يستمر بابا الفاتيكان ، البابا فرانسيس، فى المكوث بمستشفى جيميلى فى روما لليوم الثامن، منذ الجمعة الماضية، وسط حالة من القلق على حالة البابا الصحية، وإشاعات عن تدهور صحته، والتى كانت آخرها استعداد الحرس السويسرى للجنازة، وهو ما تم نفيه، ويصدر الفاتيكان يوميا بيانا لتطور حالة البابا.
الاستعدادات للجنازة
ونفى الحرس السويسرى اليوم الجمعة، ما نشرته بعض وسائل الإعلام أمس من شائعات حول الاستعدادات لجنازة بابا الفاتيكان، إثر دخوله المستشفى في روما، وقال في بيان "ليست هناك استعدادات لجنازة بابا الفاتيكان داخل الحرس السويسرى".

وأشارت صحيفة "زينيت" الإيطالية، إلى أن الحرس السويسري نفى بشدة التقارير التي تفيد بأنه يستعد لجنازة بابوية، وقال "إيليا سينوتي"، المتحدث باسم الحرس السويسرى، إن هذه المزاعم "أثارت هناك حالة من القلق داخل الحرس السويسري، ونحن نواصل مهامنا كالمعتاد ونصلي من أجل شفاء البابا العاجل".
وتأتي تعليقاته في الوقت الذي لا يزال فيه فرانسيس يتلقى الرعاية الطبية في مستشفى جيميلي في روما، حيث تم نقله إلى المستشفى بسبب إصابته بالالتهاب الرئوي الثنائي. اكتسبت الشائعات حول ترتيبات الجنازة زخما كبيرا في الأيام الأخيرة، بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بحالة البابا، لكن الفاتيكان نفى هذه التكهنات، مؤكدين أنه لم يتم اتخاذ أي تدابير استثنائية.
ويتألف الحرس السويسري من نحو 130 رجلاً، ويقوم بحماية الباباوات منذ عام 1506، وعلى الرغم من غياب البابا فرانسيس عن الفاتيكان منذ 14 فبراير، بسبب دخوله المستشفى، فإن الحراس يواصلون أداء واجباتهم الروتينية، بما في ذلك تأمين مسكنه في دوموس سانت مارثا تحسباً لعودته.
تطورات صحة البابا فرانسيس
وأفاد الفاتيكان أن البابا فرانسيس يواصل تقدم وتحسن طفيفا في صحته ، بعد دخوله المستشفى بسبب الالتهاب الرئوي الثنائى ، الذى استلزم استمراره في المستشفى مع تكثيف الأدوية لتشمل كورتيزون ومضادات حيوية.

ولم يقدم الفاتيكان حتى الآن جدولا زمنيا محددا لخروج البابا من المستشفى، لكن المسؤولين أكدوا أن صحته لا تزال مستقرة، ويبقى التركيز على تعافي البابا وليس على ترتيبات الجنازة الافتراضية.
وأضاف الفاتيكان أن الباب قضة ليلة هادئة آخرى في المستشفى ، وأصبح غير مصاب بالحمى ، كما أن معايير الدورة الدموية لديه مستقرة.
وكان البابا قد تم تشخيصه في البداية بأنه مصاب بالتهاب الشعب الهوائية، لكن الفحوصات اللاحقة أكدت أنه يعاني من الالتهاب الرئوي في كلتا الرئتين، مما أدى إلى تغيير علاجه إلى علاج أكثر تعقيدًا يتضمن المضادات الحيوية والكورتيزون.
وزارت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الأربعاء، الماضى البابا في المستشفى ووصفت لقاءهما بأنه كان دافئا وإيجابيا. "أنا سعيدة جدًا لأنني وجدته متيقظًا ، وقالت ميلوني في بيان "نمزح كما هو الحال دائمًا، فهو لم يفقد حس الفكاهة المميز لديه".
وبحسب صحيفة "كورييري ديلا سيرا"، رد البابا بسخرية على الشائعات الكاذبة حول وفاته والتي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي قبل وقت قصير من زيارته.
وقال البابا مازحا، بحسب وسائل إعلام إيطالية، "صلى أحدهم من أجل أن يذهب البابا إلى الجنة، لكن الله ظن أنه سيتركني هنا على أي حال". وأضاف ساخرا: "أعلم أن هناك أشخاصا يقولون إن وقتي قد حان، وهم دائما يدعون إلى سوء الحظ".
تاريخ البابا الطبى
وهذه هي المرة الرابعة منذ عام 2021 التي يُضطر فيها فرانسيس إلى دخول المستشفى بسبب حالته الصحية الدقيقة. وفي السنوات الأخيرة، خضع البابا لعمليات جراحية في القولون والفتق، ويعاني من مشاكل مزمنة في الركبة تجبره على التنقل على كرسي متحرك.
ويشمل تاريخه الطبي أيضا نوبات متكررة من الأنفلونزا ومضاعفات الجهاز التنفسي، والتي تفاقمت بسبب الاتهاب الذي عانى منه في شبابه والذي أدى إلى إزالة جزء من إحدى رئتيه، ورغم التاريخ الطبي للبابا، أعرب القس والطبيب أندريا فيسيني عن أمله في شفائه.
ويظل البابا فرانسيس تحت إشراف طبي صارم، ولم يعلن الفاتيكان بعد عن موعد خروجه. في هذه الأثناء، يواصل فريقه الأقرب إدارة جدول أعماله، في انتظار تقدمه في الأيام المقبلة، حيث أن أجندة البابا ملغاة حتى الأحد المقبل.