ابن الدولة يكتب: الانتخابات على الأبواب.. والأحزاب فى غياب.. هل استغلت الأحزاب موسم تأجيلات الانتخابات فى إعداد القوائم والاقتراب من الشوارع؟

الإثنين، 20 يوليو 2015 09:00 ص
ابن الدولة يكتب: الانتخابات على الأبواب.. والأحزاب فى غياب.. هل استغلت الأحزاب موسم تأجيلات الانتخابات فى إعداد القوائم والاقتراب من الشوارع؟ ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى..



روائح البرلمان وجلساته ونوابه تهل علينا، ومعركة الانتخابات بدأت فى سماع أصواتها، وكل المؤشرات والترتيبات التى تتم على قدم وساق تقول بأن المصريين سيسمعون صوت نوابهم تحت قبة مجلس النواب قبل نهاية هذا العام، ومع ذلك يبقى السؤال هل الأحزاب المصرية جاهزة؟ هل استغلت الأحزاب كل هذا التأجيلات لصياغة قوائم انتخابية واضحة ومتنوعة ومتكاملة؟

الواقع يجيب عن الأسئلة السابقة بـ«لا»، الأحزاب لم تستطع خلال شهور أن تتفاهم وتتوافق لتقديم قائمة متفق عليها من الأحزاب، يمكن أن تمثل اختيارًا مناسبًا لخوض الانتخابات، لكن للأسف عجزت الأحزاب والتيارات السياسية منذ ثورة 25 يناير عن التوصل إلى أى نوع من التفاهم فيما بينها، لاختيار أفضل المرشحين، أو القوائم والتحالفات السياسية من التى يعرفها العالم وتعرفها السياسة، خاصة أن لدينا ما يقرب من 90 حزبًا، وربما أكثر، يُفترض أنها سوف تخوض الانتخابات بقوائم وأفراد.

وما نراه أن هذه الأحزاب تركز نشاطها كله فى الخوف من عودة الحزب الوطنى المنحل إلى صفوف البرلمان، من دون أن تبذل جهدًا لمواجهة هذا الحزب الذى يفترض أنه متوقف وممنوع من العمل السياسى، ومن الممكن أن تتفرغ الأحزاب للنزول إلى الجماهير ومخاطبتها وإقناعها ببرامج ومرشحين، بدلًا من البقاء فى مرحلة إبداء الخوف.

الأحزاب كانت تبدى خوفها، وحصلت على فرصة بتأجيل الانتخابات، كان يمكنها أن تستغلها فى تقوية علاقاتها بالشارع، من خلال جولات ميدانية ومؤتمرات، تحتك فيها بالجمهور وتواجه تساؤلات الشارع، وتعيد حساباتها، وتواجه الفلول والمنافسين فى الشارع، لكن ما جرى أن مرت الأشهر الفائتة وأكثر، ولم تتحرك الأحزاب لتبذل جهدها من أجل كسب الشارع أو الاقتراب منه. لقد اجتمعت الأحزاب مع الرئيس ومع بعضها، وتكلمت كثيرًا، وطالبت بتعديلات فى قوانين الانتخابات، لكن يبدو أنها لم تسعد للانتخابات المقبلة بأى وسيلة، فلم تتفق على قوائم موحدة، ولم تتفق فيما بينها على إخلاء أو تقسيم الدوائر بالشكل الذى يُحدث تكاملًا بين الأحزاب وبعضها فى الانتخابات، لكن ما حدث أن أغلب الأحزاب أضاعت فترة تأجيل الانتخابات دون بذل أى جهد للاقتراب من الشارع، وسوف تظل الأحزاب كما هى تشكو من الفلول والإخوان.
الكل يعلم حجم التحديات، والقوى السياسة على وجه الخصوص بمختلف توجهاتها وأحزابها تعلم حجم التحديات التى تواجه مصر، ومع ذلك لا تكل ولا تمل من تصدير مشاكلها إلى السيد الرئيس، وكأن الرئيس فى وقته بعض من الفراغ الذى يسمح له بأن يتحمل أعباء مشاكل الأحزاب بجوار مشاكل الوطن، أبناء الحزب الواحد يتعاركون ويقفون على باب الرئيس فى انتظار تدخله، الأحزاب تتعارك فيما بينها وتتبادل الاتهامات فى صورة تسىء للمشهد السياسى المصرى، وتقف على باب الرئيس فى انتظار أن يصلح فيما بينها، أحزاب تتهم الأخرى أنها تابعة للأمن، والأخرى تتهمها أنها تحصل على توجيهات من الخارج، وبعضها يتهم الدولة بأنها تدعم حزبا بعينه أو قائمة بعينها، يتلو بعضها تلك الاتهامات ويكررها ويرد عليها الرئيس بنفسه قائلا: «إن الدولة على الحياد، وأن الرئاسة لا تدعم جبهة بعينها، ومع ذلك يدعوها للتوافق من أجل مصلحة مصر والعملية السياسية». وفى كل لقاء مع الرئيس يقول قيادات الأحزاب، إن زمن الخلافات انتهى، وأن الساعات التالية للقاء الرئيس ستشهد توافقا غير معهود، ويبدأون فى الإعلان عن مؤتمرات واجتماعات للتوافق على قائمة موحدة للانتخابات، حدث هذا فى المرة الأولى، وفشل الأمر فشلا ذريعا وتفوقت خلافاتهم على ما يحتاجه الوطن منهم، ثم تكرر الأمر بعد لقاء الأحزاب الأخير مع الرئيس، وخرجت منه أغلب القيادات الحزبية يتحدثون عن ضرورة التوافق والحوار، استعدادا للانتخابات البرلمانية، ولأن الوضع السياسى يحتاج مزيدا من التوافق والاستقرار، ثم فجأة تأتى كل المؤشرات تقول إن مصير تلك التصريحات الوردية التى يطلقها قيادات الأحزاب عن التوافق والحوار سيكون مثل سابقها كأنها لم تكن، فهل سنكون على موعد مع تكرار المشهد الحزبى الخائب فى ظل مؤشرات تقول بأن الاستعدادات للانتخابات ليست كما ينبغى.. لك الله يا مصر.


اليوم السابع -7 -2015



موضوعات متعلقة:


ابن الدولة يكتب: درس مكافحة الإرهاب من مصر.. الولايات المتحدة تقود تحالفا منذ شهور يعجز عن مواجهة «داعش».. والرئيس السيسى حذر مبكراً دول العالم من خطر يهدد الجميع


ابن الدولة يكتب: درس فى الإرادة من قناة السويس.. حفر القناة الجديدة فى عام بدلاً من ثلاثة يؤكد أن المصريين عندما يريدون فإن الله يساندهم ويقوى من عزيمتهم


ابن الدولة يكتب: إقالة الفاشلين.. هل تكفى؟ مطلوب تطوير أجهزة الرقابة لتتجاوز مراقبة الفساد المالى إلى مراقبة الأداء الوظيفى









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة