مارينا فارس تكتب: أنا وبطوط وحظى

الإثنين، 12 يناير 2015 10:14 م
مارينا فارس تكتب: أنا وبطوط وحظى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلك الواحة الملونة التى أزورها باستمرار وأتجول بين صفحاتها إلى طفلة تطارد الرسوم الكرتونية. اضحك ثم اضحك ولكن أعود لأفكر بصورة أعمق فى شخصيات تلك المجلة زاهية الألوان. فأجد حبى الأكبر لبطوط.. بطوط تلك الشخصية الطيبة المتفانية فى عملها دائماً والنهاية لا شىء. ككل مرة ينجح محظوظ. بمجهود أقل وأسرع يصل إلى ما يحاول بطوط الوصول إليه فيعود بطوط حزين يلوى منقاره الأصفر.

يبهرنى ذلك البطوط.. دائماً يثق بنفسه ويثابر رغم فشله المتكرر. دائماً لديه حلول وحده من يراها عبقرية ومناسبة. رغم ذلك يسخر الجميع من بطوط، بداية من عمه البخيل وأبناء أخيه الصغار وحتى أفراد عصابة القناع الأسود الأشرار ما أن يكون هو حارس ما يريدون سرقته حتى يتأكدون من سهولة مهمتهم. يحاول طوال الوقت أن يتعامل بذكاء ولطف مع الصغار لكنه لا يجد سوى سخريتهم من أفكاره. شىء مدهش، حتى مدينة البط تعانى من صراع الأجيال!

النوم.. أنه دائماً يرى النوم الحل الأمثل لكل مشاكله. النوم فى نظر بطوط شىء لا عيوب له. لأنه فى أحلامه لا يزوره حظه العاثر.. فى أحلامه لا وجود لمحظوظ فيصير هو أفضل من فى مدينة البط وينال إعجاب زيزى.

دائما ما يثير شفقتى حين يقف ريشه الأبيض من شدة الغضب. ثقته بنفسه تشبه البلونات الملونة حين تنفجر واحدة تلو الأخرى ويسقط أخيراً فى قاع أحزانه المأسوية، فيعود خائباً يمضغ هزيمته الصغيرة.

أنا أحب بطوط لأنه يشبهنى هو يشعر أن حظه سيّئ إلى أقصى حد. وأنا أيضاً - لأسباب مجهولة بالنسبة لى - أشعر أن حظى سيّئ لدرجة قد تدفعنى أحياناً للجنون فأغضب مثله وألوم حظى مثله وأعلق عليه الأخطاء الصغيرة، أترك الحياة تصخب وأتسأل فى بلاهة لماذا يقف حظى أمامى كخصم عنيد؟

الرسوم االكرتونية لا تكبُر ولا تشيخ.. لكن ماذا عنى؟! هل ستظل كل أحلامى حبيسة غرفتى الصغيرة.. تتحول للوحات متقنة الصنع معلقة على جدران ذاكرتى.

وأنت أيضاً إذا فتشت داخلك ستجد بطوط الذى يغضب بسبب من يفسدون يومه ويلوم حظه ثم يعود خائباً. حين يخونك حدثك، وتشعر أن الأقدار تفسد قصص صغيرة لكنها تعصف بسكونك.. حينها لا مفر إلا أن تغنى بصوت أعلى من صوت يأسك، تقول مع بطوط: "ماهذا الحظ لكننى أرفض الاستسلام بسهولة"..










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة