صالح المسعودى يكتب: راحة البال

الأحد، 17 سبتمبر 2017 04:00 م
صالح المسعودى يكتب: راحة البال شخص يقبل يد والده

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

راحة البال ذاك الحلم المنشود الذى يسعى إليه الجميع ويبتغيه الكبير والصغير، وبرغم تعدد وسائل الوصول إليه إلا انه أمل أصبح شبه مستحيل بسبب المتغيرات المجتمعية و(رتم ) الحياة المادي، فمن الناس من يعتقد أنه إذا حصل على المال فقد امتلك مفاتيح ( راحة البال ) ومنهم المقتنع بأن تمتعه بالصحة وخلوه من الأمراض أهم وسائل راحة البال، ولكننى وبالأمس القريب تقابلت مع شاب أتانى ليعلمنى درساً عملياً فى كيفية الحصول على راحة البال بأبسط الوسائل غير المكلفة.

 

لكن هذا الشاب الذى أتانى على غير موعد جعلنى أفكر جيداً فى العوامل التى تجلب ( راحة البال ) التى يبحث عنها الجميع، فقد وجدته شاباً فقيراً، ولكنه ممن ينطبق عليه قو المولى عز وجل "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف"، فالابتسامة لا تفارق وجهه الصبوح وتنساب الكلمات من فمه بكل تلقائية وصفاء سريرة فهو لا يتكلف الكلام أو يتصنعه، ولكنه يحدثك من القلب فهو يبدأ أى جملة ويختمها بالحمد لله فتشعر بغناه فى قلبه ويجبرك على احترامه .

 

فكان لى أن أنهل من هذا الارتياح النفسى الذى تسرب لى من هذا الشاب وبدأت استفيد من تجربته الجميلة، وبدأته بعدة أسئلة لأغتنم الفرصة فقلت له، أراك بشوش الوجه فهل هذا لأمر وقتى أم أنك دائما ما تكون بنفس الحالة؟ فيقول أولاً هذا وجهى لا أغير فيه شيء فصباحة الوجه وبشاشته منحة من الله عز وجل ثم أنها تتأتى من عوامل كثيرة من أهمها الحالة النفسية للشخص، بالإضافة إلى اتباعك لتعاليم ربك من طاعات وأهمها الصلاة فى وقتها وخاصة صلاة الفجر التى تجلب راحة النفس.

 

ثم يستطرد قائلاً (ولماذا لا أضحك وأسعد فى حياتى؟ فقد منحنى ربى الكثير من الفضل فأعطانى الصحة وهى تساوى مال الدنيا)، ويكمل أما ترى أن بعض أغنياء العالم على استعداد أن يتنازل عن ثروته الطائلة فى سبيل أن يشفى من مرضه، إذن أنا املك أفضل من مال الأغنياء، وعلى مستوى المعيشة  فقد أكرمنى ربى ببعض (الأغنام) التى آكل منها وأشرب من ألبانها الصافية التى لم يدخلها تلوث مما يحدث الآن، كما أنها تساوى عندى مشروعات العالم.

 

ثم أنى أكرمنى ربى برعاية كل من أبى وأمى بعدما كبرا فى السن وأصبحت العائل لهما وكل سعادتى عندما أستمع لدعائهما لى كل صباح بالفلاح والصلاح، ولكنى أريد أن اختصر لك كل ما سبق فى كلمة واحدة وهى (الرضا)، فبالرضا سوف تقبل حياتك كما هي، وبالرضا بما قسم الله لك سوف تكون أغنى الناس.

 

جلست أفكر فى كلمات الشاب التى كانت تنساب من قلب يملأه الرضا بكل ما أعطاه الله له، ولكنى توقفت عند بعض النقاط التى أوردها لمحاولة الاستفادة منها ومحاولة التركيز عليها مع كل من يقرأ هذا المقال الذى أكتبه من القلب، فقد بدأ الشاب بذكر الأمور التى تعتبر من أهم مسببات (راحة البال) لمن أراد أن يبحث عنها فبدأها بالراحة النفسية التى تجلبها طاعة الله ورضاه، فإن رضى الله عنك أرضى عنك كل شيء، ثم تلا ذلك بحثه عن (الرضا) عن طريق تقبل الواقع وذلك يتضح من كلامه عن صحته التى تساوى بالفعل مال العالم ليوضح أن المال ليس المصدر الأساسى للسعادة .

 

ثم ذكر بعد ذلك الأفعال التى ترضى رب العباد وهى (بر الوالدين) التى جعلها الله بعد عبادته مباشرة فى قوله تعالى "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" فقد جمع الشاب بين أمور مهمة جعلته مرتاح البال، فشكر الله الدائم على نعمه وعبادته حق العبادة مع بر الوالدين أنبتت جميعاً ثمرة مهمة وهى (الرضا) فكان من أهم نتائجها راحة البال  التى يبحث عنها الجميع، فهل علمت الآن يا عزيزى القارئ الطرق التى تؤدى إلى (راحة البال)؟ فإن كنت تعلمت شيئا من هذا الشاب فيمكنك أن تبدأ الآن فراحة البال التى يتمتع بها هذا الشاب تساوى كنوز العالم.

 

 

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة