"جحيم على الأرض".. جرائم الإبادة مستمرة.. وسائل إعلام بريطانية تستنكر استهداف الاحتلال للشفاء وإخلائه.. وتؤكد: الأدلة حول وجود مركز للفصائل تحت المستشفى غير كافية.. وشكوك حول وضع الأسلحة قبل دخول الصحفيين

الأحد، 19 نوفمبر 2023 02:40 م
"جحيم على الأرض".. جرائم الإبادة مستمرة.. وسائل إعلام بريطانية تستنكر استهداف الاحتلال للشفاء وإخلائه.. وتؤكد: الأدلة حول وجود مركز للفصائل تحت المستشفى غير كافية.. وشكوك حول وضع الأسلحة قبل دخول الصحفيين مستشفى الشفاء
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استمرارا لجرائم الإبادة الجماعية التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة، استهدفت قوات الاحتلال المستشفيات ولم يكفهم استهداف النساء والأطفال فاستهدفوا المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة.

وفي الساعات الأولى من صباح أمس السبت، سارت حشود من الأطباء والمرضى فى مستشفى "الشفاء" بقطاع غزة، فوق أكوام من الخرسانة والأنقاض، لأميال عبر شوارع المدينة المدمرة، وأجبروا على الإخلاء سيرًا على الأقدام. وقال مسعفون إنهم يخشون ترك المرضى المصابين بأمراض خطيرة في مدينة تحولت الآن إلى حد كبير إلى أنقاض واحتلتها القوات الإسرائيلية، حيث كانت المستشفيات تعمل بدون كهرباء أو وقود أو ماء أو طعام.

وقال ويليام شومبورج، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، واصفاً ما تبقى من الحياة داخل المدينة: "إنها في الأساس جحيم على الأرض".

وقالت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية إنه على مدار أسابيع، كان عشرات الآلاف من الأشخاص يأملون في أن يوفر اللجوء إلى مستشفيات مدينة غزة مكانا آمنا، حيث يعاني القطاع من القصف المكثف. ولكن مع اقتراب قوات الاحتلال الإسرائيلي من منشآتها ثم مداهمة أكبر مستشفى في غزة، دار الشفاء، الأسبوع الماضي، نزح الآلاف مع الطواقم الطبية، وساروا في الشوارع المدمرة جنوب القطاع.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن القوات الإسرائيلية طلبت إخلاء مستشفى الشفاء صباح السبت، بعد ثلاثة أيام من مداهمة المستشفى. وقال المسعفون إنه قيل لهم إن أمامهم ساعة لإخلاء المستشفى، الذي كان في السابق محور النظام الطبي في غزة.

واستشهد ما لا يقل عن 12 ألف شخص في الهجوم الإسرائيلي على غزة منذ هجوم  7 أكتوبر.

واستذكر مدحت عباس، مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، محادثة أجراها مع أخصائي العظام عدنان البرش الذي غادر مستشفى الشفاء في الساعات الأولى من يوم السبت. وقال إن البرش بكى وهو يصف تجربة الخروج من المستشفى مع مسعفين آخرين ونازحين. وأضاف أن جنود الاحتلال قاموا بدوريات في المجمع، وانتشر القناصة حول محيط المجمع.

 

قال البرش "كنا نسمع الجرحى. لم نتمكن من مساعدتهم. كان الناس يموتون. لقد أُجبرنا على المشي. وأثناء خروجنا من مستشفى الشفاء رأينا الجثث في الشوارع. تم تدمير المستشفى. لا ماء ولا أكسجين ولا دواء، والهجمات على كل مبنى [في المجمع]."

 

وكان عشرات الجرحى ممددين على الأرض المبلطة وملطخة بالدماء، وتم وضع بعضهم على نقالات بينما جلس طفلان على الأرض بينما حاول رجل ثالث تضميد بعض جروحهم.

وبحسب شهود عيان تحدثوا إلى بي بي سي، استخدمت القوات الإسرائيلية مكبرات الصوت لمطالبة كل رجل يتراوح عمره بين 16 و40 عامًا بالدخول إلى الفناء، قبل تفتيش العديد منهم وتجريدهم من ملابسهم واحتجازهم في مكان مجهول.

 

وأفاد الأطباء داخل المستشفى في وقت لاحق أن القوات الإسرائيلية وضعت ماسحات ضوئية للتعرف على الوجه عند المخارج.

ومستشفى الشفاء ليس المستشفى الوحيد في مدينة غزة الذي اضطر إلى الإخلاء. وفي مستشفى القدس، تمكنت سيارات الإسعاف التي تديرها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من إجلاء بعض المرضى والعاملين في أوائل الأسبوع الماضي بعد أن عادت أدراجها في البداية بسبب القصف المكثف حول المستشفى.

 

وشاركت جمعية الصليب الأحمر الفلسطيني لقطات يوم الخميس لبعض من 14 ألف شخص لجأوا هناك وهم يمرون بمباني مدمرة ويتسلقون أكوام الأنقاض، بينما كانوا يسيرون لمسافة سبعة أميال تقريبًا، وكان بعضهم ينقل رجلاً فاقدًا للوعي على ما يبدو على سرير المستشفى عبر الشوارع المدمرة.

 

وفي المستشفى الأهلي العربي شرق مدينة غزة، وهو المنشأة الوحيدة القادرة على استقبال مرضى جدد طوال معظم الأسبوع الماضي، قال الأطباء إنهم تحولوا من القدرة على إجراء العمليات الجراحية المنقذة للحياة فقط إلى عدم القدرة على إجراء العمليات على الإطلاق، وقبل أن يضطر الكثيرون إلى إجراء عمليات جراحية منقذة للحياة، اضطروا للإخلاء.

 

ويزعم المسئولون الإسرائيليون منذ فترة طويلة أن الفصائل تعمل من تحت المرافق الطبية، وأن مركز القيادة في المخابئ تحت مستشفى الشفاء. ونفت الفصائل والعاملون في المستشفى ذلك. وأشار المراقبون إلى أن الغارة على المستشفيات قدمت بعض الأدلة على نشاط الفصائل، لكنها لم تصل إلى حد إثبات استخدام مستشفى الشفاء كمركز قيادة. كما تساءلت بي بي سي عما إذا كانت الأسلحة قد تم نقلها قبل دخول صحفييها للتصوير داخل الشفاء.

ونشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي لقطات لمتحدث باسمها وهو يتجول في قسم التصوير بالرنين المغناطيسي في الشفاء بعد ساعات من الغارة، ويسحب ما أسماه "أكياس مجهزة " من الملابس العسكرية والبنادق من خلف آلة ويعرض صورًا لبنادق آلية وقنابل يدوية وكتبًا مرتبة بعناية وصندوق كبير من التمر جمعوه في غرفة واحدة.

 

ونشر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق لقطات للفتحة المؤدية إلى نفق قالوا إنه يمر تحت المستشفى، بالإضافة إلى صور لمجموعة من الأسلحة الآلية والملابس العسكرية قالوا إنه تم العثور عليها داخل سيارة داخل مجمع المستشفى. ونشروا أيضًا صورًا لأربع بنادق آلية وذخائر ومعدات مثل السكاكين وأجهزة الاتصال اللاسلكي قالوا إنه تم اكتشافها في مستشفى القدس.

وقالت ميراف زونسزين من مجموعة الأزمات الدولية: "إنهم يجمعون أشياء مختلفة معًا، لكن هذا ليس الدليل القاطع. من الصعب جدًا أن نفهم ما يفعله الجيش الإسرائيلي، ولماذا ركز على مزاعمه بشأن مستشفى الشفاء ثم خرج بدون أي شيء مقنع في الأساس."

 

وأضافت: "أعتقد أنه من الصعب جدًا على أي شخص أن يفهم ذلك، وعلى مستوى العلاقات العامة الأساسي، إنها مجرد كارثة".

 

ومع اضطرار الآلاف إلى الفرار من مستشفيات غزة سيرًا على الأقدام، طلبت فرق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المساعدة الخارجية لفرق الطوارئ الطبية التي تركتها وراءها، وقالت إنها "محاصرة"، في المستشفى الأهلي "وسط قصف عنيف وإطلاق نار من قبل الجنود الإسرائيليين". مع تواجد الدبابات الإسرائيلية في محيطها.

 

وفي مستشفى الشفاء، بعد الإخلاء، بقي خمسة مسعفين فقط لرعاية 30 طفلًا خدج وعشرات من المرضى المصابين بأمراض خطيرة وسط أنقاض مدينة غزة المهجورة.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة