قدم تليفزيون اليوم السابع تقريرًا خاصًا من داخل إحدى أقدم ورش فنون الخراطة العربية، حيث كشف الفنان الحرفي أحمد سيد أسرار مهنة تمتزج فيها الدقة بالصبر، ويولد من بين أدواتها فن الأرابيسك والزخارف الشرقية المتقنة.
في قلب الورشة العتيقة، يجلس أحمد أمام ماكينة الخراطة، ينساب تركيزه على كل قطعة تمر بين يديه، لتتحول إلى منتج فني يحمل روح التراث وملامح الحرفة التي ورثها عن أجيال سابقة.
منتجات فنية لا تقدر بثمن
واستعرض أحمد مجموعة من القطع التي انتهى من تنفيذها، بين أرابيسك محفور بدقة، وقطع خرطية تقليدية، وألعاب شطرنج، وسبح مصنوعة من الخشب والعظام، قائلًا: "القيمة الحقيقية للمنتج اليدوي ليست في سعره، بل في الوقت والفكرة والروح التي بُذلت فيه. في إحدى المرات قال لي أحد الزبائن الأجانب: "أنا لا أشتري قطعة فنية.. أنا أشتري وقتًا من عمرك".. ومنذ ذلك اليوم أدركت أن ما أصنعه ليس مجرد منتج يُباع، بل أثر فني ووقت من عمري".
حرفة يدوية قديمة حاضرة
وأوضح أن فنون الخرط العربي متعددة، منها الأرابيسك الذي كان يُستخدم في تصميم المشربيات القديمة، ليحجب الرؤية من الخارج ويسمح لأصحاب البيت برؤية ما حولهم، ولذلك كان يُسمّى قديمًا بالحرملك، بالإضافة إلى الخرط التقليدي الذي يظهر في أرجل الكراسي والطاولات.
خامات طبيعية تتحول لتحف
وأشار أحمد إلى أن الخامات المستخدمة في التصنيع متعددة، فمنها عظام الجمل بعد تنقيتها بالأكسجين حتى تصبح بيضاء نقية صالحة للتشكيل، وأخشاب الأبانوس شديدة الصلابة التي تدخل في صناعة السبح والعصي والقطع الدقيقة، لافتًا أن عظام الجمل هي الأنسب للقطع الدقيقة مثل السبح والشطرنج لصلابتها، بينما العظام العادية أو الجاموسي لا تتحمل التشكيل بنفس الجودة.