اضطهاد المسيحيين في منتصف الستينيات الميلادية.
ومع ذلك مع نهاية القرن الأول، كان هناك اعتراف بوجود بطرس في روما، مما منح المدينة مكانة خاصة، ربما بسبب ادعائها احتواء قبرى القديسين بطرس وبولس، وفي عام 1939 عُثر تحت مذبح بازيليكا القديس بطرس على ما يُعتقد أنه عظامه، وأكّد البابا بولس السادس هذا الاكتشاف عام 1965.
مركزية روما تعززت أكثر بفضل شهدائها العظام، ودفاعها عن العقيدة الأرثوذكسية، وأيضًا لكونها عاصمة الإمبراطورية الرومانية.
ومع نهاية القرن الثاني، ازدادت أهمية روما مع ظهور "نظرية بطرس"، التي تقول إن المسيح عيّن بطرس ممثلًا له وقائدًا للكنيسة، وأن سلطته هذه انتقلت إلى خلفائه من أساقفة روما، وحسب هذه النظرية، قال له المسيح: "أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي، وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات" (متى 16: 18-19).
رغم الغموض الذي يكتنف الكثير من تفاصيل حياة الباباوات الأوائل، إلا أن الباحثين يتفقون على أن أساقفة روما كانوا يُنتخبون كما يُنتخب الأساقفة الآخرون، عبر تصويت رجال الدين وسكان المدينة، لكن الانتخابات لم تكن دائمًا سلمية، فكثيرًا ما تدخل الأباطرة لدعم مرشحين أو فصائل معينة، حتى أصبح الأباطرة يتولون إدارة الانتخابات بأنفسهم.