تشتهر محافظة كفر الشيخ بزراعة العديد من المحاصيل الرئيسية والهامة، منها الأرز فتنتج 42% من إنتاج مصر، كما تم زراعة 235 ألف فدان قمح، كأكبر المحافظات زراعة له، إضافة لإنتاجها أكثر من 50% من محصول البنجر، أما محصول الكتان فتزرع محافظة كفر الشيخ 12 ألف فدان بنجر، بينما تتم زراعة 57 ألف فدان في المحافظات المصرية.
وتشهد الحقول بمحافظة كفر الشيخ، أعمال حصاد الكتان" الذهب الأخضر"، وهو من المحاصيل الهامة، والتي يتم تصدير منتجاتها، والتي تدخل في العديد من الصناعات، سواء المواد الغذائية أو الملابس أو نوع من الأخشاب، وغيرهم من الصناعات، وله فوائد طبية متعددة.
وتم نقل الكتان عبر سيارات النقل والجرارات الزراعية، للمصانع بمحافظة الغربية، ويقبل الفلاحين على زراعته نظرا لأهميته الاقتصادية الكبيرة، لدوره الكبير فى توفير العملة الصعبة، وتوفير آلاف فرص العمل للعمالة.
أكد الدكتور محمد بركات، وكيل وزارة الزراعة بكفر الشيخ، أن المحافظة تهتم بزراعة الكتان، لأنه من بين المحاصيل التي تدر ربحا للفلاح، فتم زراعة 12 ألف فدان، والكتان، أحد الكنوز المصرية، وهو من أقدم محاصيل الألياف التي استعملها الإنسان في صناعة ملابسه، وأيضاً كغذاء، ويعد محصول الكتان من أقدم المحاصيل التي زرعها قدماء المصريين منذ 7000 سنة، حيث تفوقوا وبرعوا في غزل أليافه لإنتاج أقمشة كتانية فاخرة، وتوسعت الدولة في زراعته هذا العام بإجمالي 57 ألف فدان على مستوى الجمهورية.
وأوضح محمود حمزة، فلاح، يتم حصاد الكتان بطريقتين إما بعملية الخلع ويقوم به مزارعين وعمال، أو حصاده بالآلة المخصصة لذلك، وبعدها يتم فرد الكتان فى المفارش وإحضار جرارات تقوم بالسير على أكوام الكتان، لتحميل أعواد الكتان على هذه الجرارات، وهناك آلات تعمل على فصل البذور عن القش، ليتم بعد ذلك تجميعها فى شكائر وتوزيعها على الشركات والمصانع، لاستخدامها فى تصنيع الزيت الحار والزيوت الصناعية، واستخدام القشر كعلف غني بالبروتين للحيوانات والطيور.
وأكدت مريم جاب الله، مهندسة زراعية، للإستفادة من الكتان يتم عبر عدد من المراحل منها، الحصاد ونقله عقب تربيطه، ثم إنزاله في معاطن وهي أحواض خرسانية ممتلئة بالمياه، يتم غمس الكتان فيها لمدة ما بين 12 ل 15 يوم، وهى مرحلة هامة يتم فيها استخلاص الألياف من الساق، والتي تدخل فى تصنيع أقمشة الكتان وتُصدر للخارج، مشيرة إلى ان الكتان يستخدم فى تصنيع الخشب الحبيبي، وتشمل مراحل التصنيع والتنفيض والتكسير لفصل الشعر عن الساق، وتجميع الألياف،ثم مرحلة التمشيط لفك التكتلات الموجودة فى الألياف وتنظيفها من الشوائب، حتى الوصول للمنتج النهائي وهو " الصنعة" والتي يتم تصديرها للخارج، لتصنيع أجود أنواع الأقمشة الكتان والتي تدخل فى صناعة البدل والقمصان والبناطيل، إضافة لإستخلاص الزيوت من البذور.
وأكد الدكتور محمد أبو زيد، مدير محطة البحوث الزراعية بسخا، أن الكتان محصول ثنائي الغرض حيث ينتج الزيوت والألياف ويتم زراعة، 6 أصناف من الكتان وهى جيزه 9 و11 و12. وسخا 3 و5 و6 وهى أصناف مقاومة للأمراض مثل الرقاد واللفحة والصدأ والبياض الدقيقى ومبكرة فى النضج. ويتم حصاد الكتان فى الثلث الاخير من شهر أبريل.
وأضاف أبو زيد، أن عملية الحصاد تتم بطريقتين الأولى يتجه لها الفلاح، بالتقليع اليدوي وأخذ قبضة من النبات ولفها ونزعها من الأرض وازالة الطين العالق بها ثم تترك النباتات لمدة يومين أو ثلاثة لضمان جفافها، تليها مرحلة ترتيب اعواد الكتان من حيث الطول والنعومة وكبسها في بالات، والطريقة الثانية الحصاد بالألة، وعقب جفاف الأعواد، يتم نقله عبر جرارات وسيارات نقل، والكتان له أهمية اقتصادية، وتستخدم أليافه الناعمة في صناعات المنسوجات الكتانية، كما يستخدم الألياف المتوسطة لصناعة الأقمشة الخاصة للمفروشات المنزلية،وكما تستخدم الألياف القصيرة في صناعة أقمشة قلوع المراكب وخراطيم الحرائق وأوراق الطباعة والبنكنوت والدوبارة.
أكد الدكتور محمد عبد الكريم، وكيل محطة البحوث الزراعية بسخا، أن محصول الكتان من أقدم محاصيل الألياف التي استخدمها الإنسان في صناعة ملابسه وقد عثر على تلك المنسوجات في َمقابر قدماء المصريين والتي يرجع تاريخها إلي 5 آلاف عام قبل الميلاد ،والكتان نبات شتوي تبدأ زراعته في النصف الأول من شهر نوفمبر ويشترط ألا تتجاوز زراعته الأسبوع الثالث من هذا الشهر لعدم ضعف إنتاجية الفدان إلى الثلث ويفضل زراعته في الأراضي الطينية الخفيفة او الرملية وتجنب الاراضي المالحة او الموبوءة بالحشائش.
وأضاف عبد الكريم، أن الكتان من محاصيل الألياف التي تزرع في مصر للحصول على أليافه لصناعة النسيج وبذوره لاستخراج الزيت الحار تستخدم أليافه في العديد من الصناعات الهامة مثل صناعة المنسوجات الكتانية وأقمشة قلوع المراكب وخراطيم الحريق وأوراق الطباعة، والبنكنوت، ومن بذور الكتان يستخرج زيت الطعام، "الزيت الحار" كما يستعمل الزيت المغلي منه، في صناعة البويات والورنيشات.
وأكد الدكتور محمد سعد، استشاري جراحة الأورام، بذور الكتان تحتوي على أكثر من 98% من مادة ليجنام المضادة للسرطان، و97% أكثر من الألياف وأوميجا 3، وهذه المواد تفيد فى تقليل الكولسترول وأعراض ما قبل الدورة والإقلال من الوزن ومرض السكر، وكذلك يعالج أمراض الكبد وذلك بأخذ ملعقة فى الصباح كل يوم ولمدة شهر كامل.

الدكتور محمد عبد الكريم وكيل مركز البحوث بسخا

الكتان عقب حصاده وتركه لتنشف أعواده

الكتان قبل حصاده

تقليع الكتان

حصاد الكتان بكفر الشيخ

ماكينة حصاد الكتان