صحوت اليوم وقد غمرتنى موجة كبيرة من تفاؤل لا أعلم مصدرها ولا سبب وراءها، فخرجت على عجل خشية أن يحدث ما يعكّر صفو اللحظة النادرة، قابلت "جار عجوز" بشوش الوجه أراه كل بضعة أيام وتبعث رؤيته مزيدا من التفاؤل والحبور، فأيقنت أن اليوم من تلك الأيام النادرة التى تمر بحياتى.
دلفت إلى سيارتى الصغيرة العزيزة إلى قلبى وأدرت محركها فسمعت طقطقة خفيفة ثم حشرجة ملحوظة وأعقب ذلك صمت تام، يبدو أن السيارة أقسمت ألاّ يدور محركها، سرت فى أعصابى لحظة غيظ لكنى كتمتها أمام موجة التفاؤل التى هطلت على من رأسى لأخمص قدمى، فهبطت من سيارتى وأحكمت إغلاق بابها مع أنى أعلم علم اليقين أنها ومن دون أبوابها الأربعة لن يقترب منها أحد .
وقفت بجوارها متأملا الموقف ساخرا من اللحظة والمكان، مرّ بجوارى العجوز فى عودته باشا باسم الثغر مرحبّا بى كضيف عزيز حلّ عليه بعد غياب طويل .
ولم ينسى وهو يغيب عن ناظرى أن يؤكد أن: الجو جميل اليوم وصحو على غير عادته.! أمّنت على كلامه وطردت ظنونى وسرت على مهل سابحا فى بحر لجى من التفاؤل كغريق يطلب نجاة وعيون العجوز البشوش تلاحقني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة