أحمد إبراهيم الشريف

هوامش على الذكرى السابعة لثورة يناير

الخميس، 25 يناير 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل ثورة يناير وتقريبا فى عام 2009 كنت مصادفة أستمع إلى برنامج  لمواهب الأطفال على القناة الثالثة فى التليفزيون المصرى، وقف طفل أتذكر أن اسمه «عمرو»  لم يبلغ العاشرة من عمره وقتها، وغنى «يا حبيتى يا مصر» وبعدما انتهى قالت له المذيعة «بتحب مصر يا عمرو» فقال لها عمرو بفطرة وتلقائية «لأ»، بالطبع المذيعة تعرضت لصدمة رهيبة وتمنت لو لم تسأله، وأنا اعتدلت فى جلستى، أما المذيعة فسألته بصوت مرتبك «ليه يا عمرو» فأجابها الطفل «لأن مصر مش فيها قانون».
 
أتذكر هذه القصة كلما قال أحدهم لماذا قام المصريون بثورة 25 يناير 2011، الآن وبعد مرور 7 سنوات على الثورة المجيدة ما زلت مصرا على أهميتها ودورها وضرورة القيام بها، رغم كل تحفظاتى وقتها وسؤالى المتكرر عن البديل.
 
سبع سنوات مرت على الثورة بكل ما لها وبكل ما عليها، لكنها تظل هى الأيام الأجمل التى اكتشف فيها الإنسان المصرى ذاته، وخرج من خموله وضيقه إلى رحابة نفسه، وذلك لأنه استمع إلى قلبه تماما، لذا استرد إنسانيته المهدرة التى أكلها الصمت والخوف، خرج من نفسه، كما يقولون» ثم وقف يتأملها، ليكتشف قدرا كبيرا من التفانى والتعاون والإخلاص وحب الوطن.   
 
البعض لا تعجبه ثورة 25 يناير ويرى أن مستقبلها وما حملته لم يكن على قدر الأحلام التى طرحتها، لكن  السؤال منذ متى حققت الثورات فى أى عصر وفى أى وطن أهدافها كاملة، المهاجمون لثورة يناير لا يعرفون أن الثورة فى حد ذاتها كانت هدفا، كان المصريون فى حاجة لتطهير أنفسهم من الاستسلام، كان الواحد فيهم يرغب بشدة فى سماع صوت نفسه «عاليا» يهتف ويلوح بلافتة كتب عليها ما يرغب فيه.
 
الدولة المصرية لم تكن قبل ثورة يناير صالحة حتى أن الطفل الصغير كان يراها غير عادلة، لأنه كان قد استقر عند القائمين عليها أن هذا الشعب لا قيمة له، لهم أن يفعلوا  به ما يشاءون، لدرجة أن البعض حاول مناقشة قانون فى مجلس الشعب يطالب بتقنين بيع الآثار المصرية، ولدرجة أن عاطف عبيد رئيس وزرائها السابق قال على حادثة قطار الصعيد فى عيد الأضحى الموافق 20 فبراير 2002 إن «واحد صعيدى كان يحمل بوتجاز صغيرا  هو السبب»  دون أن يتحقق أو ينتظر التحقيق أو حتى يبدى تعاطفا مع الضحايا الذين لا يعرف أحد عددهم حتى الآن.
 
لذا سنظل نؤكد أن الثورة المصرية فى 25 يناير كانت ضرورية لتنقذ الجميع من الخوف  الذى عرف طريقه داخل الأطفال قبل الكبار، ولتشعل قلوبنا دائما بحب الوطن.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة