في قلب مدينة شرم الشيخ، وعلى إيقاع سباقات الهجن المثيرة، كشف المهرجان العربي للهجن والتراث عن جوانب غير مسبوقة من تراث سكان جبال ووديان سيناء، بين خيام القرية التراثية، تجسدت إبداعات استثنائية صنعتها أيادٍ سيناوية ماهرة، من مشغولات يدوية نادرة وأخرى صُنعت من صخور الجبال، تلك الكنوز الثمينة التي تختزل تاريخًا طويلًا وحضارة تمتزج فيها الأصالة بالإبداع، جاءت من عمق سيناء لتروي قصص تنبض بالتراث والعراقة.
والمهرجان العربي للهجن والتراث ينظم برعاية رئيس الوزراء ومحافظ جنوب سيناء، بمشاركة 6 دول عربية هى، السعودية ، الامارات الاردن، البحرين، قطر، الكويت وتونس والجزائر إلى جانب مشاركة 17 محافظة مصرية.، وذلك في إطار “عيد الهجن”، الذي يحتفل فيه بذكرى افتتاح مضمار الهجن بشرم الشيخ على يد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تم افتتاح المضمار رسميًا في إحدى الفعاليات الكبرى التي شهدت حضور الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة.
وقال الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء أن الفعاليات لا تقتصر على تعزيز الهوية الثقافية والتراثية، بل تسهم أيضًا في دعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لسكان المحافظة، خصوصًا المهتمين بهذه الرياضة.
وأشار محافظ جنوب سيناء إلى أنه وجه أن تكون منطفة التراث بمثابة نقطة انطلاق لجميع انشطة المنطقة بما فيها رياضة السفاري الجبلي والاستعانة وتطوير خدمات مثل الاسعاف والدفاع المدني والحريق وأعمال الصيانة والتجميل بالمنطقة.
وفي أجواء مفعمة بالتراث والأصالة، برزت جهود سيدات وشباب محافظة جنوب سيناء، في ابراز الموروث حيث قدموا مشغولات تراثية نادرة أمام جمهور واسع من الزوار والمشاركين.
وعرضت السيدات البدويات “البراقع” وأغطية الرأس المطرزة بألوان زاهية، والتي تُعد قطعاً فريدة ترتديها البدويات في الجبال، كما تم تقديم عروض حيّة لطحن الحبوب باستخدام أحجار الجبال، بالإضافة إلى صناعة النول اليدوي لإنتاج الكليم والمنسوجات ذات الألوان الزاهية.
وأوضحت أميمية محمد إبراهيم، رئيسة الاتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية بجنوب سيناء، أن المهرجان شهد مشاركة أكثر من 25 عارضاً وعارضة من مختلف مدن المحافظة. وأبرزت السيدات منتجات متنوعة تشمل “البراقع”، “القِنعة”، والملابس البدوية المطرزة، إلى جانب منتجات مطورة مثل الشيلان، الحقائب، والمفروشات.
ومن جانبها، قالت جميلة سليمان، صاحبة مشغل “تراثنا” لتعليم الحرف اليدوية، إنها تعلمت الحرف اليدوية وقامت بتدريب أكثر من 70 سيدة في طور سيناء، لتوفير فرص عمل. وأضافت: “نشارك بشنط يدوية، أساور، ومشغولات متنوعة يتم تصنيعها في ورش محلية”.
أما يوسف عيد ومحمود موسى من سانت كاترين، فقد عرضا منتجات متنوعة تشمل أعشاباً طبية مجففة، حقائب صديقة للبيئة، ومنتجات حرفية مصنوعة بأيادٍ نسائية مبدعة.
وشاركت صابرين إبراهيم بعرض منتجات مصنوعة يدوياً، تعكس بصمات التراث السيناوي، تم إنتاجها من قِبل 50 فتاة من وديان سيناء بعد تدريبهن. كما أكدت أم عليان أنها تعرض مشغولات خرزية وإكسسوارات تُصنع في المنازل، ويتم الترويج لها من خلال المعارض المحلية.
وقالت هالة عبد الحميد، البالغة من العمر 25 عاماً من مدينة الطور: “أعمل في تسويق المنتجات التراثية المطرزة، وهي شغل يدوي لسيدات من القرى المختلفة، لدعم أكثر من 30 أسرة”. وأضافت سلوى علاء عبد العاطي: “أعرض فوانيس وإكسسوارات مصنوعة من الخرز، تُنتج في المنازل لزيادة دخل الأسرة”.
من جهته، قال حسن سالم، أحد شباب شرم الشيخ، إن المهرجان يُمثل فرصة فريدة لتسليط الضوء على التراث، مشيراً إلى أن القبائل شاركت في نصب خيام تراثية لاستقبال الزوار والتعبير عن كرم أهل سيناء.
كما تم تنظيم معرض فريد يعكس أسرار الجبال وحياة البدو في سيناء، تحت عنوان “سرابيط الخادم للتراث البدوي”، الذي شارك بدعوة من محافظ جنوب سيناء. تميز المعرض بعرض مشغولات وأدوات تعكس حياة سكان الجبال في سيناء، حيث حظي بإعجاب واسع من الزوار.
يوسف بركات، منظم المعرض وأحد شباب منطقة سرابيط الخادم، أوضح أن المعرض يعد نافذة حية على التراث البدوي في الصحراء. وقال بركات: “قمنا بعرض أحجار الفيروز بألوانها الزاهية المستخرجة من قلب جبال سيناء، وخاصة منطقة سرابيط الخادم، بجانب أحجار الملح، أدوات طحن الحبوب، مشغولات يدوية مطرزة، وأدوات تخزين المياه واللبن”.
وأشار بركات إلى أن المعرض يهدف إلى تعريف الزوار بجمال وأصالة التراث البدوي، حيث يعكس التراث الغني الذي تزخر به منطقة سرابيط الخادم. وأضاف أن منطقة سرابيط الخادم تشتهر بنقوشها الفرعونية، التي تتصدر كتبًا ومخطوطات تعريفية عرضت في المعرض. كما أكد على أهمية إبراز أحجار الفيروز، التي تعد رمزًا لتراث جنوب سيناء، المعروفة بـ”أرض الفيروز”.
يوسف بركات أكد أن الهدف من المشاركة لا يقتصر على عرض المنتجات التراثية، بل يشمل تسليط الضوء على التراث البدوي كجزء من الهوية الثقافية لجنوب سيناء. وقال: “نسعى من خلال هذا المعرض إلى بناء جسر بين الماضي والحاضر، وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على هذا التراث المميز ونقله للأجيال القادمة”.
واختتم بركات تصريحه مشيدًا بجهود محافظة جنوب سيناء في دعم التراث وتعزيز الهوية الثقافية للمنطقة. وأكد أن مثل هذه الفعاليات تسهم في الترويج السياحي للمنطقة، وتبرزها كوجهة سياحية عالمية تمتزج فيها الطبيعة بالتاريخ، حيث يأتي المهرجان كاحتفاء بالثقافة العربية وتراثها العريق.
كما شهدت فعاليات مهرجان شرم الشيخ للهجن والتراث، مشاركة متميزة من لعددا من الحرفيين والحرفيات من مختلف محافظات مصر، حيث عرضوا إنتاجهم اليدوي الذي يعكس التراث المصري الأصيل.
وأوضحت الدكتورة نهى الحسيني عامر، مقررة المجلس القومي للمرأة بجنوب سيناء ومنسقة وحدة “أيادي مصر” بجنوب سيناء، أن المعرض الذي نُظم بالتعاون بين المجلس القومي للمرأة ووحدة “أيادي مصر” يهدف إلى دعم السيدات الحرفيات وتمكينهن اقتصاديًا. وأضافت أن المعرض يضم عارضات من محافظات بني سويف والفيوم، بالإضافة إلى عارضين وعارضات من محافظة جنوب سيناء، ويشمل منتجات يدوية متنوعة تجمع بين الأصالة والتجديد.
محمد السيد، أحد المشاركين من محافظة الفيوم، أكد أنه يعرض مشغولات يدوية مستوحاة من البيئة المحلية، تشمل مفروشات من صوف الخراف والقطن المصري الأصيل، بالإضافة إلى مفروشات الحرير. وأوضح أن هذه المنتجات يتم تصنيعها من قبل سيدات يعملن من منازلهن في قرى مثل قرية “دفيا” بالفيوم.
من جانبه، قال ياسر عبد الحميد، المشارك من محافظة بني سويف، إن منتجاته تشمل أعمال “الخيامية”، وهي حرفة تراثية مصرية تعود لأكثر من ألف عام، وقد تم تطويرها لتشمل تصاميم حديثة تتناسب مع متطلبات السوق.
كما أعربت مها صبري، إحدى العارضات، عن فخرها بتقديم منتجات الكروشيه بمختلف أشكالها واستخداماتها. بينما أكدت إيمان محمد، عارضة أخرى، أنها تُبدع في تصميم حقائب يدوية وفوانيس رمضان المصنوعة من الخيوط والشبك، مشيرةً إلى أن جميع المنتجات تُصنع يدويًا بدقة وجودة عالية.
.jpg)
المعرض
.jpg)
جانب من المعروضات
.jpg)
معروضات مهرجان التراث
.jpg)
جانب من الأعمال
.jpg)
جانب من الأعمال
.jpg)

.jpg)
معروضات
.jpg)
مشغولات بدوية
.jpg)
أقمشة
.jpg)
مشغولات
.jpg)
مشغولات جلدية
.jpg)
سيناويات
.jpg)
معارض ومشغولات