بالصور.. رحلة الحصاد مع أفضل مزارع قمح.. سيد أبو الوفا: سخرت حياتى للقمح استكمالا لمسيرة أجدادى.. أرض مصر خصبة والقرآن الكريم شهد بذلك.. ويؤكد: لدى تجربة تضاعف الإنتاجية ومحافظة أسوان تجاهلت تطبيقها

الثلاثاء، 25 أبريل 2017 07:30 م
بالصور.. رحلة الحصاد مع أفضل مزارع قمح.. سيد أبو الوفا: سخرت حياتى للقمح استكمالا لمسيرة أجدادى.. أرض مصر خصبة والقرآن الكريم شهد بذلك.. ويؤكد: لدى تجربة تضاعف الإنتاجية ومحافظة أسوان تجاهلت تطبيقها العم سيد يرفع القمح
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ربما لا يعرفه الكثيرون فى مصر، لعدم ظهوره على شاشات الفضائيات كثيراً، ولكنه استطاع أن يحقق لقب أفضل مزارع للقمح فى مصر، بسبب تفانيه وإخلاصه فى العمل الزراعى، هو "سيد أبو الوفا سلطان" البالغ من العمر 60 سنة، ويقيم بقرية بنبان بمحافظة أسوان، والذى استطاع أن يحقق أفضل إنتاجية من القمح فى الفدان الواحد وذلك وفقا لما أعلنته مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة فى مسابقتها السنوية الأخيرة.

 

أحد العمالة يحصد القمح
أحد العمالة يحصد القمح
 

"اليوم السابع" رافقت العم سيد أبو الوفا فى يومه الذى يقضيه ما بين منزله وأرضه الزراعية التى يحبها ويعتبرها ابنته البكر، ويخلص لها فى العطاء وتخلص له فى الإنتاج.

 

العم سيد يرفع القمح
العم سيد يرفع القمح
 

قال المزارع سيد أبو الوفا، "تربيت منذ صغرى على الزراعة، فنحن أسرة تعمل فى الزراعة ونتوارثها من الأجداد إلى الآباء وصولاً للأبناء، ولدى 4 أبناء بنت وثلاثة ذكور وهم محمد 31 سنة، وأحمد 28 سنة، ومحمود 25 سنة، ومن عشقنا للزراعة التحق الذكور بالثانوية الزراعية لإثقال الجانب الزراعى فى حياتهم، فهم يعملون مع أبيهم فى الأرض يزرعون ويحرثون ويحصدون".

 

جانب من حصاد القمح
جانب من حصاد القمح
 

وحول يومه فى الزراعة وحصاد القمح، يبدأ يوم أبو الوفا مع آذان الفجر فبعدما يستيقظ، يوقظ كذلك أهل بيته لأداء الصلاة فى وقتها، ثم يبدأ بحلب المواشى حتى يفطر مع أفراد عائلته قبل أن يتوجه إلى الأرض، وعادة ما يستقل الدواب كالحمير والجمال باعتبارها وسيلة التنقل الشعبية ما بين الأرض والمنزل وهو الأمر المعمم فى القرية كلها.

 

حصاد يدوى للقمح فى أسوان
حصاد يدوى للقمح فى أسوان

وفى الطريق إلى الأرض الزراعية يتقدم العم سيد أولاده فى السير، ويقول "لا يخرج من ذهنى تلك الأغنية التى كان يرددها جدى وأبى عندما كنت صغيراً وفى طريقنا لحصاد القمح"، وتقول كلماتها: هيا للسنبل نحصده فى الليل على ضوء القمرِ.. أن ندى الصبح على السنبلِ كالفضة فى وادى الذهبِ.. فتعالوا نحصد بالمنجل ونغنى أغنية الطربِ.

 

حمار العم سيد
حمار العم سيد

يصل العم سيد وأولاده إلى أرضهم الزراعية فى قرية بنبان التابعة لمركز دراو بمحافظة أسوان، وفور نزوله من دابته يأخذ ابنه الأصغر الحبل وفى أحد أركان الأرض يوتد الأبن حبل الدابة فى الأرض حتى لا تشرد وأيضاً لتأكل من تحتها، ويبدأ العم سيد وأولاده فى إلقاء السلام على العمالة وعددهم 5 أشخاص وعادة ما يسبقونه إلى العمل فى الأرض، وبعد فترة من العمل وقبل الظهر يجهز أبناء العم سيد الإفطار الذى جلبوه من المنزل لهم وللعمالة، فيفترشون الأرض وسط نسائم الخضرة وأصوات العصافير وتلال القمح التى حصدوها يأكلون ويشربون الشاى ويمسحون عرق جهد يوم جديد بذلوه فى حصاد القمح.

 

المزارع سيد يشارك العمالة فى الإفطار
المزارع سيد يشارك العمالة فى الإفطار

ومع آذان الظهر يغادر سيد وأولاده الأرض متوجهين إلى المنزل، ثم يعودون للأرض مرة أخرى بعد صلاة العصر ويمكثون فيها حتى بعد غروب الشمس، ويستمر هذا العمل حلقة تتكرر فى كل يوم.

 

المزارعون يشربون الشاى تحت ظل الشجرة
المزارعون يشربون الشاى تحت ظل الشجرة

ويستكمل المزارع سيد، الحديث وهو يجلس تحت ظل شجرة ويمسك فى يده كوب الشاى، "ورثت حرفة الزراعة من أجدادى، واستكملت المسيرة فى تطوير الأراضى الزراعية، وذلك من خلال استئجار عدد من الأفدنة الزراعية بقرية بنبان بمركز دراو، ومشروع وادى النقرة بمركز نصر النوبة، ومشروع وادى الصعايدة بمركز إدفو، وسخرت معظم هذه الأراضى لخدمة محصول القمح، فبلادنا مصر أرض غنية بخصوبتها وهو ما ورد فى كتاب الله حكاية عن قصة موسى مع بنى إسرائيل".

 

صحفى اليوم السابع مع مزارعى القمح بأسوان
صحفى اليوم السابع مع مزارعى القمح بأسوان

وأضاف "أبو الوفا"، أنه اجتهد فى الأرض للوصول إلى أعلى إنتاجية بالحقل، وحصل على لقب "ساحر القمح" – فى المسابقة السنوية التى تنظمها البحوث الزراعية بوزارة الزراعة بالتعاون مع البحث العلمى، وتحت رعاية مؤسسات وجمعيات زراعية مجتمعية – وذلك لتحقيقه أعلى إنتاجية لفدان القمح على مستوى المدارس الزراعية فى مصر، بعد أن تقدم للجائزة باسم ابن أخته الطالب على محمد بهيج، ووصل إنتاج الفدان الواحد لـ30,90 إردباً، وتم تكريمه من قبل إحدى المؤسسات التنموية فى مجال الزراعة وكذلك محافظة أسوان، مشيراً إلى أن لكل مجتهد نصيب والزراعة تعطى لمن يجتهد ويرعاها، وأنه توقع تحقيق أعلى إنتاجية فى الحقل، كما أن أى مصرى يستطيع أن يحقق أعلى إنتاجية للفدان فى زراعة القمح لأن المصريين مبدعين بالفطرة، وعلق قائلاً "خلقنا لنكون مزارعين ناجحين لأن التاريخ الماضى والحاضر يثبت كل ذلك، ولنا فى سيدنا يوسف أروع الأمثلة"، لافتاً إلى أن النجاح يتحقق بشرط أن يجتهد كل مزارع فى عمله، لأن الزراعة لا تعطى إلا لمن يعطيها، مع إتباع التوصيات الفنية الخاصة للبحوث الزراعية.

يسكت العم سيد قليلاً ليلتقط شربة من الشاى، ويستكمل حديثه "نحن أسرة متوسطة الحال وليس لنا أرض نمتلكها، ودائما ما نلجأ لتأجير الأراضى لنزرعها ونعيش من قوتها، ونستمر فى عمل نشأنا عليه خلفاً لآبائنا وأجدادنا الذين كانوا يخلصون فيها ويحققون أعلى الإنتاج فى المحاصيل بشهادة الجميع، رغم ما نعانيه من ارتفاع فى الأسعار وصل بيومية العامل الواحد 1500 جنيه لفدان القمح الذى يستمر حصاده لـ4 أيام، وعادة ما تحتاج الأرض لـ4 أو 5 أشخاص من العمالة اليومية".

 

القمح
القمح

ويحكى المزارع الأسوانى، قصة حوله على أفضل مزارع قمح فى مصر، قائلاً "بمجرد علمى بمشروع النهوض بالقمح من قبل مركز البحوث الزراعية تحت رعاية إحدى مؤسسات التنمية، لتحقيق أعلى إنتاجية للقمح خارج الحقول التعليمية، راودنى الحلم بأن أكون من الفائزين، وتم اختيار الأرض وقمنا بتسميدها جيداً بالسماد العضوى ثم السماد الكيماوى والسوبر فوسفات لتفتيت التربة واستخدمنا مبيدات ضد الحشرات واتبعنا جميع الإرشادات، حتى وصلنا للحلم بإنتاج ما يزيد عن 30 إردبا للفدان الواحد، رغم أن معظم أراضى قرية بنبان بمحافظة أسوان كانت تنتج من 15 إلى 17 إردباً فقط للفدان من القمح".

 

أفضل مزارع يمسك بسنابل القمح
أفضل مزارع يمسك بسنابل القمح

وأكد أبو الوفا، أن المزارع المصرى يستطيع تحقيق أعلى إنتاجية إذا ما وجد الاهتمام من الدولة وتوفير التقاوى الجيدة ومتطلبات الإنتاج من جرارات حرث وسيولة مالية للصرف على زراعته وتسميدها جيداً، مؤكدا أنه لم يستطيع الوصول لأعلى إنتاجية للقمح بدون مساندة إدارة البحوث الزراعية ودعمها له من خلال توفير النصائح وأجود التقاوى التى تقاوم الأمراض والطرق الصحيحة للزراعة، لافتاً إلى أن مزارعى الصعيد يعانون من عدم توفير التقاوى الجيدة بأسعار جيدة، وكذلك الأسمدة بالكميات التى يحتاجونها.

 

جانب من الحصاد الآلى
جانب من الحصاد الآلى

وقال "لجأت لتسميد فدان القمح الموسم الماضى بتحمل شراء نصف الأسمدة المطلوبة للتسميد من السوق السوداء، ولم تصرف الجمعية الزراعية سوى الحصة التى خصصتها الوزارة من السماد المدعم وهى 4 شكائر من السماد المدعم لكل فدان قمح، بينما اضطرت لشراء 3 شكائر أخرى من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، بجانب 2 شيكارة سوبر فوسفات، ليصل مجموع ما تم تسميده إلى 7 شكائر سماد و2 شيكارة سوبر حتى أنتجت الأرض 30 إردبا من القمح"، مؤكداً أنه لجأ لزراعة القمح بنظام المصاطب عن طريق التخطيط لمصاطب ونقر على الجورة، وتبعد كل جورة عن الأخرى 10 سنتيمترا، ورش 6 حبات فى كل جورة، ورى الأرض كل 21 يوماً وعندما ظهرت الحشائش تم رشها بالمبيد".

وطالب عم سيد، بضرورة قيام مركز البحوث الزراعية بعمل خريطة سمادية للأراضى، حتى يتم تحديد احتياجات التربة أولاً بأول من العناصر السمادية لضمان تحقيق أعلى إنتاجية، مضيفاً بأن المزارعين بمجرد علمهم بنجاح التجربة فى إنتاج 30 إردباً من القمح للفدان، حضروا ليتعرفوا على طريقة الزراعة، وانتظر تنفيذ وعد محافظ أسوان السابق اللواء مصطفى يسرى بالحصول على قطعة أرض بمشروع توشكى لتكرار نجاح مشروع القمح فيها.

وناشد أفضل مزارع قمح، وزير الزراعة، بأن لديه تجربة فى زيادة إنتاجية الفدان من القمح والحبوب الأخرى مثل "الذرة والفول والشامى حتى البلح أيضاً"، وهو الأمر الذى يرجع إلى خبرته الطويلة فى مجال الزراعة، ومستعد لإثبات تلك التجربة فى المعامل الزراعية ويطالب بتعميمها فى أراضى جمهورية مصر العربية لتحقيق أكبر استفادة للمحاصيل الإستراتيجية بمصر، وخاصة أن محافظ أسوان السابق اللواء مصطفى يسرى، وعده بتوفير قطعة أرض لتطبيق تجربته بها دون رغبته فى تملكها، ولكنه يسعى إلى تحقيق حلمه بزيادة الإنتاج الزراعى فى مصر وتوفير فرص عمل للشباب من خريجى الكليات الزراعية والدبلومات الفنية الذين يعملون عمالاً باليومية فى الأراضى الزراعية.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة