"روسيا 2018" الكرة × ملعب السياسة.. حرب كوسوفو تتجدد بلقاء سويسرا وصربيا.. ألمانيا والبرازيل تخسران قنابل الدخان على أزماتهما السياسية.. والإنجليز يتوعدون فرنسا قبل مواجهة كرواتيا.. وأزمة أوكرانيا الغائب الحاضر

الأربعاء، 11 يوليو 2018 04:23 م
"روسيا 2018" الكرة × ملعب السياسة.. حرب كوسوفو تتجدد بلقاء سويسرا وصربيا.. ألمانيا والبرازيل تخسران قنابل الدخان على أزماتهما السياسية.. والإنجليز يتوعدون فرنسا قبل مواجهة كرواتيا.. وأزمة أوكرانيا الغائب الحاضر المانيا والبرازيل
سالي حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مونديال روسيا 2018 ربما سبب الصدمة بخروج العديد من الفرق الكبرى التى كان يتوقع أن تفوز بالبطولة أو على الأقل الوصول للأدوار النهائية، لكنه فى نفس الوقت حمل نكهة سياسية غطت فى أوقات كثيرة على الاستمتاع باللعبة نفسها، سواء من تعليقات بعض الصحف الغاضبة من خسارة منتخب ما.. لتتجه للأزمات السياسية فى البلد الذى ينتمى له المنتخب، أو بالدعاية التى جلبت حربا قديمة للمستطيل الأخضر بلا سبب.

النسر ذو الوجهين والعقوبة الثلاثية

لا توجد حروب أو نزاعات تاريخية بين صربيا وسويسرا لكن فى المباراة التى جمعت الفريقين فى دور المجموعات وانتهت بفوز سويسرا 2 -1، فوجئ الجمهور باحتفال غريب من قبل اللاعبين شاكيرى وجرانيت تشاكا عندما ضما يديهما على شكل نسر يفرج جناحين وانضم لهما زميلهما فى الفريق ستيفان ليشتنشتاينر، واتضح أن الاحتفال يرمز للنسر الألبانى مما لفت الانتباه للاعبين المنحدران من ألبانيا وكوسوفو.

فجاءت العقوبة من الفيفا بتغريم اللاعبين 10 آلاف فرانك سويسرى بينما تم تغريم زميلهما الثالث 5 آلاف فرانك سويسرى كعقوبة على الإشارة لحرب البلقان بين كوسوفو وصربيا قبل نحو 20 عاما، والتى انتهت بإعلان كوسوفو الاستقلال بينما صربيا لا تعترف بدولة كوسوفو بعد.

ألمانيا والبرازيل

الاقتصاد الألمانى بعد الهزيمة
الاقتصاد الألمانى بعد الهزيمة

اثنان من الفرق ثقيلة الوزن حاملة الألقاب لكن جاء خروجهما مفاجئا بعدما خرجت ألمانيا من دور المجموعات بينما خرجت البرازيل من دور الـ8 على يد بلجيكا، التشابه أيضا بين الفريقين كان تناول الرأى العام للخسارة حيث قالت صحف غربية إن الحكومة الألمانية كانت تعتمد على المانشافت لصرف النظر عن انخفاض شعبية أنجيلا ميركل كنوع من وسائل تحسين الحالة المعنوية للشعب الألمانى الذى يشهد جدلا حادا بسبب دخول أعداد كبيرة من المهاجرين ومناداة البعض برحيل ميركل منذ تعثرت مباحثات تشكيل الحكومة قبل شهور كدليل على انخفاض شعبية المستشارة.. ويبدو أن الخسارة أثرت فعلا على معنويات الشعب الألمانى لدرجة أن 70% من قوة العمل فى السوق الألمانية كانت فى عطلة فى اليوم التالى للخروج مما تسبب فى خسائر 200 مليون يورو للاقتصاد الألمانى.

هزيمة البرازيل
هزيمة البرازيل

أما البرازيل فبحسب صحيفة "الجارديان" كانت الحكومة تأمل فى تقدم منتخب السامبا حتى يتم صرف النظر عن الأزمات السياسية والاقتصادية فى البلاد فهناك اثنين من رؤساء البلاد السابقين متهمان بالفساد والرئيس الحالى موجه له تهم فساد مع نائبه أيضا، وهناك غضب من الحالة الاقتصادية المتردية وسياسات التقشف، وقالت الصحيفة عن خسارة البرازيل "الأمر ليس مجرد كرة قدم هنا" ونشرت صور البكاء فى الشوارع البرازيلية قائلة إن الأمر صورة لليأس المسيطر على البلاد.

منتخبات المهاجرين

المهاجرون فى كأس العالم
المهاجرون فى كأس العالم

بدلا من التركيز على الفنيات وخطط مباراة فرنسا وبلجيكا أمس كانت الصحف والمواقع الإخبارية الأمريكية والبريطانية تلقى بتلميحات وتصريحات عن أهمية وجود المهاجرين فى أوروبا والغرب عموما وكان الدليل بحسب التقارير هو منتخب فرنسا ومنتخب بلجيكا حيث يقول البعض فى سخرية إن المباراة ضمنت وجود فريق أفريقى فى النهائى، صحيفة الإندبندنت، قالت إن المونديال هو احتفال بالمهاجرين وبراعتهم ومساهمتهم فى الدول التى تبنتهم بينما موقع Vox الأمريكى نشر مقال تحليلى يوضح كيف إن فرنسا تنتج أغلب لاعبى كرة القدم فى هذا المونديال نظرا ليس فقط للاعبين الأفارقة الفرنسيين بل أيضا اللاعبين المولودين فى فرنسا ويلعبون فى منتخبات أخرى بدليل أن 82 لاعب فى مونديال روسيا يلعبون لصالح دول لم يولدو أي منهم على أراضيها وكانت فرنسا هى الدولة التى ولد على أرضها 50 لاعبا منهم 21 فى المنتخب الفرنسى و29 فى منتخبات أخرى.. والأكثر من هذا أشار التقرير إلى أن أغلب هؤلاء اللاعبين الفرنسيين من أصول مهاجرة من إفريقيا وأغلبهم من أبناء الجيل الثالث من المهاجرين الذين عاش أبائهم فى مجمعات سكنية خاصة بسكان المستعمرات الفرنسية.

الانتماءات

مباراة بلجيكا وفرنسا حظيت باهتمام سياسى من نكهة أخرى تتعلق بالمناطق الحدودية بين البلدين حيث أغلب سكانها يتحدثون الفرنسية، فهناك مدينة كومين التى يفصلهما نهر والانتماء الكروى، هناك من يشجع فرنسا وهناك من يشجع بلجيكا، ولكن بحسب BBC فإن أغلب البلجيكيين ممن يتحدثون الفرنسية يرون المباراة إثبات لانتمائهم البلجيكى رغم لغتهم الأم لأنهم يعتبرون فرنسا تتعامل مع بلجيكا باستعلاء.

كذلك هناك مقاهى وضعت علم فرنسا وعلم بلجيكا فى نفس الوقت كنوع من إرضاء الطرفين.

لكن هذا لا يعنى أن الأمور انتهت بنهاية المباراة حيث ألقت الشرطة البلجيكية أمس على عدد من المحتجين فى بروكسل وضواحيها غضبا من الخسارة بهدف نظيف بعدما أصبحت فرنسا المنافس الكروى الأولى لبلجيكا.

 

الطرد قبل نصف النهائى

بدون داعى دخلت الأزمة الروسية الأوكرانية لمونديال 2018 رغم أن أوكرانيا نفسها لا تلعب فى المونديال، ولكن ظهر مدافع كرواتيا دوماجوج فيدا وهو يهتف "المجد لأوكرانيا" بعدما فاز منتخب بلاده على روسيا فى دور الـ8، وكان فيدا من اللاعبين الذين سجلوا فى مرمى روسيا فى الركلات الترجيحية وهو أصلا محترف فى نادى دينامو كييف الأوكرانى، الأمر الذى جلب فتح تحقيق فى الفيفا وبسببه أيضا اتخذ اتحاد الكرة الكرواتى قرارا باستبعاد أوجنين فوكويفيتش عضو البعثة الكرواتية بعدما أعلن تأييده للاعب فيدا قائلا "هذا الانتصار لدينامو وأوكرانيا إلى الأمام كرواتيا".

أما فيدا نفسه فحاول التراجع عن تصريحاته فى الفيديو الشهير حيث صرح لصحيفة اكسبريس "لا سياسة فى الكرة ولا كرة فى السياسة.. لقد كان الأمر مجرد نكتة مع زملائى فى دينامو كييف لا أكثر".

مع ذلك يتوقع أن تكون عقوبته هى الإيقاف عن مباراة إنجلترا.

أطفال كهف تايلاند

فريق كرة قدم من الأطفال التايلانديين ومدربهم قادهم الحظ السيئ لأن تتم محاصرتهم فى كهف بعدما غمرته مياه الفيضانات، ومع الاهتمام الإعلامى بالقصة لدرجة إرسال دول عدة مساعدات ومتخصصين فى الانقاذ للمساعدة فى إخراج الأطفال تحولت العملية لسيرك من الدعاية حيث أعلن الملياردير إيلون ماسك عن إرسال غواصة للمساهمة فى إنقاذ الأطفال ثم قال إن الغواصة ستستغرق 17 ساعة للوصول للكهف بعدما يكون تم إنقاذ الأطفال فعلا، على الجانب الكروى وبينما جهود الانقاذ مستمرة كان هناك الفيفا يدعو الأطفال لحضور المباراة النهائية لكأس العالم على الرغم من أن كل التقارير الطبية والإعلامية تقول إن الأطفال سيكونون فى حالة صحية سيئة ويحتاجون للرعاية الطبية السريعة لكونهم تعرضوا لإصابات بكتيرية خطرة من مياه الفيضان.

نهائى استعمارى

أغلب التوقعات الأن تشير لكون فرنسا وإنجلترا ستتقابلان فى النهائى الأمر الذى أشعل موجة من السخرية السياسية على غرار "لقاء الأعداء القدامى" والبعض يقول إن اللقاء سيكون مباراة بين قوتين استعماريتين سابقتين فقدتا مركزهما العالمى، وكل منهما حصل على البطولة مرة واحدة فقط. وإن كان الإنجليز يصرون أنهم سيفوزون لأنهم لم يخسروا من قبل أمام فرنسا.

بل إن مستخدمى تويتر من الأن بدأوا فى تأليف النكات على تاريخ البلدين سواء فى حرب 100 عام أو الحروب الصليبية وحتى الماضى الاستعمارى، وحروب نابليون بونابرت ومعاهدة فيرساى وهناك من يقارن حتى بين اللغتين.. وكل هذا قبل حتى أن تبدأ مباراة إنجلترا وكرواتيا.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة