عيد الشرطة 73.. اللواء رأفت الشرقاوى فى حوار لـ"اليوم السابع": المؤسسة الشرطية تشهد نقلة نوعية واستثمار في العنصر البشري.. الداخلية صنعت رجل أمن عصرى.. وهذه رحلة التطوير للوصول إلى الجمهورية الجديدة

 

على أعتاب الاحتفال بعيد الشرطة رقم 73، الذي يُعيد للأذهان ملحمة الإسماعيلية وصمود الأبطال أمام المحتل الإنجليزي، كان لـ"اليوم السابع" لقاء خاص مع اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، لنستعرض معه رحلة التطوير التي شهدتها وزارة الداخلية، والتي صنعت من "رجل الشرطة" نموذجًا عصريًا متسلحًا بالعلم والتكنولوجيا، في مشهد يليق بالجمهورية الجديدة.

مع اقتراب عيد الشرطة، كيف ترى تطور منظومة الأمن مقارنة بماضٍ مليء بالتحديات؟ 

عيد الشرطة هو يوم يُخلّد ملحمة الإسماعيلية، حيث واجه رجال الشرطة المحتل الإنجليزي بشجاعة وإقدام. اليوم، تستمر الشرطة في صنع التاريخ، لكن بتحديات العصر الحديث، لقد شهدنا نقلة نوعية شملت تحديث المباني، تطوير الخدمات، والأهم من ذلك: الاستثمار في العنصر البشري، هذا التطور ليس ترفًا، بل ضرورة فرضتها التحولات السريعة التي يشهدها العالم." 

حدثنا عن أهمية التكنولوجيا في صناعة رجل الشرطة العصري؟

التكنولوجيا اليوم ليست مجرد أداة، بل شريك أساسي في منظومة الأمن، من خلال معهد نظم التكنولوجيا الأمنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، أصبحنا قادرين على تدريب رجال الشرطة على استخدام أدوات متطورة لتحليل البيانات، التنبؤ بالجرائم، ومتابعة العمليات الأمنية، هذا المزج بين العقل البشري والتكنولوجيا يعطينا رجل شرطة عصري قادر على مواجهة كافة أشكال الجريمة."

كيف ساهم تطوير المناهج التعليمية في أكاديمية الشرطة في هذه النقلة؟ 

أكاديمية الشرطة أصبحت نموذجًا يحتذى به عالميًا، تمت إعادة صياغة المناهج التعليمية لتكون ثلاث سنوات بمعاهد معاون الأمن، مع التركيز على التخصص الوظيفي، هذا النظام يمنح الخريجين القدرة على التعامل مع جميع المواقف الأمنية بشكل احترافي، سواء كانت في الشارع أو خلف الشاشات التي تدير العمليات الأمنية.".

إلى أي مدى ساهم تطوير المواقع الشرطية في تحسين العلاقة مع المواطن؟ 

المواطن اليوم أصبح يتعامل مع مواقع شرطية أشبه بالبنوك في التنظيم والخدمة، أقسام الشرطة، المرور، الجوازات، ومراكز الإصلاح والتأهيل شهدت تطويرًا هائلًا في بنيتها التحتية، مما جعل المواطن يشعر بالراحة والثقة أثناء إنهاء خدماته، هذه التطورات ليست شكلية، بل تعكس رؤية حقيقية لخدمة الشعب."

ما هو الدور الذي تلعبه المرأة في منظومة الشرطة العصرية؟

دور المرأة في الشرطة أصبح محوريًا، العناصر النسائية أثبتت قدرتها على أداء المهام الصعبة بكفاءة تُضاهي الرجال، لقد شاهدناهن خلال العروض التدريبية يقمن بمهام استثنائية، سواء في التصدي للجريمة أو في المهام الإنسانية." 

كيف انعكس هذا التطور على معدلات الجريمة؟ 

التطوير الشامل لمنظومة الأمن أدى إلى تراجع معدلات الجرائم بشكل ملحوظ، أصبحت لدينا القدرة على إحباط الجرائم قبل وقوعها من خلال التنبؤ والتحليل السريع للبيانات، بالإضافة إلى ذلك، فإن التحول نحو الأمن الإنساني جعل الشرطة أكثر قربًا من المواطنين، مما خلق بيئة آمنة وداعمة."

ماذا عن رؤية وزارة الداخلية للتعاون الدولي في مجال التدريب الأمني؟ 

إنشاء معاهد متخصصة مثل معهد نظم التكنولوجيا الأمنية ليس فقط لتدريب الكوادر المحلية، بل لاستقبال متدربين من الدول الشقيقة والصديقة، هذا التعاون يعزز دور مصر الريادي في المجال الأمني إقليميًا ودوليًا."

كيف تتعامل الشرطة مع التحديات الإجرامية المستندة إلى التكنولوجيا؟ 

الجريمة تتطور باستخدام التكنولوجيا، لكننا أيضًا نواكب هذا التطور، الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة يجعلنا نواجه هذه الجرائم بطرق مبتكرة. الشرطة المصرية لا تكتفي بالملاحقة، بل تسعى دائمًا للبقاء خطوة إلى الأمام." 

كيف ترى مستقبل رجل الشرطة في ظل هذه التحولات؟ 

مستقبل رجل الشرطة هو مستقبل مصر الحديثة، نحن نتحدث عن كوادر تجمع بين القوة البدنية، التفكير العلمي، والمهارات التكنولوجية. هذه العناصر تجعل رجل الشرطة قادرًا على حماية الوطن وصون مقدراته بكفاءة عالية."

ما هي رسالتك للمواطنين مع اقتراب عيد الشرطة؟

رسالتي هي أن رجل الشرطة يعمل لخدمتكم ولحمايتكم، نحن شركاء في بناء مستقبل هذا الوطن، التطورات التي شهدتها الشرطة تعكس إيماننا بأن الأمن هو أساس التنمية، لذا، نطلب من المواطنين التعاون معنا لنواصل بناء جمهورية جديدة على أسس من الأمن والثقة."

هذا الحوار مع اللواء رأفت الشرقاوي يكشف عن ملامح شرطة عصرية، تجمع بين الماضي المشرق والرؤية المستقبلية، عيد الشرطة 73 ليس مجرد احتفال، بل شهادة على التحولات الجذرية التي تجعل من الشرطة نموذجًا يحتذى به في العالم.