تعثرت مجددا ولادة الحكومة اللبنانية، ولا يزال "الثنائى الشيعى" ( حزب الله وحركة أمل ) كلمة السر ورء تأخر إعلان التشكيل الحكومى، بل إن المعارضة دخلت على الخط أيضا، حيث إن التأخير جاء بعد ضغوط من قبل المعارضين للثنائى الشيعى، ووفق مراقبين فإن النواب وقوى التغيير المتحالفة مع حزب "القوات اللبنانية" تضغط على رئيس الحكومة المكلف نواف سلام لإعطاء الثنائى الشيعى" 4 وزراء شيعة فقط؛ بينما تُمثل القوى الأخرى بالوزير الخامس.
وتتركز ضغوط المعارضة حول عدم إعطاء "الثنائي الشيعي" الحصة الشيعية الكاملة في الحكومة ومنع ورود أى عبارة تعطي الشرعية لمقاومة إسرائيل حتى لو كانت لا تتضمن عبارة "مقاومة" بشكل مباشر، وتشير المصادر إلى أن سلام لن يتجاوب مع هذه المطالب لأسباب سياسية ودستورية فلا نواب شيعة في البرلمان خارج الثنائي الشيعي.
ومن جانبها، ترى قوى المعارضة أنه فى حال تعارض توزيع الحصص مع طموحات الثنائي الشيعى وتحديدا "حزب الله" فلن يكون بإمكانه تعطيل تأليف الحكومة الجديدة وسيجد نفسه ملزما بالسير بأي تشكيلة كي لا يكون خارج السلطة.
وهناك مؤشرات بأن رئيس الحكومة المكلف نواف سلام سيقدم تشكيلة أمر واقع خلال أيام فإما أن يحصل على الثقة ويسير في عمله، أو يفشل في الحصول على الثقة وتصبح حكومته حكومة تصريف أعمال .
احتقان!
مرت العلاقة بين الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة ونواف سلام بمراحل انتهت إلى الاحتقان، ومنذ إلقائه خطابا إعلان فوزه، والذى حاول من خلاله تبديد الهواجس لدى الثنائى الشيعى، بتأكيده على رفض مبدأ الإقصاء، كما أصر على رفع سقف التصعيد ضد سلام، بإعلانه مقاطعة الاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب، ثم جاء لقاء برى وسلام ليهدئ قليلا من سخونة الأجواء، أعقيه عدة اجتماعات بين سلام وممثلى الثنائى الشعى فى ظل أجواء إيجابية ، أدت إلى "تفاهمات مبدئية" بين الطرفين، كان ضمنها أن تكون حقيبة المالية من نصيب الثنائى الشيعى، لكن جاءت ضغوط المعارضة لتهز هذه التفاهمات وتهدد سريانها؛ مطالبين بتطبيق مبدأ مداورة الحقائب .
ومن جانبهما، يؤكد حزب الله وحركة أمل رغبتهما فى الدفع من أجل تشكيل الحكومة بلا عراقيل لصالح لبنان، ويبدون استعدادهم لتقديم كافة التسهيلات الممكنة لولادة الحكومة، وهو يبدي المرونة والليونة في التعامل مع الرئيس المكلف، بما يتعلق بالحقائب خارج "المالية"، دون اشتراطات محددة، ويشددون على أن ما يثار حول أزمة الثنائى الشيعى هى غير حقيقية و المشكلة الحقيقية التي تعترض طريق تأليف الحكومة مرتبطة بالتمثيل المسيحي والسني، لا الشيعي.
الدفع بالإصلاحات
ومن جهة أخرى، وفى إطار محاولات الدفع بإصلاحات لبنان، يقوم وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بزيارة لبنان، اليوم الخميس، في أول زيارة يقوم بها أكبر دبلوماسي سعودي إلى بيروت منذ 15 عاماً، وفق تقارير إعلامية لبنانية.
وتستغرق الزيارة يوماً واحداً، حيث سيلتقي الأمير فيصل، الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، الذي سيسلمه دعوة رسمية لزيارة السعودية، بحسب وسائل إعلام محلية.
ويلتقي بن فرحان أيضاً مع رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه بري، ورئيس الوزراء المكلف نواف سلام.
ومن جانبه، قال الأمير فيصل، خلال مشاركته فى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الثلاثاء، إن السعودية تعتبر انتخاب رئيس لبناني بعد فراغ دام أكثر من عامين، شيئاً إيجابياً للغاية، معرباً عن أمله في تشكيل حكومة لبنانية جديدة فى أقرب وقت.