عرف المصريون القدماء كتابة الخطابات بل وكانت هناك مكاتبات رسمية موجهة للمالك المجاورة ومنها مملكة الحيثيين كما هو واضح في رسائل العمارنة المتواجد بعض منها في المتحف البريطاني والمسجلة باللغة الأكادية المسمارية وهو أغرب ما في هذه المسألة إذ لم تكتب الرسائل بالهيروغليفية بل كتبت بالأكادية المسمارية لغة البلد المرسل إليها الخطابات كما يحدث الآن تماما في المراسلات المكتوبة باللغة الإنجليزية مثلا للدول الناطقة بها.
تتكون الرسائل بشكل أساسي من مراسلات دبلوماسية بين الحكام المصريين وممثليهم في مملكتي كنعان وأمورو أو قادة المملكة المجاورة خلال عصر المملكة المصرية الحديثة بين 1360-1332 قبل الميلاد وعُثر على الرسائل في صعيد مصر في تلالعمارنة وهو الاسم الحديث للعاصمة المصرية القديمة التي أسسها الفرعون أخناتون (1350-130 قبل الميلاد) خلال عهد الأسرة الثامنة عشرة في مصر.
الخط المعروف باسم الأكادية المسمارية، هو نظام الكتابة الذي كان منتشرًا في بلاد ما بين النهرين القديمة، وليس في مصر القديمة، وقد وُصفت اللغة المستخدمة في الكتابة أحيانًا بأنها لغة مختلطة من الكنعانية والأكادية.
يبلغ مجموع الألواح المكتشفة 382 لوح طيني "الخطابات" منها 358 تم نشرها من قبل عالم الحضارة الآشورية النرويجي يورغين كنودتزون في كتابه (Die El-Amarna-Tafeln) ، والذي صدر في مجلدين عامي 1907 و 1915) ولا يزال حتى اليوم يعتبر المرجع الشامل عن هذه الرسائل.
أحد الخطابات يروي أن الحاكم الحثي، شوبيلوليوما الأول، أثناء محاصرته لمدينة كركميش، تلقى رسالة من ملكة المصرية، الرسالة تقول: لماذا تقول إنهم قد خدعوني هكذا، لو كان لدي ابن أكنت كتبت عن عاري وعار بلدي لأجنبي؟ أفأنت لا تصدقني وتقول هذا الكلام لي!
فمن كان زوجي قد مات، ولا ابن لديّ!. ولن اتخذ خادما لي كزوج! أنا لم أكتب لأي بلد آخر، لك أنت وحدك كتبت! إنهم يقولون إن لديك أبناء كثيرون: لذا أعطني واحدا منهم! لي سيكون زوجا، لكن لمصر يصير ملكًا.
تعتبر هذه الوثيقة غير عادية، حيث إن المصريين تقليديًا كانوا يعتبرون الأجانب أدنى منهم، شوبيلوليوما الأول اندهش وقال لمستشاريه: لم يحدث لي شيء كهذا في حياتي كلها!
أرسل شوبيلوليوما مبعوثًا للتحقق وأخيرًا أرسل أحد أبنائه، زانانزا، لكن الأمير مات في الطريق، وربما تم قتله.