فيسبوك
واتساب
حالة من الغضب سيطرت على أهالى الإسكندرية، بعد صدور قرار هدم المبنى الذى يقع به مقهى "نيو كريستال" بمنطقة محطة الرمل، أحد المقاهى القديمة، والتى تحمل ذكريات أجيال متعاقبة على عروس البحر المتوسط، فهو الذى إعتاد المثقفون والفنانون والأدباء، والصحفيون اللجوء إليه، فتحول مع الزمن إلى ملتقى للأدباء والمثقفين من أنحاء الإسكندرية والوافدين إليها للاستمتاع بجوها الساحر.
السوشيال ميدينا تقول : وداعا نيوكريستال
هدم المقهى لم يثر حالة غضب فحسب، بل أثار الشجن و الحزن على ذكريات جميلة عاشها أهالى الإسكندرية فى هذا المقهى القديم العتيق الذى ظل يمثل جزء هام من تراث الإسكندرية، وأعاد هدم هذا المقهى ليفتح جرح عميق فى قلب الإسكندرية يكن قد اندمل بعد، و لكنه هدأ قليلا، وهى مسلسل هدم المبانى التراثية بل والأثرية أيضا بالمدينة العتيقة، والتى تفرغها من جمالها وتحولها لمدينة الكتل الأسمنتية الجامدة.
يقول الشاعر خيرى السلكاوى، أن المقهى كان بالفعل ملتقى الأدباء والفنانين، فقد اعتاد على تنظيم لقاءات مع عدد من الشباب السكندرى الواعد و المتعدد المواهب والذى لم يجد طريقه إلى الشهرة، بجانب تنظيم حلقات نقاشية تضم عدد من الشباب فى مختلف مجالات الفنون من الأدب والشعر والمسرح والكتابة وغيرها.
حملات غاضبة على الفيس بوك
فيما قال عمرو حسن، أحد المترددين على المقهى ، أن المقهى كان يجذبه بالطراز القديم المميز له، فهو ذو أبواب خشبية عتيقة، وكان يجلس بجوار عدد من الشخصيات التى لاقت نصيبها من تجارب الحياة ليسرد كل منهم خلاصة تجاربه وذكرياته، وكان لفنجان القهوة بها مذاق خاص، تجتذب رائحتها المميزة المارة، فكانت قهوة " نيو كريستال " تشكل حالة وجدانية، وليست مجرد مقهى عادى، مؤكدا أنه شعر بالحزن العميق، حينما توجه فى المرة الأخيرة إلى القهوة كالمعتاد ليجدها مغلقة بالجنازير، تمهيدا لهدم المبنى.
وشهدت صفحات التواصل الاجتماعى و"السوشيال ميديا " حملات غاضبة ، تحت هشتاج بعنوان"وداعا نيو كريستال "، من مواطنى الإسكندرية الذين عشقوا هذا المكان، واعتادوا التردد عليه، سواء من الأدباء والمثقفين أو حتى المواطنين الآخرين، حيث أعرب عدد كبير منهم عن حزنة العميق لهدم هذا المقهى العتيق، والذى يحمل ذكريات جميلة لكل منهم.
وتقول إيناس شاهين، فى بوست على " الفيس بوك": لابد من عدم التعلق بأشخاص أو أماكن محببة للألم الذى قد نشعر به لفقدان هؤلاء الأشخاص والأماكن، وسردت ذكرياتها أحد أصدقائها مع عم عادل سيد أحد العاملين بالمقهى، والألم الذى شعر به لعدم رؤيته لهذا الرجل مرة أخرى وتبادل الأحاديث.
.jpg "فوتو سيشن داخل المقهى")
فوتو سيشن داخل المقهى
فيما يقول محمد علاء أحمد، فى بوست آخر على الفيس بوك أن " نيو كريستال " كانت بمثابة كائن حى، قائلا: " كان واعى لكل اللى بيحصل فى حياتنا ، بنتعلق بحاجات كتير على مدى عمرنا و بتروح " وأضاف: "المقهى مكنش بالنسبة لى عبارة عن قهوة، أنا عرفت ناس كتير جدا فيه وحبتهم جدا.. ضحكنا فيه كتير وزعلنا كتير، والذكريات عمرى ما هنساها، وتمثل لحظات صعب تتعوض تانى.. وداعا نيو كريستال".
.jpg "مقهى نيو كريستال")
مقهى نيو كريستال
فيما قام المصور حسان عاطف ، بتصوير " فوتو سيشن " كامل داخل المقهى القديم ، فى محاولة لإنقاذه و إلقاء الضوء علي روعة المكان ، حيث قام بتصوير إحدى الفتيات التى تتمتع ببشرة سمراء داكنة تلائم الألوان الداكنة للمقهى، والطابع المعمارى الخشبى المميز لها، و قام بالتقاط عدد من الصور للفتاة فى أماكن مختلفة داخل المقهى ، ليستعرض جمال المقهى من الداخل، والحزن العميق لفقدان هذا المكان، فكان يلتقط صور للفتاة تارة تجلس على أحد المقاعد الخشبية و تارة تتجول داخل المقهى المتسع الأركان، وتارة أخرى على الباب الامامى المميز بلوحتة الشهيرة التى تحمل اسم المقهى.
من جانبها، أكدت بهية عبد الفتاح رئيس حى وسط الإسكندرية، أن الحى لا يمكنه منع أعمال هدم المبنى الذى يقع به مقهى "نيوكريستال " ، حيث أن المبنى الذى يحمل رقم 7 شارع الإبيارى ، بمحطة الرمل متهالك و قد حصل على قرار هدم قانونى، بالإضافة إلى أن المبنى ليس تراثيا أو أثريا حتى يمكن التدخل لوقف أعمال الهدم.
.jpg "نيو كريستال معرض للهدم")
نيو كريستال معرض للهدم
.jpg "المقهى من الداخل بألوانة الداكنة")
المقهى من الداخل بألوانة الداكنة
ملتقى الادباء و الشعراء
