أثار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، غضب قادة أوروبا بسبب قراراته المثيرة للجدل والتى كانت منها خطة تطهير غزة عبر ترحيل السكان من القطاع إلى الأردن ومصر، وأعرب زعماء أوروبا عن رفضهم لترحيل سكان غزة، وأدانوا أى خطط تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطينى.
ميلونى ترفض "خطة ترامب للترحيل من غزة وتدعو إلى نقاش "إقليمي"
رفضت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونى تلميحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى احتمال نقل الفلسطينيين النازحين من قطاع غزة إلى مصر أو الأردن، ووصفتها بأنها لا تعنى "خطة محددة" بل إنها تفتح الباب أمام "الحوار مع الجهات الفاعلة الإقليمية التى يجب أن تكون مسؤولة عن هذه العملية".
وقالت ميلونى خلال لقاء صحفي: "يقول الرئيس ترامب شيئًا صحيحًا للغاية عندما يقول أن إعادة إعمار غزة هى أحد التحديات الرئيسية التى نواجهها، وأننا نحتاج لتحقيق ذلك إلى مشاركة كبيرة من المجتمع الدولي"، ولكنها رفضت خطة ترحيل سكان غزة من القطاع.
وقال ترامب، إنه سيقترح على مصر والأردن إمكانية استقبال 1.5 مليون نازح من قطاع غزة "للسكن" على المدى المتوسط أو الطويل، على الأقل أثناء إعادة إعمار القطاع، إلا أن الحكومتان الأردنية والمصرية رفضتا هذه الفكرة رفضا قاطعا.
سكان غزة يجب أن يظلوا فى غزة
أعربت إسبانيا عن رفضها لأى محاولة لـ تهجير سكان غزة، وقال وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس من بروكسل: "لدينا موقف واضح، يجب على سكان غزة أن يظلوا فى غزة، وغزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية".
وأشارت صحيفة الموندو الإسبانية إلى أن ألباريس اقترح على مجلس الشؤون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى نشر بعثة أوروبية على معبر رفح لدعم السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث ستشارك إسبانيا بقوات الحرس المدني.
وأوضح وزير الخارجية أنه سيتم نشر بعثة على المعبر الحدودى الوحيد بين مصر وغزة، بهدف "المساعدة فى السيطرة على دخول وخروج الأشخاص"، وقال الوزير إنه فى حال نجاح هذه المبادرة فإن "الحرس المدنى سيكون حاضرا فى هذه المهمة".
وكان ترامب تحدث على متن الطائرة الرئاسية عن خطة لـ تطهير غزة، قائلًا: "نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها، كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة، لا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما".
وفى اليوم التالى، عادت أعداد غفيرة من النازحين مشيًا على الأقدام، حاملين حقائب أو جارين عربات، إلى الطريق الساحلى باتجاه مناطق شمال القطاع التى نزحوا منها خلال الحرب.
وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى، على نشر قوات مجتمعية من خلال بعثة الاتحاد الأوروبى للمساعدة الحدودية فى رفح على معبر رفح بين غزة وإسرائيل ومصر لدعم وقف إطلاق النار.
وقالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمن فى الاتحاد الأوروبى كايا كالاس على وسائل التواصل الاجتماعى عن المهمة المجتمعية التى ستشمل قوات إسبانية وإيطالية وفرنسية: "يتفق الجميع على أن بعثة المساعدة الحدودية الأوروبية فى رفح يمكن أن تلعب دورا حاسما فى دعم وقف إطلاق النار".
وقال كلاس أن الوزراء وافقوا اليوم خلال اجتماع للمجلس فى بروكسل على نشرها فى معبر رفح الحدودى، وذلك فى أعقاب الاتفاق السياسى الذى تم التوصل إليه بموجب تفويض سلفه فى المنصب، جوزيب بوريل، لإعادة تنشيط تلك المهمة.
وعبرت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها الشديد وإدانتها لأى مشروعات تهدف لتهجير الشعب الفلسطينى من قطاع غزة، و"هو الأمر الذى يشكل تجاوزًا للخطوط الحمراء التى حذرنا منها مرارًا".
وأضافت الرئاسة أن "الشعب الفلسطينى لن يتخلى عن أرضه ومقدساته، ولن نسمح بتكرار النكبات التى حلت بشعبنا فى الأعوام 1948 و1967، وشعبنا لن يرحل".
لا تفاوض على جرينلاند
قالت مسؤولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كايا كالاس، أن الاتحاد لا يتفاوض بخصوص جرينلاند وسط مزاعم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى السيطرة عليها لأغراض أمنية.
وأضافت كالاس، للصحفيين بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد: "نحن لا نتفاوض بشأن جرينلاند، بالطبع نحن ندعم دولتنا العضو الدنمارك ومنطقتها المتمتعة بالحكم الذاتى جرينلاند، لكن علينا أيضًا إلا ندخل فى تكهنات بخصوص الاحتمالات، لأن هذا ليس هو الوضع الآن".
وأعلنت جرينلاند والدنمارك أن الجزيرة القطبية الشمالية ليست للبيع.
وكان ترامب قال إنه "واثق" أن الولايات المتحدة ستسيطر على جرينلاند، بعد إظهار اهتمام متجدد بضم الإقليم الدنماركى المستقل خلال الأسابيع الأخيرة، وأكد قائلًا: أعتقد أننا سنحصل عليها".
واقترح النمساوى روبرت بريجر رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبى نشر قوات عسكرية أوروبية فى جزيرة جرينلاند، وقال الجنرال النمساوى فى مقابلة مع صحيفة "فيلت آم زونتاج" الألمانية أن الخطة التى اقترحها "ستكون إشارة قوية يمكن أن تسهم فى استقرار المنطقة".
وأشار إلى أن جرينلاند تعتبر ذات أهمية كبيرة من الناحية الجيوسياسية والأمنية، قائلا إنها تضم احتياطيات كبيرة من المواد الخام، كما تعد ممرا مهما للتجارة الدولية.