صدر حديثا عن أفاتار للنشر والتوزيع المجموعة القصصية "بابلو"، للكتاب محمود حمدون، والذى قال على غلافها: " شدّني الاسم " بابلو " وجدته يستقر على لافتة خشبية تعلو لسانًا حجريا.
صدر حديثا للكاتب محمود حمدون ثلاث روايات "اللعبة" و"رقم غير موجود بالخدمة" و "شايف البحر" ، والذى يشارك بهم فى فى فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 52.
انقطعت أخباره قرابة شهرين كاملين، حتى خلتُ أنه غاضبُ منيّ، كلما أردت مهاتفته شغلنى أمر، حتى التقيته مساء الأمس، كان يُجدُّ فى سيره بخطوته النشطة المعهودة عنه، بطوله الفارع حتى أن هامته تنحنى قليلًا تواضعًا منه أو بتأثير جاذبية الأرض التى لا ترحم قيمة أو قامة.
يظل المرء سرًا مغلقًا على نفسه، يتشدق بليبراليته وديمقراطيته المتأصلة لديه، تلك التى يروّج بين الناس أنها صفة جُبل عليها وفطرة تقلّب بين ظهرانيها صغيرًا بين ذويه
لم ألحظ ذلك إلاّ منذ سويعات، رغم أن قلقًا ساورنى عند قدومى لهذا المكان، عاصفة من أسئلة دارت بخلدى: تُرى ما الغريب هنا؟ ما الذى يدفعنى للتوتر هكذا؟ أى جديد لا أعلمه يستقر هنا؟.
وقف حكم المباراة, ينظر يمينه ويساره, يستوثق من تواجد جميع المتبارين، أنهم يقفون على خط السباق لا يحيدون عنه, فتّش بأصابعه فى نعال أحذيتنا الرياضية, عبث بأفواهنا خشية وجود أدوات حادة مما يجُرّم قانون اللعبة حملها.
لم أر من قبل فتاة " غجرية" لكن سمعت عنهن، تلك الشقاوة التى تطلُّ من أعينهن، جرأتهن الشديدة، قدرتهن على خوض الصعاب.
أول يوم لى بالعمل , أناس سوف أقابلهم للمرة الأولى , انطباعات جيدة يجب أن تستقر فى أفئدتهم عنى , لكن تُرى كيف هم ؟ أيغلب عليهم الخير, أم جٌبلوا على شر مستطير؟ لا لا.
قابلته ذات يوم على شاطئ اليم , تحيط به زرقة السماء و المياه , كان يركن بجسده على السور الحجرى , سمعته يحدّث طائر " النورس" : و هو ينظر للفراغ : سخيفة تلك الحقيبة التى تحتوينا , يراها الناظر من بعيد كالحة بمرور السنين , يتغضّن جلدها من قسوة الأيام و تعاقب الدهر عليها.
صبيحة أحد أيام الشتاء الماضى، بالتحديد فى السادسة والدقيقة الثامنة والخمسين تماماً حسبما أتذكر، صحوت على دقات منبّه "الساعة" برنّاته المزعجة، كما يفعل كل يوم.
تلك خطيئتك , تتحمّلها وحدك , معها تحمل وزر من آمن بك و سار على دربك .
تمتلئ السماء فى الليالى الحارة الرطبة بجحافل من حشرات من كل نوع، تطن، تلسع، أو تقع بسماجة على الوجه، تحط على الجلد، يميّزها عن غيرها، لزوجتها،
ينقسم يومه ما بين ليل يقضيه بحقل أسرة زوجته، يرعى قيراطين و بضعة أسهم، ينكفء حاملاً فأسه، يعزق الأرض طولاً وعرضاً، يُجدُّ فى عمله، لا يخشى بعد الله إلاّ طول لسانها، بأس إخوتها
كأنى تركت بعضى فى ذلك البيت ,لقد انتقلت لآخر فترك القديم فراغاً كبيراً بداخلي هوّة اتسعت بعد ساعات قليلة فاضطربت أناملى تمرّدت مفرداتى هجرتنى لُغتى كأنما تعترض على قرار النقل أكان ينبغى أن أستأذنها قبيل هجرتى ؟
اتسعت دائرة الاشتباه لتشمل القابعين وراء مكاتبهم الخشبية من يعملون بجدّ ومن يفتشون فى الضمائر، شملت المتسكعين فى الطرقات وعلى السلالم، المنتظرين دورهم لركوب المصعد هبوطاً أو نزولاً، اتساعاً لم يفلت منه أحد .
للموتى حديث همس لا يسمعه إلاّ الأحياء، عبارة ألقتها بوجهى حينما قرأت تلك السخرية التى حلّت بى و أنا اسمعها تتحدث لأشباح، طقس أسبوعى لا تملُّ منه , عصر الأربعاء , تستقل سيارة " أجرة " تنتهى بها عند " بوابة الوداع " .
صدرت، عن مركز الحضارة العربية، رواية "اسم حركى" للكاتب محمود حمدون، وتشارك فى نعرض القاهرة الدولى للكتاب، 2 جناح 29 A.
"طاولة، كرسيين، كوبين من الينسون"، ثم ريح جافة أحيانا وباردة أخرى تهب من الخلاء الكبير، مشهد يتكرر كل فترة، ركن منعزلا عن روّاد المقهى.
يقترب الليل من منتصفه، البرد يشتد، يخلو الشارع من المارة، إلاّ بضعة نفر يحتمون بمقاعدهم بمقهى يلتصق بسور " ملجأ الأيتام" بالجهة الأخرى تنتشر بضعة كراسى على جانبى كوبرى " باغوص "، معظمها منزوع منها ظهورها الخشبية.
سعادة غامرة أحاطتنى، صحوت اليوم، رائق البال، توارت همومى الكثيفة وراء ظهرى، لعل قلقاّ ساورنى فى البداية، فتلك ليست حالتى الطبيعية.