في قلب صعيد مصر، حيث يمر النيل هادئا بين ضفتيه، تزدهر سوهاج بمجموعة من أجمل المقاصد السياحية والترفيهية التي تجمع بين الطبيعة الساحرة، واللمسات الحضارية، والمعالم الثقافية العريقة.
وفي إطار سلسلة «اعرف بلدك» نصحبكم في جولة مميزة بين أجمل النقاط السياحية التي لا يعرفها الكثيرون… لكنها تستحق أن تكون في مقدمة المزارات التي يخطط لها الشباب والأسر.
جزيرة الزهور متنفس طبيعي في قلب النيل
بدأ الرحلة من جزيرة الزهور التي تقع شمال كوبرى سوهاج أخميم، على واحدة من أجمل بقاع النيل تمتد الجزيرة على مساحة خمسة أفدنة، وقد جرى تجهيزها لتضم شاليهات سياحية وقاعات للأفراح وملاعب للأطفال ومساحات خضراء واسعة، ما جعلها واحدة من أفضل أماكن التنزه في المحافظة. وتتميز الجزيرة بموقعها المقابل لمتحف سوهاج القومي وهيئة تنشيط السياحة، الأمر الذي جعلها مقصدًا ثابتًا للزائرين طوال العام.
قرية الكوثر السياحية منتجع فوق الهضبة الشرقية
ومن قلب النيل إلى أعلى الهضبة الشرقية، حيث تتربع قرية الكوثر السياحية على ارتفاع يصل إلى 310 أمتار فوق سطح البحر تقع القرية في أول طريق سوهاج – البحر الأحمر داخل حي الكوثر، وتضم 18 شاليها وجناحا فاخرا تحيط بها المسطحات الخضراء، إضافة إلى مسجد واستراحة وكافيتريا ونوافير وأحواض زهور تمنح المكان طابعًا جماليا مميزا كما تحتوي القرية على نادٍ ترفيهي وملاعب ومناطق للزيارات المدرسية والمعسكرات، وقد جرى تأثيثها وفق مستوى “3 نجوم” لتكون واحدة من أبرز مشروعات السياحة الداخلية بالمحافظة.
وبالقرب من القرية، أنشأت وزارة السياحة كافيتريا الكوثر فوق الهضبة ذاتها، حيث جرى تصميمها على الطراز الحجري ليتناسب مع طبيعة المنطقة الجبلية، فأصبحت نقطة جذب للزوار وبوابة طبيعية لمحيط الكوثر السياحي.
جزيرة قرامان… أكبر جزر سوهاج وأرض المشروعات المستقبلية
ولا تكتمل الصورة دون زيارة جزيرة قرمان الواقعة أمام مدينة سوهاج مباشرة، والتي تُعد واحدة من أكبر الجزر النيلية في المحافظة بمساحة تقترب من 121 فدانًا. تنقسم الجزيرة إلى مناطق منخفضة يغمرها النيل عند ارتفاع منسوبه، وأخرى مرتفعة من الرمال الجافة. وقد بدأت المحافظة استغلالها سياحيا منذ عام 1989، حيث تضم من الناحية البحرية مبنى أكاديمية البحث العلمي، وفي الجهة الجنوبية حديقة عامة كبرى على مساحة 25 فدانا تضم مكتبة للطفل وشبكة طرق داخلية ممهدة، فضلا عن مشتل وصوبة زراعية للزهور كما يجري التخطيط لاستغلال مساحة أخرى تقدر بـ 15 فدانا في مشروعات سياحية مستقبلية.
ولخدمة هذا النشاط المتزايد، أنشأت المحافظة مرسيين سياحيين أحدهما على الضفة الشرقية للنيل والآخر على الجزيرة نفسها، مع توفير عبّارات وأتوبيسات نهرية لنقل الزوار بين المدينة والجزيرة، مما جعل الرحلة إليها جزءًا من متعة التجربة.
متحف آثار سوهاج… ذاكرة التاريخ على ضفاف النيل
وتختتم الجولة بمحطة ثقافية مهمة هي متحف آثار سوهاج الواقع على الضفة الشرقية للنيل. جاء المتحف ليكون صرحا حضاريا يضم تاريخ المحافظة عبر العصور، وقد شُيّد على مساحة 6000 متر مربع ليضم طابقين وبدرومًا كاملا.
يحتوي الدور الأرضي على قاعات عرض رئيسية وبهو كبير يعرض التراث السوهاجي من حرف وصناعات يدوية، بينما يضم الدور الأول خمس قاعات عرض، ومكتبة أثرية، وقاعات للمحاضرات، ومخازن أثرية وإدارية، إضافة إلى كافتيريا ومنافذ بيع للكتب والنماذج الأثرية ومسرح مكشوف للمناسبات الثقافية.
وهكذا تبرز سوهاج من جديد كمحافظة تجمع بين التاريخ والطبيعة والترفيه في آن واحد، وتقدّم لزوارها مجموعة من أبرز المقاصد السياحية في صعيد مصر.

ملاعب بالجزيرة

شاليهات بالجزيرة

جدارية بالجزيرة

النيل فى مواجهة الممشى