أحمد منصور

الكاتبة المكسيكية فرنسيسكا .. ودروس الإنسانية

السبت، 20 مايو 2023 04:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الكثير من التجارب تجعلك تفكر في مجريات ما يدور حولك، وتطرح معها العديد من الأسئلة حول مغزى الصراعات بين البشر الذين يبحثون عن سعادتهم من خلال طرق دنياوية بحتة، ولكن خلال التفكير في ذلك تصادف أشخاصا لهم أهداف أخرى في الحياة، يعيشونها دون أي تعقيدات أو أطماع في أمر ما، فكل أحلامهم زرع السعادة في قلوب أحبائهم دون انتظار المنفعة.

خلال قراءتي لكتاب "لماذا لا يريد فرناندو أن يكبر؟"  للكاتبة فرانسيسكا مينديز، الصادر عن مجموعة كلمات، والتي تسرد من خلاله قصتها مع ابنها فرناندو أو "فر" المصاب بطيف التوحد وكيف تعاملت معه حتى أصبح أحد المؤثرين في الحياة، بعد أن حقق بطولات عالمية وحصد الميداليات الذهبية في رياضة السباحة، وهى التجربة التي يجب أن يتعلم منها كل البشر  حتى يفهموا كيفية التعامل مع أصحاب هذا المرض، وكيف للأسر أن تبذل قصارى جهدها حتى يصبح أولادهم جزءا من هذا العالم.

ومن حسن حظي وخلال دعوتي لتغطية مهرجان الشارقة القرائي للطفل بدورته الـ 14، تقابلت مع تلك المؤلفة التي استطاعت أن تجعل من ابنها مريض التوحد بطلا عالميا، بل واستطاعت أن يكون ضمن منظومة عمل بين أفراد أصحاء حتى تعطي الناس درسًا مستفادًا من تلك التجربة وهى  التعامل بشكل إنسانى بحت وليس بالمصلحة والمنفعة.

وخلال الحديث المتبادل مع الكاتبة المكسيكة حول كتابها والتعامل مع ابنها ذكرت العديد من الرسائل التي تصلح في أى زمان ومكان فكان أولها هو أن الإنسان لا يجب أن يستسلم أبدا لتحقيق حلمه، ولابد أن يشعر بالفخر لما حققه، كما أن الشعور بالفقد أمر سيئ للغاية ولهذا يجب أن نكون منتبهين على حالنا وحال من نحب، وأن العزيمة لا تنكسر أبدأ والطموح لا يقتل، والإصرار أمر إيجابى لا محالة.

كل هذه الرسائل وغيرها هي ما جعلت تلك السيدة المكسيكية تصنع من ابنها بطلا قادرًا على التعايش مع الحياة بشكل طبيعى، وذلك كله تحقق بالإنسانية وحسن مراعاة أبنائنا على ما خلقوا عليه والإيمان بقدراتهم المتفاوتة، ولهذا أتمنى أن يقرأ الكتاب جميع الناس حتى يتعلموا كيف ترسم السعادة على وجوه الآخرين من خلال مساعدتهم بقدر المستطاع، والتعايش والقضاء على التنمر، وكل ذلك يأتي من ضوء الرحمة والإنسانية والوعى وتسهيل الطريق للأشخاص المصابين بأى مرض، وتحقيق أحلامهم وتشجيعهم، من أجل المساهمة في بناء مجتمعات أكثر تفهما واستعدادًا لتقبل الاختلافات.. ولابد أن نتخذ من أصحاب التجارب الحقيقية العظة لحياة أفضل لنا ولغيرنا.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة