معارك لا ناقة لنا فيها ولا جمل.. خسائر العرب في الحرب العالمية الأولى.. نصف مليون فلاح وعامل يشاركون في "الفيلق المصري" لصالح الإنجليز.. ومعاناة فلسطين تشتد.. ووعد بلفور جريمة بريطانية متكاملة الأطراف

الإثنين، 11 نوفمبر 2024 01:00 م
معارك لا ناقة لنا فيها ولا جمل.. خسائر العرب في الحرب العالمية الأولى.. نصف مليون فلاح وعامل يشاركون في "الفيلق المصري" لصالح الإنجليز.. ومعاناة فلسطين تشتد.. ووعد بلفور جريمة بريطانية متكاملة الأطراف العمال المصريون في الحرب العالمية الأولى

كتب أحمد إبراهيم الشريف

تمر هذه الأيام ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى، تلك الحرب التي انطلقت شرارتها الأولى يوم الثامن والعشرين من شهر يونيو سنة 1914، بعدما اهتز العالم على وقع حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند (Franz Ferdinand) البالغ من العمر 51 سنة، بعدما أقدم شاب من صرب البوسنة يبلغ من العمر 19 سنة ويدعى جافريلو برانسيب (Gavrilo Princip) على توجيه رصاصات من مسدسه نحو ولي عهد النمسا وزوجته صوفي (Sophie) خلال زيارتهما للعاصمة البوسنية سراييفو (Sarajevo)، وهو الأمر الذي أسفر عن وفاة الزوجين خلال بضعة دقائق ليشهد العالم بعد ذلك بشهر واحد اندلاع الحرب العالمية الأولى والتي استمرت لأكثر من أربع سنوات متسببة في سقوط عشرات ملايين القتلى والجرحى.

الحرب العالمية الأولى
هؤلاء أشعلوا الحرب

فخلال أيام قليلة، أعلنت النمسا والمجر الحرب على صربيا، ثم أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا وفرنسا، بعدها غزت ألمانيا بلجيكا، بينما أعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا، ثم أعلنت بريطانيا الحرب على تركيا.

ومع أن هذه المعارك المفروض أنها كانت بعيدة عن العرب لكننا للأسف دفعنا ثمنًا باهظًا، نتوقف عند بعض الكوارث

مصر تدفع الثمن

كي نفهم ها الوضع الشائك علينا أن نقرأ كتاب "الفيلق المصرى.. جريمة اختطاف نصف مليون مصرى" للدكتور محمد أبو الغار، والصادر عن دار الشروق.

يقول الكتاب، إن الحرب العالمية الأولى كانت حدثًا هائلاً أثر على العالم كله، وحين أعلنت بريطانيا الحرب على تركيا فى عام 1914 حدثت تحولات هائلة فى مصر، وكانت مصر تعتبر دولة مستقلة، ولكنها فى الحقيقة تحت الحكم البريطانى منذ عام 1882، ومنذ إعلان أن مصر أصبحت تحت الحماية البريطانية فقدت استقلالها الصوري، وأصبحت بريطانيا تهيمن على الحكم فى مصر، وتمثل مصر خارجيًا وتوقفت اجتماعات مجلس الشورى المنتخب حديثًا.

العمال المصريون
العمال المصريون


ووجدت بريطانيا مع بدء الحرب أنها فى حاجة إلى أيد عاملة مدنية لتصاحب الجيش البريطانى وتقوم بأعمال كثيرة ولجأت لتجنيد الفلاحين المصريين فيما سمى (فيلق العمال المصري) وبدأ الأمر بالإغراء ثم انتهى باستخدام القوة والقهر، وانتقل هؤلاء الفلاحون مع الجيش البريطانى فى كل مكان.

طلبت بريطانيا من الحكومة المصرية فى أثناء الحرب العالمية الأولى إصدار أوامرها إلى مأمورى المراكز والعمد بالقبض على شباب الفلاحين، وربطهم بالحبال وترحيلهم مع الجيش البريطانى إلى سيناء وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق وغرب تركيا وجزر اليونان وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا؛ ليقوموا بأعمال شاقة مثل بناء خط سكة حديد وتحميل وتفريغ السفن، وبالفعل تم ترحيل ما يقدر بحوالى 530 ألف فلاح حين كان تعداد مصر 12 مليون نسمة، وقتل منهم حوالى 50 ألف فلاح أى 10 فى المائة من فلاحى مصر!.

ولما غاب الفلاحون عن الأرض نقص المحصول وارتفع ثمن الغذاء ؛ فحدثت مجاعات فى مناطق من مصر. وكان سوء معاملة الإنجليز للفلاحين وضربهم بالكرباج وإهاناتهم سببا فى غضب عارم على السلطة التى أجبرتهم على الالتحاق بفيلق الفلاحين، وأدى ذلك إلى انتفاضات فى مناطق متعددة عام 1918، وسريعا ما تحولت إلى ثورة التحمت مع ثورة المدن بقيادة سعد زغلول 1919 لتكون الثورة فى الريف أشد عنفا.

المصريون
المصريون

فلسطين تدفع الثمن

في سنة 2018 صدر كتاب "الحرب العالمية الأولى وأثرها في فلسطين: إرث مئة عام"، والكتاب جمع 14  من المؤرِّخين وخبراء القانون والأكاديميين والمسؤولين لدراسة الأحداث التي سبقت الحرب العالمية الأولى والأحداث التي واكبتها والتي تلتها، لكي تتكوَّن لدى القارئ رؤية مدروسة للأزمة الفلسطينية- أن الحرب العظمى.

رصد الكتاب جذور الأزمة الفلسطينية، حيث يمثِّل وعد بلفور، وهو الرسالة التي وُجِّهت إلى اللورد روثتشايلد، في 2 نوفمبر 1917، والتي تعهدت الحكومة البريطانية فيها علنًا بإنشاء وطن لليهود في فلسطين، مرحلة مهمة في سلسلة الأحداث المتعلقة بفلسطين الحديثة والنزاع العربي-الإسرائيلي.

فلسطين في الحرب
فلسطين في الحرب

والانتداب البريطاني على فلسطين كان إطارًا قانونيًّا ودستوريًّا معقدًا أدارت بريطانيا من خلاله احتلالها لفلسطين، لقد شكَّل نوعًا من القفص الحديدي للفلسطينيين، لم يتمكنوا أبدًا من الفكاك منه، سواء خلال الانتداب أو بعده. لقد قصد الساسة البريطانيون بالانتداب تحديدًا حرمان الأغلبية العربية من حقها في تقرير مصيرها بنفسها. هذا، بينما كانوا يهيئون ذلك للأقلية اليهودية. 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة