ابن الدولة يكتب: الساخرون من "الحمد لله إننا مش سوريا والعراق"!! ..تفكك المنطقة ليس فزاعة كما يحاول البعض الترويج.. وليس وسيلة لإلهاء المواطنين.. وعدم إدراك النخبة السياسية للحقائق هى الكارثة بعينها

الخميس، 23 يوليو 2015 09:00 ص
ابن الدولة يكتب: الساخرون من "الحمد لله إننا مش سوريا والعراق"!! ..تفكك المنطقة ليس فزاعة كما يحاول البعض الترويج.. وليس وسيلة لإلهاء المواطنين.. وعدم إدراك النخبة السياسية للحقائق هى الكارثة بعينها ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آن الأوان الاهتمام بالسؤال الهام.. هل غرق الوسط السياسى والإعلامى فى مشاكلنا الداخلية، والمعارك الصغيرة، وغفل عن الخطر الكبير الذى يقف على أبواب هذه المنطقة ومصر تحديدا؟ هل فعلا يشعر الداخل المصرى بخطورة الموقف فى المنطقة بنفس القدر الذى ترسمه الأحداث الأخيرة أو تنوه إليه القيادة السياسية؟ أم أن النغمة السائدة لبعض السياسيين وهى نغمة نشاز تقول بأن الدولة تهول من مخاطر الوضع الإقليمى، من أجل إلهاء الناس عن الداخل، ترى طريقها فى المرور والرواج بين المصريين.
الحق يقول بأن الوعى بخطورة الوضع فى المنطقة ظاهر وواضح فى تحركات الشعب المصرى، وفى كل ظرف سياسى يثبت المصريون هذا الأمر ويثبتون أيضا إدراكهم أن الدولة ليست فى حرب مع عصابات إرهابية فى سيناء فقط، بل هى أيضا فى حالة دفاع عن نفسها فى ظل منطقة تتآكل وتتفكك.

تفكك المنطقة وخطورة الوضع فيها، ليس فزاعة كما يحاول البعض الترويج، وليس وسيلة لإلهاء المواطنين، وعدم إدراك النخبة السياسية والإعلامية لتلك الحقائق هى الكارثة بعينها، وللأسف كل المؤشرات فى أداء بعض السياسين وبعض الإعلاميين تقول بأن حسهم بخطورة الموقف غير دقيق، بدليل إصرارهم على إدخال الدولة فى معارك جانبية صغيرة على حساب المخاطر التى يواجهها الوطن، وهى مخاطر فى منتهى القسوة.

نحن منشغلون بنفسنا عما يجرى فى سوريا والعراق وليبيا، وتطورات الأحداث التى تثير الدهشة والعجب، وتعيد السؤال: هل ما يجرى مصادفة أم أنه خطة كبيرة ومؤامرة عظمى يجب أن ننتبه لها، لأننا نتأثر بما يجرى فى هذه الدول؟ تنظيم داعش وقواته، بعد أشهر من عمليات أعلنت عنها الولايات المتحدة وضربات جوية يومية، التنظيم لم يتأثر بما تعرض له من ضربات، وواصل توسعاته فى سوريا والعراق وأصبح قريبا من التهام المدن والمحافظات العراقية واحدة تلو الأخرى، استقرار داعش فى العراق كشف عن ضعف شديد فى قوات الجيش والأمن العراقية والحشد الشعبى، ووجود ثغرات نفسية ومذهبية، وفقدان للثقة بين العراقيين، فالعراقيون معروفون بالشدة والقوة، وكان لديهم جيش قوى يوما ما، حرصت الولايات المتحدة على تفكيكه، تزامنا مع زرع الفرقة، وزرع الطائفية والمذهبية بين العراقيين وبعضهم، وتم عمل دستور طائفى، ومع الوقت كان الشك بين العراقيين وبعضهم شيعة وسنة وأكراد هو بداية تفكيك الوحدة الوطنية، وبداية التقسيم والتفتيت للعراق نفسها. وفى سوريا كان الأمر مختلفا، فقد تم تسليح المليشيات الدينية من قبل أمريكا ودول إقليمية بمعاونة تركية، بينما تم إهمال المعارضة وتجاهل الشعب السورى، وقوى «داعش» ليتقدم الجميع.

وإذا نظرنا إلى ما يجرى فى ليبيا فسنجد نفس الأطراف تدعم داعش والمليشيات المسلحة الإرهابية بالسلاح، وتتوسع مع دفع لنشر الطائفية والقبلية بين الليبيين. كل هذا يدفعنا إلى طرح السؤال عما يجرى، وهل داعش مجرد مليشيات تمارس الإرهاب؟ أم أنها جيوش مدربة وتقوم بدور واضح لتفكيك وتقسيم المنطقة؟ والأهم هو الدرس الذى يجب أن نتعلمه مما يجرى فى سوريا والعراق، لقد كان هناك ولا يزال بعض السياسيين من يسخر من مقولة «الحمد لله إننا مش سوريا والعراق»، بعضهم يطرح هذا نكتة أو فكاهة، والبعض يطرحه بسوء نية، وهو يعى أننا فعلا لسنا سوريا والعراق، وأن مصر أفشلت مخططا كبيرا جدا، بجيشها الواعى الوطنى، وأيضا وحدة الصف، وأننا لو كنا تركنا سيناء لشهور قليلة لربما تحولت إلى مركز حرب لاكتساح مصر كلها ضمن مخطط كبير يتضح يوما بعد يوم، المصريون رفضوا أى محاولة لزرع الطائفية والمذهبية، وساندوا الدولة وهم يعرفون أنهم يواجهون خطرا مجهولا، لكن السؤال: هل زال الخطر؟.. الحقيقة أن الخطر قائم، والخطط موجودة، وبدايتها زرع الفتن وشق الصف، وجماعات تحصل على تمويلات لصناعة فتنة، لكن وحدة المصريين مع دولتهم هى الحامى والضامن للنجاة من مصير دول تتفكك.



موضوعات متعلقة


- ابن الدولة يكتب: كيف تتدخل الدولة لإطفاء نار المعارك الرياضية؟ اتحاد الكرة صامت وعاجز.. ومجلسا إدارتى الأهلى والزمالك ينقلان المشكلة والألفاظ السيئة السمعة من ساحة الرياضة إلى ساحة التخوين


- ابن الدولة يرد على فهمى هويدى: سقوط كاتب كبير فى بئر مقال هش.. يستنكر على الإمارات إنشاء مراكز بحثية لمكافحة الإرهاب.. ويسأل قادتها: لماذا لا تنفقون أموالكم على الأعمال الإنسانية؟


- ابن الدولة يكتب: الانتخابات على الأبواب.. والأحزاب فى غياب.. هل استغلت الأحزاب موسم تأجيلات الانتخابات فى إعداد القوائم والاقتراب من الشوارع؟


- ابن الدولة يكتب: درس مكافحة الإرهاب من مصر.. الولايات المتحدة تقود تحالفا منذ شهور يعجز عن مواجهة «داعش».. والرئيس السيسى حذر مبكراً دول العالم من خطر يهدد الجميع










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة