سوسة النخيل الحمراء خطر يهدد المحصول الاستراتيجى للوادى الجديد.. تزايد انتشار بؤر الإصابة وتضرر عدد كبير من المزارعين.. رفع درجة الاستعداد القصوى لمكافحة الآفة.. والمحافظ يطرح مبادرة لدعم أعمال المكافحة.. صور

الأربعاء، 17 يناير 2024 06:00 م

أعمال مكافحة سوسة النخيل

الوادي الجديد - ماهر البهنساوي

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رفعت الأجهزة التنفيذية المختصة بمحافظة الوادى الجديد، درجة الاستعداد القصوى على مستوى كافة ربوع المحافظة، وذلك بعد انتشار وظهور بؤر جديدة لآفة سوسة النخيل الحمراء وتضرر عدد كبير من المزارعين منها، حيث وضعت المحافظة خطة شاملة للتصدى لتلك الحشرة المدمرة، والتى تهدد أكثر من 3 ملايين شجرة نخيل، حيث تم تفعيل قرار المحافظ رقم 297 لسنة 2017م الصادر بشأن إلزام مزارعى النخيل على مستوى المحافظة برش النخيل ضد سوسة النخيل الحمراء جبريا ومعاقبة من يتأخر عن المكافحة بالسجن أو الغرامة، كما يجرى تفعيل المبادرة التى طرحها اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الإقليم لتعزيز جهود المكافحة من خلال المشاركة مع المزارعين فى نفقات المبيدات الخاصة بالآفة بمشاركة كبار المستثمرين والشركات الزراعية بالمحافظة.

وأعلنت مديرية الزراعة بالمحافظة أنها فى اطار الرصد الذى تقوم به فرق التتبع لحشرة سوسة النخيل الحمراء ونظرا لما تلاحظ من انتشار الحشرة فى أماكن متفرقة بالمحافظة والدخول فى مرحلة الخطر الحقيقى للحشرة ( الوباء) وهو ما استدعى حشد كافة جهود المديرية والإدارات الزراعية وجميع اجهزة الدولة للتصدى بكل السبل واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بكل صرامة لمقاومة الآفة وانحصارها وعزل المناطق المصابة وحظر نقل اية فسائل منها نهائيا وذلك لضمان منع انتشار المرض لمناطق أخري.

ويجرى تنفيذ برامج المكافحة لمرض سوسة النخيل على مستوى كافة المراكز والقرى ويتم عمل الفحص الدورى للمزارع للتأكد من عدم وجود أيه إصابات جديدة والتشديد على المزارعين بسرعة الإبلاغ الفورى عن أية حالة مرضية أو أعراض تظهر على أشجار النخيل وهى المظاهر المعروفة لكل المزارعين بعد تكرار سرحها فى الندوات والزيارات الميدانية وبرامج المكافحة للتعرف على مرض يوسة النخيل، وذلك حتى يتسنى لفرق المكافحة أن تقوم بالفحص الكامل لتلك المزارع وعلاج الحالات المصابة.

كما جرى تفعيل قرار المحافظ رقم 297 لسنة 2017م الصادر بشأن إلزام مزارعى النخيل على مستوى المحافظة برش النخيل ضد سوسة النخيل الحمراء والذى ينص فى مادته الأولى أن يلتزم مزارع النخيل بمحافظه الوادى الجديد إتخاذ إجراءات الرش العلاجى بالمناطق المصابه بسوسة النخيل والرش الوقائى بالمناطق غير المصابة بسوسة النخيل وتحت إشراف جهاز المكافحة بمديرية الزراعة، وفى المادة الثانية يتولى جهاز المكافحة بمديرية الزراعة اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المزارعيين الذين يتقاعسون عن الرش العلاجى للمناطق المصابة بسوسة النخيل والرش الوقائى للمناطق غير المصابة بسوسة النخيل وفقا لأحكام المادة رقم 93 بند ط بند أ بالمادة 97 والتى تنص على أنه "يعاقب بالحبس مده لا تجاوز ستة اشهر وغرامه لا تزيد عن 100 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من يخالف احد البنود من الماده 73 وذلك بتحرير محضر مخالفه وإخطار النيابه العامه به"، وتم تكليف جميع المشرفين الزراعيين على مستوى القطاع الزراعى بالمرور على مزارع النخيل للتأكد من عمليات الرش العلاجى والوقائي.

وأكد الدكتور مجد المرسى، وكيل وزارة الزراعة بالوادى الجديد، أن المحافظة تواصل أعمال المقاومة المستمرة لسوسة النخيل الحمراء، وعقد الندوات وتنفيذ الزيارات الميدانية لمزارع النخيل للتعريف بطرق المكافحة والوقاية من الإصابة بسوسة النخيل الحمراء، وذلك فى إطار مبادرة سوسة النخيل الحمراء، بدعم ورعاية اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد مؤكدًا على أن المرحلة الأولى من مبادرة مكافحة سوسة النخيل الحمراء بدأت فى 7 قطاعات على مستوى المحافظة وتشمل، القطاع الأول فى منطقة ببئر البوصة بمركز الخارجة، والقطاع الثانى فى بئر جناح 1 بمركز الخارجة، والقطاع الثالث فى مركز بلاط، والقطاع الرابع فى بئر موط البلد بمركز الداخلة، والقطاع الخامس فى منطقة الهنداو 1، والقطاع السادس فى منطقة القصر 1، والقطاع السابع فى مركز الفرافرة.

ومن جانبه، أفاد الدكتور نبيل حنفى مستشار المحافظ لسوسة النخيل، بأن المبادرة دخلت حيز التفيذ بالفعل بدعم كامل من اللواء الدكتور محمد الزملوط محافظ الإقليم لإنجاح هذه المبادرة وتكاتف كل الجهات لتذليل العقبات وتقديم كل اوجه الدعم الفنى لمزارعى النخيل وعرض أهداف المبادرة للمزارعين وكافة الجهات المعنية من أجل السيطرة على سوسة النخيل الحمراء وآليات التنفيذ، وكذلك الأهمية الاقتصادية لنخيل التمر، وكذلك دور حساب تدعيم مكافحة آفات نخيل البلح وما تقدمه إدارة المكافحة من أجهزة لعلاج النخيل المصاب وكذلك مواتير لرش المبيدات وتوفير المبيدات بأسعار اقتصادية.

وقال الدكتور يوسف دياب الباحث فى شئون النخيل بالمحافظة، إن ظاهرة تهدل الجريد فى الصنف الصعيدى خاصة أنه لا تكاد تخلو مزرعة نخيل فى الوادى الجديد من ظاهرة تهدل الجريد وهى عبارة عن انفصال الجريد الأخضر عن جذع النخلة مما يسبب العديد من الأضرار أخطرها على الإطلاق خاصة فى هذه الفترة مع وجود سوسة النخيل الحمراء أن هذه المشكلة تتسبب فى وجود جروح وتشققات تكون مدخل للإصابة بسوسة النخيل وخطورة هذا الأمر تتمثل فى أن الإصابة فى منطقة القمة النامية أو الجمارة وهى من أخطر الإصابات حيث يصعب اكتشافها إلا عند صعود العامل النخلة كذلك تكون الإصابة فى الجمارة مباشرة مما يعرض النخلة للموت فى فترة قصيرة إذا لم يتم اكتشافها مبكرًا.

وأضاف "دياب" أن من أهم أسباب حدوث هذه الظاهرة تنفيذ التقليم الجائر وعدم ترك منطقة تاج النخلة كما فى الصور مما يجعل انفصال قاعدة الجريدة سهل، ولحماية النخلة من الإصابة القمية لابد من الحفاظ على الجريد من التهدل بتغيير عاداتنا المتبعة فى عملية التقليم وعمل تاج للنخلة لحماية الجريد وبالتالى تقليل فرصة الإصابة بسوسة النخيل الحمراء، وقد تم اليوم تنفيذ نموذج للتوضيح ونتمنى الاهتمام بهذه العملية الهامة.

جدير بالذكر أن المحافظة تستخدم أحد الإبتكارات المصرية فى مجال مكافحة حشرة سوسة النخيل وهو عبارة عن جهاز حقن هيدروليكى مميكن بالكامل لمكافحة سوسة النخيل مصنوع بأيدى مصرية والذى ابتكره خبير زراعى متخصص فى مكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء وهو عبارة عن اختراع يشمل مضخة متصلة بماسورة مجوفة أو بونطة بها 4 فتحات تضخ المبيد فى جذع النخلة الداخلى، بحيث يصل المبيد أو العلاج فى أسرع وقت لموقع الإصابة وعلاجها بشكل فعال يغطى جميع مواقع الإصابة وفى أقل وقت ممكن، وعلى جانب آخر يوفر استهلاك كميات أكبر من المبيد.

وتم تسجيل براءة الاختراع الذى نجح فى علاج الإصابة فى 6 دول هى السعودية – الكويت – الإمارات، فلسطين – الأردن – السودان مشيرا إلى أن فكرة عمل الجهاز هو حقن المبيد لعلاج الإصابة فى الوقت المناسب وبكمية المبيد المناسبة، بدون التأثير على أنسجة النخلة، حيث تستغرق علاج النخلة الواحدة من دقيقة ونصف إلى دقيقتين، من خلال الحقن بالداخل ورش محيط الإصابة من الخارج، بينما كان وقت علاج النخلة يستغرق ساعات طويلة، بينما نجح الجهاز ووصلت كفاءته فى العلاج إلى نسبة 98% ويجب عند استخدام الجهاز فى علاج الحشرة أو المرض يجب مراعاة تغيير المبيد كل فترة حتى لا تكتسب الحشرة صفة المقاومة والتكيف مع المبيد، ما يكسبها مناعة ضد المادة الفعالة بالمبيد فى حال تكراره.