خالد سنجر

بلد الـ"100 مليون دكتور"

الجمعة، 02 سبتمبر 2022 02:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حقيقة الأمر، لقد ترددت كثيرا قبل أن أكتب فى هذا الشأن، لكنى لم أتحمل كم الغيظ الذى لا يخلو من الدهشة من حالة الجمود فى الفكر، وغياب لغة العقل والمنطق لدى معظم الأسر المصرية.   

انتهت معركة الثانوية العامة، وأنا هنا أعنى "معركة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ونحن جميعا ملامسين ومعايشين لتلك الأزمة التى تعيشها معظم الأسر والعائلات، سواء أشقاء أو أبناء أو أقارب أو جيران أو حتى زملاء العمل - وظهرت النتيجة، وقارب قطار تنسيق القبول بالجامعات والمعاهد على الوصول إلى محطته الأخيرة، وعرف كل طالب وجهته الجديدة.

السؤال الذى يفرض نفسه.. من بين أسر 649 ألفاً و387 طالبا وطالبة هم إجمالى عدد طلاب الثانوية العامة هذا العام.. كم أسرة سعدت وفرحت بنتيجة ابنها.. كم أب وأم سجدوا لله سجدة شكر وحمد راضين بما قسمه وكتبه الله لابنهم، جزاء مجهوده وتعبه وتركيزه فى دروسه وتحصيله طول العام؟!.. سأترك الإجابة لحضراتكم.

أعود بكم لما بدأت به.. الغيظ الذى لا يخلو من الدهشة.. ولما لا .. وأنت تفاجأ بأب استشاط غضبا وشرع فى تحطيم أثاث المنزل بمجرد سماعه نتيجة ابنه، وهو الأب الذى لم يجشم نفسه عناء المتابعة والسؤال عن ابنه طوال العام، مكتفيا فقط كونه - ماكينة صراف آلى - ضميره فى كامل الراحة كونه لا يبخل على الولد بأى أموال يطلبها للدروس أو المذكرات أو الكتب الخارجية أو حتى مصاريفه الشخصية.. هل تابعته فى دروسه؟!.. هل سألت مدرسيه عن معدل تحصيله؟!.. هل احتضنته وفرغت له جزءا من وقتك وجلست وتحاورت معه فى مشاكله كصديق؟!.. لا ترد لأنى أعرف الإجابة.

الأم .. صراخ وبكاء وعويل وانهيار.. لماذا كل تلك الدراما.. "الولد مجموعه مجبش طب".. سيدتى الفاضلة.. ماذا قدمتى ووفرتى لابنك لتطمعى فى حصوله على مجموع يؤهله لدخول كلية الطب.. التربية ليست طعاما وغسيلا وترتيب فراش.. التربية أدب وفكر وعقل وتنمية قدرات ذهنية وفكرية.. الأب فى الخارج يسعى لتوفير مصاريف المعيشة والأم مدرسة داخلية.

الأهم من كل ذلك.. رب العزة سبحانه وتعالى، خلقنا وميز كل منا عن الآخر بقدرات فكرية وعقلية وعضلية وذهنية.. فتجد من يولد ببنية جسدية وعضلية تميزه عن آخر، بينما يتميز الآخر بقدرات عقلية وفكرية تفوق صاحب القوة العضلية.. فلا كل أصحاب القدرات العضلية سيصبحون أطباء، ولا كل أصحاب القدرات العقلية والذهنية يطمعون فى أن يحصدوا ميداليات فى أولمبياد طوكيو.

كل أب وكل أم يدركون قدرات أبنائهم جيدا.. ويعرفون ما يميزهم وما يعيبهم.. فأرجوكم لا تقسوا على أولادكم وتحملوهم مالا يطيقون.. وادعموهم وشدوا من أزرهم.. علموهم أن المجتمع ماكينة ضخمة مكونة من تروس صغيرة وكبيرة.. بمجرد تعطل أصغر تروسها ستتوقف عن الدوران.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة