تبدأ واحدة من أهم المحاكمات فى تاريخ المحاكم الأرجنتينية فى 11 مارس المقبل، وستكون محط أنظار الصحافة العالمية، حيث أنها محاكمة قتلة أسطورة كرة القدم دييجو أرماندو مارادونا، والتى سيتم فيها توضيح كل شئ حدث أدى إلى وفاته من قبل فريقه الطبى.
وأشارت صحيفة باخينا 12 الأرجنتنينية، إلى أن القضية -التى كان من المفترض أن تبدأ فى أكتوبر الماضي- تتكون من 52 صفحة من الملفات، وسيكون هناك 109 شهود -ربما يتم تقليص العدد فى جلسات الاستماع التمهيدية- وسيتم الاستماع إلى مئات التسجيلات الصوتية فى مناقشة شفوية فى المحكمة رقم 7 فى سان إيسيدرو، على مشارف بوينس آيرس، ضد سبعة من المتهمين الثمانية.
وسيتم تحليل ما إذا كان أى من المتهمين قد تدخل بأى شكل من الأشكال فى وفاة الفتى الذهبى فى 25 نوفمبر 2020، أثناء عملية جراحية فى منزل فى حى خاص فى سان أندريس، فى تيجرى، على بعد حوالى 30 كيلومترًا من العاصمة الأرجنتينية.
ومن بين المتهمين جراح الأعصاب ليوبولدو لوتشيانو لوكى، والطبيبة النفسية أجوستينا كوزاخوف، والطبيب النفسى كارلوس أنخيل دياز، الذين كانوا جزءًا من الفريق الطبى الشخصى الذى عالج مارادونا.
كما وجهت الاتهامات إلى نانسى إديث فورلينى، ممثلة شركة الرعاية الطبية المدفوعة مسبقًا، الممرضتين جيسيلا داهيانا مدريد وريكاردو عمر ألميرون، ورئيسها ماريانو بيرونى والطبيب السريرى بيدرو بابلو دى سبانيا.
وستخضع الممرضة لمحاكمتها الخاصة بعد المحاكمة التى ستجرى مع السبعة الآخرين، حيث وجهت إليهم اتهامات بالقتل العمد مع سبق الإصرار، وهى جريمة تصل عقوبتها إلى السجن لمدة تتراوح بين 8 إلى 25 عاما.
وتحتوى القضية على آلاف التسجيلات الصوتية والرسائل المأخوذة من الهاتف المحمول للطبيب لوكى، مثل تلك التى يقدم فيها الطبيب تفاصيل عن علاج مارادونا على مر السنين ويصف نوع الرعاية التى تلقاها فى أيامه الأخيرة.
فى هذا المزيج من الأدلة، هناك التسجيل الصوتى الشهير الذى يخبر فيه لوكى خبر وفاة مارادونا لأحد معارفه باستخدام عبارة مهينة للغاية: "الرجل السمين يتغوط على نفسه وهو يحتضر".
وقد خلص التشريح الرسمى للجثة إلى أن الوفاة نجمت عن "وذمة رئوية حادة ثانوية لقصور القلب المزمن المتكرر"، وتبين أيضًا أنه يعانى من "اعتلال عضلة القلب ".
وكانت محاكم سان إيسيدرو تخطط منذ أشهر لعملية لاحتواء ما من المؤكد أنه سيكون بمثابة طوفان هائل من الناس: المراسلين والأشخاص الفضوليين الذين سيقتربون من المحاكم. ومن المتوقع وصول فرق إعلامية من مختلف أنحاء العالم، كما من الممكن افتتاح غرفة خاصة مزودة بشاشات عملاقة بجوار الملعب.
وتستمر حالة من الغموض حول وفاة مارادونا، كما تستمر محاكمة جيزيلا داهيانا مدريد، الممرضة المتهمة فى قضية وفاة مارادونا، ورفض القضاء الأرجنتينى طلب وقف المحاكمة الذى تقدمت به النيابة، مما يعنى أن الممرضة ستحاكم أمام هيئات محلفين.
وأشارت الصحيفة إلى أن رودولفو باكيه، محامى الممرضة السابقة للاعب كرة القدم الأرجنتينى مارادونا، داهيانا جيزيلا مدريد، فى قضية اتُهم فيها ثمانية من العاملين فى المجال الطبى والممرضات بالقتل غير العمد من خلال نية نهائية بسبب إهمالهم، وانتقد المحامى النيابة العامة، متهمًا إياها بـ"التدليس"، وقال : "مارادونا والممرضة يستحقان معرفة ما حدث"، وفى 22 أكتوبر، صدقت الدائرة الثالثة بمحكمة الاستئناف والمسائل الجنائية فى سان إيسيدرو على رفض طلب المحترف بتعليق المحاكمة.
قلب مارادونا
اما عن قلب مارادونا فإنه اثار الجدل مرتين، فى الاولى عندما تم الكشف أن وزنه ضعف الوزن الطبيعى، حيث تم الكشف أنه مصاب باعتلال عضلة القلب التوسعى، و كان يزن حوالى 500 جرام، والتى طلبوا من أجلها تحليل "نظام التوصيل" القلبى، أى الهياكل التى ينتج منها التحفيز الكهربائى الذى يسمح للقلب بالانقباض.
كما أن الطبيب والصحفى نيلسون كاسترو كشف تعرض قلب مارادونا للسرقة بعد وفاته، قائلا: "كان هناك مشجعون متطرفون ينوون انتزاع قلب مارادونا (من داخل قبره)، لكن ذلك لم يحدث. ثم قام الأطباء بإخراج قلب مارادونا من جسده، لأنه كان مهمًا جدًا للتحقيق فى ظروف وفاته".