فى مصر الجيش يفرض سيطرته وبعد الضربة الموجعة التى وجهتها القوات للإرهابيين فى أول يوليو، تواصل القوات مطاردة الفئران فى شمال سيناء، ولم نشهد إبان عيد الفطر عمليات نوعية، بل كان الجيش يحرس ويطارد الإرهاب بينما الأغلبية من المصريين يقضون العيد فى أمان، ولا يعرف كثيرون حجم التحديات التى يواجهها الجيش فى سيناء، ولا حجم العمليات الإرهابية التى يمنعها من المنبع، وهو ما يدخل فى سياق الأمن القومى، ويوما ما سوف يطلع المصريون على بطولات أسطورية لقواتهم المسلحة، وحجم ما تم إحباطه وكيف حموا مصر من مصير دول تفككت ودول أخرى تواجه هجمات مختلفة.
مصر حذرت مبكرا من الإرهاب، وكلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى للأوروبيين وفى الأمم المتحدة، أن الإرهاب يهدد الجميع وإذا لم يتم تنظيم الجهد الدولى لمواجهته فهو يهدد العالم كله.
ومن يرد الاطلاع على حجم التحديات فلينظر إلى ضربات تقودها الولايات المتحدة منذ شهور بدعوى مواجهة داعش، ومع أمريكا هناك تحالف من دول مختلفة لكنها لم تحقق تقدما، بل أن نفس الدول التى ساهمت فى صناعة داعش والنصرة تواجه اليوم ضربات إرهابية وتفجيرات، وتتحقق توقعات مصر، ويصل الإرهاب إلى أوروبا والولايات المتحدة التى شهدت هجوما من مسلح على مراكز تدريب المارينز، وقتل وأصاب 7، قبل أن يلقى مصرعه برصاص الجيش الأمريكى.
الأمريكيون أنفسهم لا يبدو أن لديهم خططا واضحة لمواجهة داعش، وهناك تحليلات ترى أن الولايات المتحدة ليست جادة فى مواجهة الإرهاب الذى ساهمت فيه بطريقة أو أخرى، لكن رئيس هيئة الأركان فى الجيش الأمريكى الجنرال راى أوديرنو، قال أول أمس الجمعة، أن الجيش يتولى مهمات أكثر بكثير مما كان متوقعا، عندما بدأ خفض عدد قواته قبل سنوات، وتوقع أن تستغرق هزيمة تنظيم داعش ما يتراوح بين 10 و20 عاما. ما يقوله رئيس أركان الجيش الأمريكى تطرحه تحليلات أخرى من اتجاهات مختلفة، والدول التى ساعدت فى نقل ودعم المسلحين الإرهابيين إلى المنطقة تواجه هى الأخرى خطر الإرهاب، بينما مصر كانت سباقة لتحذير الجميع من خطر لن يترك أحدا.
موضوعات متعلقة
- ابن الدولة يكتب: درس فى الإرادة من قناة السويس.. حفر القناة الجديدة فى عام بدلاً من ثلاثة يؤكد أن المصريين عندما يريدون فإن الله يساندهم ويقوى من عزيمتهم
- ابن الدولة يكتب: إقالة الفاشلين.. هل تكفى؟ مطلوب تطوير أجهزة الرقابة لتتجاوز مراقبة الفساد المالى إلى مراقبة الأداء الوظيفى
- ابن الدولة يكتب: الذين خذلوا الرئيس فى ملف تجديد الخطاب الدينى.. تقاعست المؤسسات الدينية الرسمية مثل الأزهر والأوقاف واكتفت وزارة التعليم بالإعلان عن لجان غير مدروسة لتنقية المناهج من التطرف
